أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي استعداد الوكالة لارسال بعثات لرصد الاشعاع على المناطق الحدودية المصرية والاردنية مع اسرائيل بعدما ترددت أنباء عن حدوث تسرب نووي من مفاعل ديمونة الإسرائيلي وتوزيع اسرائيل مواد وقائية على مواطنيها. ورهن البرادعي إرسال هذه البعثات بطلب البلدان القريبة من المفاعل، مشيراً الى مساعدة شبيهة قدمتها الوكالة الى الاردن العام الماضي. وقال البرادعي الذي أجرى محادثات مطولة مع وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط في القاهرة أمس، ان الوكالة تواصل محاولاتها من أجل إخلاء منطقة الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل، مشيراً الى ان المنتدى المقترح في فيينا مطلع العام المقبل بمشاركة دول عربية واسرائيل ودول أخرى في المنطقة قد يكون فرصة لبدء حوار في شأن الشروط التي يجب توافرها لإقامة منطقة منزوعة السلاح في الشرق الاوسط. وأوضح البرادعي أن "هناك فرصة للمضي قدماً لإحراز تقدم، إذ أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي استعداد حكومته للبحث في الموضوع كجزء من عملية السلام بعدما كانت اسرائيل ترى أن هذا الموضوع يجب أن يعالج بعد الانتهاء من عملية السلام وليس كجزء منها". وشدد على أنه "لا يمكن تحقيق السلام الشامل والدائم من دون ان نتفهم أبعاد الأمن الاقليمي وأهمية معالجة موضوع أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمها السلاح النووي، وضرورة الحد من السلاح التقليدي، ووجود إجراءات بناء ثقة"، معتبراً أن عمليات توزيع اسرائيل اقراص تمثل اجراء وقائياً تتخذه الدول التي لديها نشاطات نووية. وقال البرادعي إن المحادثات مع أبو الغيط تطرقت الى الملف الايراني وأهمية التوصل الى حل للمسألة الايرانية عن طريق عمليات التفتيش اضافة الى الحل الديبلوماسي في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية وان يكون هذا الحل مقبولاً من الاطراف كافة. وفي عمان ا ف ب، اعلنت لجنة الصحة والبيئة في البرلمان الاردني انها ستطلب من الحكومة دعوة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة الاردن للتأكد من عدم وجود خطر اشعاع نووي في المملكة ناجم عن نشاط مفاعل ديمونا الاسرائيلي، خصوصا بعد التحذيرات التي وجهها الخبير التقني الاسرائيلي موردخاي فعنونو. وافادت وكالة الانباء الاردنية بترا ان اللجنة النيابية "قررت زيارة مواقع الرصد النووي في المملكة للوقوف على ارض الواقع ثم الطلب من الحكومة دعوة وكالة الطاقة الدولية لزيارة المملكة لمتابعة هذا الموضوع". واكدت انها "توصلت الى قناعات بان الاشعاعات النووية في المملكة هي اقل بكثير من المعدلات المسموح بها عالميا". وكان الخبير النووي الاسرائيلي السابق موردخاي فعنونو حذر من مخاطر وقوع كارثة اشبه بتلك التي شهدتها مدينة تشرنوبيل، في الشرق الاوسط بسبب حال مفاعل ديمونا القديمة. وتحدث في تصريحات نشرتها صحيفة "الحياة" عن "خطر حدوث هزة ارضية تؤدي الى تصدع المفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونا الذي تجاوز عمره 50 عاما وتتسبب بتسرب اشعاعات نووية تهدد الملايين في البلدان العربية المجاورة". وقال ان على الاردن اخضاع سكانه في المناطق المحاذية لاسرائيل لفحوصات طبية وتقديم العلاج المناسب لهم. الا ان الحكومة الاردنية اكدت ان المملكة لا تشهد معدلات تلوث غير طبيعية ناجمة عن نشاط مفاعل ديمونا. وقالت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الاردنية اسمى خضر: "حتى الان لا يوجد رصد لاي معدلات غير طبيعية للاشعاع الضار"، مؤكدة ان "المسألة ليست محل استعراض سياسي بل دراسات". وكانت اسرائيل بدأت اخيرا بتوزيع اقراص اليود على المقيمين قرب مفاعليها النووين لتفادي اصابتهم باشعاعات في حال اصابة المنشآت النووية باضرار. وانشىء مفاعل ديمونا في صحراء النقب نهاية الخمسينات بمساعدة فرنسا بينما تم بناء مفاعل نحال سوريك جنوب تل ابيب حديثا ويتم استخدامه في الابحاث. ويبدي خبراء قلقا من تقادم هذه المنشآت. وترفض اسرائيل الاقرار بامتلاكها اسلحة نووية، الا ان الخبراء الاجانب يقدرون ترسانتها النووية بين مئة ومئتي رأس نووي.