أثارت تصريحات الخبير النووي الإسرائيلي موردخاي فعنونو إلى الشقيقة "الوسط" أمس اهتماماً واسعاً في الأردن، إذ ردّت عمان رسمياً على تحذيراته من خطورة الإشعاعات المنبعثة من مفاعل ديمونا على الأردنيين من سكان المناطق الحدودية مع إسرائيل. وأكدت أن الهيئات العلمية المتخصصة "لم تسجل قراءة غير طبيعية" لمستوى الإشعاعات في المياه والتربة. من جهة اخرى رفضت المحكمة الاسرائيلية العليا امس رفع الحظر المفروض على سفر فعنونو بعدما أنهى عقوبة سجن مدتها 18 عاماً. وتقول الحكومة الاسرائيلية ان فعنونو الذي خطفته حاكمته وسجنته لكشفه اسراراً نووية عن الدولة العبرية عام 1986 يشكل خطراً أمنياً وقد يكون لديه المزيد من المعلومات. لكن فعنونو الذي اطلق في نيسان ابريل يقول انه لا يملك المزيد من المعلومات وأن حظر سفره يشكل انتهاكاً لحقوقه المدنية. وعلق على رفض المحكمة رفع حظر سفره قائلاً: "انه يوم حزين جداً. يوم مخز". وصرحت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الأردنية أسمى خضر أمس بأن "محطات الرصد الإشعاعي لم تسجل أية مؤشرات أو معدلات غير مقبولة للإشعاع الضار" في المناطق الحدودية مع إسرائيل". وأوضحت إن "هيئة الطاقة النووية الأردنية تقوم بعملية رصد مستمرة وعلى مدار الساعة وحتى الآن لم تسجل أي قراءة غير طبيعية تدل على وجود تسرب إشعاعي باتجاه المناطق المحاذية لإسرائيل". واصطحبت خضر إلى لقائها الأسبوعي بالصحافيين المدير العام لهيئة الطاقة النووية زياد القضاة الذي أقرّ بأن "خطر حدوث هزة أرضية تؤدي إلى تصدع مفاعل ديمونا سيهدد الملايين من سكان الوطن العربي" داعياً إلى متابعة هذه المخاطر بإشراف "الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية، للوقوف على مخاطر المفاعل صحياً وبيئياً" مشيراً إلى أن محطات الرصد الإشعاعي الأردنية "تقوم بأخذ عينات من الهواء بمعدل مرة كل 24 ساعة، ولم تسجل نسباً غير عادية". وكان فعنونو قال ان "على الأردن إجراء فحوص طبية لسكانه المقيمين في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل لمعرفة مدى تأثرهم بالإشعاعات وتوزيع الأدوية الضرورية عليهم، كما فعلت إسرائيل مع سكانها المقيمين قرب مفاعل ديمونا، لأن مداخن المفاعل لا تعمل إلا عندما تكون الرياح في اتجاه الأردن". وأشار أستاذ الفيزياء النووية في الجامعة الأردنية عيسى خميس إلى أن "الخطورة على الأردن لا تنحصر في المفاعلات فحسب، بل إن مناطق تصنيع مادة البلوتونيوم والقنابل الذرية في إسرائيل تجعل وسط المملكة وشمالها عرضة لانبعاث غازات فتاكة". وكانت دراسات مستقلة لاحظت ارتفاعاً في نسب الأردنيين المصابين بالأمراض السرطانية من سكان المدن والبلدات القريبة من الحدود مع إسرائيل، وأشارت إلى أن المفاعلات النووية الإسرائيلية تنفث أبخرتها في أيلول سبتمبر وتشرين الأول أكتوبر في السنة وفقاً لاتجاه الرياح التي تهبّ شرقا نحو الأردن. لكنّ مدير"السجل الوطني" الأردني للسرطان سمير الكايد يؤكد أن "معدل توزيع إصابات سكان المناطق القريبة من ديمونا مثل مدينة الطفيلة في جنوب المملكة يبلغ 26 إصابة لكل 100 ألف شخص" في الوقت الذي تبلغ الإصابات في مناطق بعيدة عن المفاعل 51 لكل 100 ألف شخص".