منذ ظهوره قبل سنتين في أول بطولة في الفيلم/ الحدث، "اللمبي"، الذي حقق إيرادات خيالية غير متوقعة وغير مسبوقة في السينما المصرية، أصبح الممثل محمد سعد نجم الشباك الأول عند المنتجين وبات ثمة تهافت عليه من ناحيتهم. وكان هذا ربما أمراً أصابه بالدهشة، مثلما فوجئ الجميع به يرفع أجره الى ملايين الجنيهات. ولم يتوقف عند هذا الحد، إذ ان العاملين معه فوجئوا بتدخله الذي يفوق دوره كممثل، في جميع تفصيلات العمل الفنية. كل ذلك ضمن مسلسل مستمر من الدهشة منذ "اللمبي". بعد النجاح الجماهيري للفيلم الأخير في مقابل سقوطه نقدياً، يحاول محمد سعد تقديم ما يؤكد "أحقيته في التجربة التي حققها، وضمن هذا السياق جاء فيلمه الثاني كجزء ثان ل"اللمبي"، بعنوان "اللي بالي بالك"، وفيه حاول واجتهد لتقديم ما هو أفضل من سابقه، ولكنه لم يستطع الخروج نهائياً من عباءة "اللمبي". ومع ذلك، تكرر النجاح الجماهيري الكبير وجعله يصاب بالدهشة مرة أخرى، وربما ذلك ما جعله يتمسك بوجهة نظره في تدخلاته بأعماله معتبراً ان أي شخص آخر لن يستطيع تقديم جديد له. وجاء أحدث أعماله، الذي يعرض حالياً، "عوكل"، وهي شخصية جديدة ابتكرها محمد سعد ليترك "اللمبي" ولكنه لم يستطع. وهنا لا نعرف لماذا يختار محمد سعد شخصيات أفلامه "غبية" و"مريضة" فهل هذا هو الطريق الوحيد لإضحاك الجماهير؟ "عوكل"، مثل "اللمبي"، يتصف بالغباء وصعوبة النطق السليم للكلمات، والمضاف هنا فقط شخصية الجدة العجوز لعوكل أطاطا. وعلى رغم الماكياج المتقن واجتهاد سعد في تقديم هذه الشخصية الجديدة، فإن المشاهدين تذكروا فيلم النجم الكوميدي الراحل علاء ولي الدين الناظر، الذي جسد شخصية الأم الى جانب الأب والابن أيضاً وبرع في تقديم شخصية الأم بصورة لافتة. والمصادفة ان محمد سعد كتب شهادة ميلاد شخصية "اللمبي" بعدما ظهرت للمرة الأولى في هذا الفيلم الرائع. وفي فيلم "عوكل" ما زال محمد سعد يحاول التجديد والتطوير ونجح في تقديم فيلم كوميدي ولكن ربما يكون النجاح الجماهيري أقل من أفلامه السابقة. وأجاد سعد في تقديم مشاهد كوميدية عالية نابعة من الموقف مثلاً عندما يفيق عوكل من "حال السكر" التي كان عليها ويجد نفسه في تركيا، وبالطبع تحدث مفارقات عدة. وهو من أفضل مشاهد الفيلم ويعيبه فقط طريقة سفر عوكل بالمصادفة. وما زال سعد يستخدم جسده في لياقة واضحة للإضحاك! سعد يحاول ويحاول البحث عن جديد وإثبات انه ممثل جدير بالنجومية، لكن عليه البحث عن شخصيات ليست مصابة بصعوبة النطق اللمبي أو باللحمية عوكل، وكذلك عليه أن يقلل من تدخلاته في النواحي الفنية وكلنا يعلم الخلافات التي حدثت مع أكثر من مخرج ل"عوكل" بسبب طلبات محمد سعد المبالغ فيها جداً من وجهة نظر المخرجين، وهو ما أدى لانسحاب أكثر من مخرج من "عوكل"، حتى استقر عند المخرج محمد النجار ولم يعرف أيهما أقنع الآخر برأيه ولكن المؤكد أن "عوكل" دماغه ناشفة. وعليه، يمكن القول إذا كان محمد سعد يثق في قدراته الفنية الكبيرة، فعليه أن يخرج أعماله بنفسه الى جانب تمثيلها.