حذّر موردخاي فعنونو من خطر حدوث هزة أرضية تصدّع المفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونا الذي تجاوز عمره خمسين عاماً، وتتسبب بتسرّب اشعاعات نووية تهدد الملايين في البلدان العربية المجاورة، في ما وصفه "تشرنوبيل ثانية". وقال الخبير النووي الاسرائيلي في حديث الى الشقيقة "الوسط" تنشره في عددها الذي يوزع مع "الحياة" غداً وهو الأول له بعدما أمضى 18 عاماً في السجن، ان على الأردن اجراء فحوص طبية لسكانه المقيمين في المناطق القريبة من الحدود مع اسرائيل لمعرفة مدى تأثرهم بالاشعاعات وتوزيع الأدوية الضرورية عليهم، كما فعلت اسرائيل مع سكانها المقيمين قرب مفاعل ديمونا، لأن مداخن المفاعل لا تعمل إلا عندما تكون الرياح في اتجاه الأردن. واستبعد فعنونو ان تضغط اميركا او اوروبا على اسرائيل لتلتزم الكشف عن ترسانتها النووية، شارحاً ان "التقديرات شبه الاكيدة" تفيد بأن اغتيال الرئيس الاميركي جون كينيدي "تمّ بسبب ضغوط مارسها على رئيس الحكومة الاسرائيلي آنذاك ديفيد بن غوريون للكشف عن حقيقة مفاعل ديمونا". وعبر فعنونو عن عدم اقتناعه بأن اسرائيل لم تطور ترسانتها النووية خلال 19 عاماً أمضاها في السجن، مشيراً الى انه نشر كل ما يملك من معلومات، وأن ما كشفه "يكفي لوحده لاعتبار اسرائيل خطراً حقيقياً يهدد الشرق الاوسط بأكمله". وقال ان اسرائيل "تخشى ان تكون حريتي المطلقة بتنقلي ولقاء من أشاء ومتى وكيفما أشاء، سبباً لإثارة موضوع التسلح النووي، وبالتالي تشكيل ضغط عالمي عليها" للكشف عن ترسانتها، معتبراً ان مجرد فكرة استمرار وجود السلاح النووي الاسرائيلي هو خطر كبير: "فنحن لا نعرف أي رئيس حكومة اسرائيلي أهوج سيصل الى الحكم ويقرر اللجوء الى السلاح النووي في صراعه مع الدول العربية المجاورة. ان ما كشفت عنه سابقاً من أسلحة تملكها اسرائيل قادر على تدمير المنطقة وقتل الملايين. ولكن لنقل ان جميع الرؤساء سيكونون من الحكماء ولا يقدمون على خطوة كهذه، إلا ان مجرد مواصلة العمل في المفاعل النووي في ديمونا حتى اليوم هو أمر خطير في حد ذاته"، لافتاً الى ان تصدعه يعني تسريب المواد المشعة، اضافة الى الخطر الجدي الذي تشكله القنابل النووية الاسرائيلية، خصوصاً من نوع النيتروجين والهيدروجين التي لا توجد وسائل تضمن التخلص منها او تحول دون تسربها. وانتقد فعنونو مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي الذي "جعل نفسه أضحوكة عندما زار اسرائيل وتحدث في السياسة مع رئيس الوزراء أرييل شارون بدلاً من ان تكون مهمته في اسرائيل شبيهة بمهمته في العراق"، مضيفاً انه:"كان يجب عليه رفض زيارة اسرائيل اذا لم يزر المفاعل النووي وان يعلن بكل صراحة أن زيارته الى اسرائيل مشروطة بهذه الزيارة المهمة ومن ثم اعداد تقرير تقني عنها ... ليساهم مساهمة فعالة في نشر دعايتها العالمية الكاذبة". ويقيم فعنونو حالياً في القدسالشرقية حيث يمضي معظم وقته مع أصدقائه الفلسطينيين ويعمل قارعاً لأجراس الكنيسة الاسقفية الانجيلية في المدينة بعدما كان اعتنق المسيحية قبل 19 سنة.