سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحد الأسرى ابلغ "الحياة" هاتفياً ان ادارة السجون بدأت تصعيد اجراءاتها القاسية . تظاهرات واضرابات في الاراضي الفلسطينية تضامناً مع آلاف الأسرى المضربين عن الطعام
يشرع الاف الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي اليوم الأحد في خوض اضراب مفتوح عن الطعام للضغط على مصلحة السجون والحكومة الاسرائيلية لتحسين ظروف اعتقالهم المزرية، التي وصلت حدا لا يطاق. وكشف أسرى فلسطينيون ان ادارة السجون الاسرائيلية اصدرت عدداً من القرارات والاجراءات ضد اكثر من 4000 اسير ومعتقل محتجزين في السجون المركزية تتلاءم وتصريحات وزير الامن الدخلي الاسرائيلي تساحي هنغبي اول من امس التي قال فيها "فليضرب الاسرى عن الطعام حتى الموت". واكد اسير محتجز في سجن نفحة الصحراوي في النقب في مكالمة هاتفية مع "الحياة" ان هذه القرارات تشمل اخلاء غرف الاسرى من السوائل ابتداء من اليوم. وقال المصدر في الحركة الاسيرة ان الاجراءات الاسرائيلية فتضمن مصادرة جميع الكتب التي بحوزة الاسرى ابتداء من امس السبت امس، اضافة الى تنفيذ الجزء الاكبر من حملة "التنقلات" في صفوف قادة الاسرى وممثليهم. وجاء في بيان صادر عن الاسرى يحمل الرقم 1 حصلت "الحياة" على نسخة منه: "اننا اسرى الحرية في "ابو غريب" وغوانتانامو الاسرائيليين وفي معتقلات وسجون الاحتلال الاسرائيلي كافة وبعد استنفاد كل وسائل المقاومة والنضال، قررنا البدء في اضراب مفتوح عن الطعام في الخامس عشر من الشهر الجاري والاستمرار بذلك حتى تتحقق لنا مطالبنا العادلة والانسانية". واضاف البيان ان الاسرى اتخذوا قرارهم هذا "بعد ان اصبحت حياتنا وظروف أسرنا تعادل الموت وتوازيه، وبعد ان وصلت انتهاكات سلطات الاحتلال الى حد لا يمكن التعايش معه او الصمت ازاءه حيث ممارسات القمع شبه اليومي ومحاولات المس بكرامتنا من خلال التفتيش العاري والاعتداءات الجسدية والمعنوية، ومنعنا من ابسط حقوقنا الانسانية كحقنا في زيارة ذوينا...". وفند الاسرى في بيان اخر تصريحات وزير الامن الداخلي الاسرائيلي هنغبي التي وصف فيها الاسرى بانهم "مجرمون وقتلة" وقالوا: "نحن اسرى الحرية وعشاق الكرمة والعزة ومقاتلي الاستقلال ودحر الاحتلال ابناء الشعب الفلسطيني العظيم صاحب الحق والارض، اصحاب الديار واهل البلاد ولسنا بخلاء جئنا من أشتات الارض، ندافع عن ارضنا، ولم نعتد على أحد في بيته او داره بل هم جاؤونا". واوضح الاسرى ان من اهم الاسباب التي حملتهم على بدء معركة "الامعاء الخاوية" التفتيش العاري والمذل وبشكل جماعي وبصور واوضاع مخزية يندى لها الجبين الانساني". وفي هذا الخصوص، اكد اسرى في معتقل "غلبوع" الاسرائيلي ان الجنود الاسرائيليين "يستخدمون مصابيح صغيرة اثناء عمليات تفتيش اجساد الاسرى خصوصا في الاماكن الحساسة يرغمون الاسرى خلالها على اتخاذ اوضاع غريبة". ويطالب الاسرى بتوفير العناية الطبية الاساسية للمرضى من بينهم حيث ادى الاهمال الطبي الى حدوث وفيات في صفوفهم، وبوقف الغرامات المالية الباهظة التي تفرض عليهم والتي وصلت في الشهور الست الاخيرة الى نصف مليون شيكل اسرائيلي، والسماح بزيارة الاهالي والاقارب التي يحرم غالبية الاسرى منها منذ اكثر من عامين. وسيمتنع آلاف الاسرى والمعتقلين في كل السجون الاسرائيلية اعتبارا من اليوم عن تناول الطعام او الشراب الذي تقدمه لهم ادارات السجون، وحتى اشعار آخر. ووصف وزير الدولة لشؤون الاسرى والمحررين الفلسطيني هشام عبد الرازق قول هنغبي اول من امس ان بامكان السجناء الامنيين الفلسطينيين ان يضربوا حتى الموت، بأنه "يعبر عن الغطرسة الاسرائيلية ويتعارض مع القانون الدولي الانساني والقانون الاسرائيلي الذي يمنع الانسان من الموت ويعطي الانسان من الطعام والشراب ما يمنع موته". وشدد عبدالرازق في حديث ل"الحياة" امس على ان الاضراب مطلبي لتحسين شروط حياة الاسرى والمعتقلين وليس اضرابا سياسيا" كما ادعى هنغبي. واعتبر ان هدف هنغبي من وراء هذه التصريحات "تشويه الاضراب" تحت ادعاء ان "الاسرى يطالبون باجراءات تمس بالامن الاسرائيلي" نافيا ذلك جملة وتفصيلا واصفا تصريحات هنغبي بانها "نوع من الحرب الاعلامية على الاسرى تهدف الى كسر ارادتهم". ورأى ان مثل هذه التصريحات سيكون لها تأثير عكسي وستجعل الاسرى يصرون على مطالبهم وخوض الاضراب من اجل تحسين شروط حياتهم. وقال ان "هناك اتصالات عبر مكتب رئيس الوزراء احمد قريع أبو علاء على الجانب الاسرائيلي بغية ايجاد حل لقضية الاسرى والمعتقلين"، لافتا الى انه سيكون هناك اعلان رسمي من جانب "ابو علاء" في اعقاب الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء في رام الله غدا. ولمساندة الاسرى والمعتقلين في اضرابهم قررت القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني تنظيم فعاليات مختلفة في الضفة والقطاع، من بينها الاعتصام وتنظيم مسيرات احتجاجية واضراب عن الطعام. كما سيعقد عبدالرازق مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم الاحد حول هذه القضية. ولخص عبدالرازق مطالب الاسرى في ثلاث نقاط رئيسة، تتمثل في تحسين شروط الحياة، ومنع نقلهم من اماكن سكناهم الى اراضي دولة الاحتلال، وعدم جواز تقديمهم للمحاكمة امام محاكم اسرائيلية. وشدد على انه في ضوء القرار الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة المستند الى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول جدار الفصل العنصري الذي اعتبر الاراضي الفلسطينية اراضي محتلة، فان القرار يعطي الحق للأسرى باعتبارهم اسرى حرب. وقال ان اعتبار الاسرى اسرى حرب يعني عدم جواز نقلهم الى اراضي دولة الاحتلال، وعدم جواز محاكمتهم امام محاكم دولة الاحتلال. يشار الى ان اسرائيل تعتقل نحو ثمانية آلاف معتقل فلسطيني في سجونها، منهم 746 اعتقلوا قبل انتفاضة الاقصى التي اندلعت في ايلول سبتمبر 2000، وآخرون اعتقلوا قبل توقيع اتفاق اوسلو في 13 ايلول سبتمبر 1993، عدد منهم امضى اكثر من 25 عاما في الاسر.