انتقد حزب "المؤتمر الوطني العراقي" بزعامة أحمد الجلبي مساندة رئيس الوزراء اياد علاوي التصريحات "الانفعالية" التي اطلقها وزير الدفاع حازم الشعلان ضد ايران، وقال انها لا تخدم مصالح العراق. وقال عضو قيادة المؤتمر والمدير العام للهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث مثال الالوسي ل"الحياة" ان "المتورطين في الملف الأمني العراقي اكثر من طرف اقليمي بينهم ايران وسورية، الا ان تصعيد الموقف مع هذه الاطراف وتوجيه الاتهامات اليها بالطريقة التي اتبعها وزير الدفاع العراقي، أمر لا يخدم المصالح العراقية". وأبدى استغرابه "وقوف علاوي خلف هذه التصريحات الانفعالية ومساندته لها"، مشيراً الى ان عدول رئيس الوزراء العراقي عن زيارته المرتقبة الى ايران، يظهر جليا مساندته تلك التصريحات، واضاف "علينا ان نحذر المتورطين لكن بعيداً من التصعيد الاعلامي والتصريحات الرنانة". واعتبر الحكومة الحالية "حكومة تصريف اعمال وان المؤتمر الوطني يقف خلفها ويدعمها في الملفات التي عليها معالجتها، طبقاً لقانون ادارة الدولة الموقت، وفي مقدمها الملف الامني والانتخابات والملف الاقتصادي"، وقال: "نريد لعلاوي ان ينجح وسنعمل على توفير شروط نجاحه". واتهم الألوسي من جهة ثانية بعثيين بالوقوف وراء استشراء الفساد الاداري في دوائر الدولة ومؤسساتها إمعاناً في عرقلة العملية الديموقراطية وبناء العراق الجديد ومحاولة إيقاف عجلة التغيير، ووصف الخطاب السياسي الداعي الى المصالحة مع البعثيين ب"الخاطئ" لأنه يدعو الى نسيان الماضي من دون تصفيته وتوثيقه، كما يدعو الى التصالح بدلاً من التسامح. وقال ان "استشراء ظاهرة الفساد في دوائر الدولة مرده وجوده قيادات بعثية في مواقع صنع القرار الاداري في بعض الدوائر"، مشيراً الى ان مجموعات كبيرة من البعثيين القدامى ما زالت تشغل مناصب ادارية عليا في بعض الدوائر وتمسك بزمام الامور فيها، مما يرجح سعيها الى تكريس ظاهرة الفساد الاداري والعمل على استشرائها بشكل مقصود ومنظم". ولفت الى ان "حزب البعث وعصابات صدام كانت وراء الدمار الذي لحق بالعراق اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وان ترك هذه الزمرة لتحكم البلد من جديد خطأ كبير"، ونوه الى ان "المؤتمر الوطني العراقي وهيئة اجتثاث البعث يعترضان على وجود هؤلاء في الحكومة العراقية الجديدة، مثلما يرفض اولئك الذين يمتلكون تاريخاً بعثياً ملوثاً، عملوا على ولوج المؤسسات الحكومية من الابواب الخلفية" على حد تعبيره. وأكد ان الهيئة العليا لاجتثاث البعث "جادة في توفير الوثائق والادلة الدامغة التي تكشف تاريخ اسماء بارزة كثيرة، باتت تحتل حالياً مناصب ادارية عليا وحساسة في الحكومة العراقية، إلا أن اصحاب العلاقة لم يطرقوا بابنا ونفتقر للعلاقة الديناميكية بيننا وبين وزارات الحكومة".