أثار خطاب رئيس الحكومة العراقية اياد علاوي خلال مراسم تسلم السلطة أول من أمس، والذي ضمّنه تهديداً للبعثيين، ارتياحاً واسعاً لدى الأحزاب التي أيدت حملة "اجتثاث البعث". وأكد مصدر مطلع في "حركة الوفاق الوطني"، التي يتزعمها علاوي، ل"الحياة"، ان الأخير صدم بالتقارير التي وصلت إليه، وتفيد أن البعثيين الذين سمح لهم بالعودة إلى الوظائف، تحولوا إلى "عيون" ضده وضد الوضع الجديد في البلد. وقال المصدر إن "شبكات بعثية شكلت لجمع المعلومات الأمنية لحساب أجهزة النظام السابق، ومنها إلى الجماعات الإرهابية". وأضاف: "معلوماتنا أكدت أن كثيرين من البعثيين تلقوا اتصالات من أزلام النظام السابق، وكلفوا مهمات أمنية بحتة، لمتابعة أهداف حيوية تشمل تحركات أعضاء مجلس الحكم المنحل وزعامات الأحزاب الرئيسية وتحركات الحكومة الحالية". واللافت أن أكثر الأحزاب ارتياحاً هو "المؤتمر الوطني العراقي" بزعامة أحمد الجلبي الذي طالما أيد بقوة "اجتثاث البعث"، واختلف مع حزب علاوي في مسألة عودة البعثيين إلى الإدارة العامة. وتفيد معلومات من مكتب مستشار الأمن القومي في العراق أن 200-400 بعثي سيعتقلون قريباً للتحقيق معهم. وقال ل"الحياة" عقيل الطائي، المسؤول في "المؤتمر الوطني العراقي"، إن عملية "اجتثاث البعث" التي أيدها المؤتمر كانت "تهدف إلى تحقيق أمن أكبر للدولة العراقية الجديدة". وأكد ان "الاجتثاث ما زال أساساً لمحاربة الجماعات الإرهابية في الداخل". وذكر أن "المؤتمر" واجه "صعوبات كبيرة عرقلت حملته لاجتثاث البعث، وهذه سياسة لو مضت قدماً لساهمت في بناء عراق آمن".