سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المعارك تحتدم في موقع المقابر بمشاركة المروحيات والدبابات .. وهدوء في البصرة . مخاوف من هجوم أميركي واسع في النجف بعد دعوة السكان الى الجلاء عن مناطق القتال
هاجمت القوات الاميركية من الجو والبر منطقة المقابر في النجف حيث يتحصن انصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، ودعت المقاتلين عبر مكبرات الصوت الى الاستسلام، بعدما طلبت من السكان اخلاء مناطق القتال. وساد الهدوء مدينة البصرة امس بعد مقتل احد جنود القوة البريطانية وجرح اربعة وإحراق آليتين الاثنين، في حين عادت الاشتباكات المتقطعة الى مدينة الصدر بضاحية بغداد. تجدد القتال في مدينة النجف أمس بين ميليشيا "جيش المهدي" التابعة لمقتدى الصدر والقوات الاميركية والعراقية، بعد هدنة لساعات مساء الاثنين للسماح بإجلاء الجرحى. وقصفت الطائرات المروحية والدبابات الاميركية مواقع قرب المقابر القديمة في المدينة التي يحتمي فيها رجال الميليشيا في اليوم السادس من القتال بين الطرفين. وجابت سيارات الهامفي الاميركية بعض احياء المدينة مطالبة، عبر مكبرات الصوت، الاهالي بإخلاء مناطق المواجهات من دون تأخير. واثارت الدعوة مخاوف السكان من عملية عسكرية واسعة النطاق. وشاهد الصحافيون اعمدة الدخان تتصاعد من وسط المدينة قرب مرقد الإمام علي حيث تنتشر عناصر "جيش المهدي". وشوهد العديد من عناصر الشرطة العراقية وهم على متن شاحنات نقل صغيرة متوجهين الى وسط المدينة حيث كانت مروحيتان تحلقان فوق المكان. وحلقت الطائرات الحربية في سماء النجف على ارتفاع منخفض مخترقة جدار الصوت. وحاول العديد من اهالي المدينة بعد سماعهم تقارير تحدثت عن هدنة لمدة 24 ساعة، التوجه الى محالهم التجارية لتفقد ممتلكاتهم، فيما حاول آخرون الخروج من المدينة. وكان محافظ النجف عدنان الذرفي اعلن ان المعارك بين مقاتلي جيش المهدي والقوات الامنية العراقية يدعمها الجيش الاميركي، توقفت لبضع ساعات امس الاثنين من اجل "اجلاء الجرحى". واوضح الناطق باسم وزارة الداخلية صباح كاظم ان الامر يتعلق ب"مبادرة محلية" وانه "لا علاقة للحكومة الموقتة بهذا الوقف القصير للقتال". واعلن جيش المهدي في بيان انه ليس "المبادر في المعارك" و"سيوقفها بالتالي، لساعة او اكثر، فقط اذا توقف الجانب الآخر اولاً". واتهم الجيش الاميركي انصار الصدر بخطف مدنيين باتجاه المقابر بغية "تعذيبهم واعدامهم ودفنهم". وحذر الكولونيل انتوني هاسلام قائد الوحدة الحادية عشرة الاستطلاعية التابعة لمشاة البحرية الاميركية في النجف الميليشيا من الاستمرار في استخدام المناطق المقدسة في المدينة خصوصاً المنطقة المحيطة بضريح الإمام علي ومنطقة المدافن كمناطق تنطلق منها الهجمات. من جانب آخر، اكدت مصادر طبية ان 20 شخصاً قتلوا واصيب اكثر من مئة آخرين في الاشتباكات منذ الخميس الماضي. وكان الجيش الاميركي تحدث الاثنين عن مقتل 360 مسلحاً واربعة من جنوده. وفي مدينة البصرةالجنوبية قالت ناطقة باسم الجيش البريطاني ان الهدوء عاد الى الشوارع بعد المعارك التي شهدتها المدينة أمس الاثنين وأدت الى مقتل جندي بريطاني واصابة أربعة آخرين. وفي الكوت، اعلن مصدر طبي ان ثلاثة مدنيين عراقيين اصيبوا بجروح، احدهم في حال الخطر، نتيجة انفجار عبوة ناسفة شمال غربي المدينة 180 كلم جنوب شرقي بغداد. وقال المقدم علي جبار كاظم مدير شرطة النعمانية ان "العبوة الناسفة كانت تستهدف قافلة للقوات الاوكرانية". وفي السماوة، قالت الشرطة العراقية انها اعتقلت امس 22 عنصرا من "جيش المهدي" في المحافظة. وقال النقيب عماد الوهامي مدير شرطة مكافحة الشغب في المحافظة انه "تم اعتداد قوائم بأسماء المطلوبين بالتعاون مع الاحزاب الدينية في المحافظة". وكانت تقارير تحدثت عن قيام مجموعة من عشائر محافظة السماوة في أيار مايو الماضي بتوجيه انذار لا يخلو من التهديد الى مكتب الصدر والى عناصر جيش المهدي في المدينة من اثارة المشاكل وتعكير صفو الهدوء الذي تنعم به المحافظة مما قد يؤثر على الخدمات التي تقدمها القوات اليابانية المتواجدة هناك لأهالي المحافظة. وقالت مصادر أمنية ان أربع قذائف مورتر أصابت قاعدة يابانية في السماوة امس لكنها لم تؤد الى اصابات. واعلن نائب محافظ الناصرية عدنان الشريفي انه تم الاتفاق مع القوات الايطالية على عدم دخول المدينة الى حين انتهاء المعارك في النجف. وتقع القاعدة الايطالية على بعد 15 كلم غرب المدينة. وقتل اربعة عراقيين واصيب عشرة آخرون بجروح في الناصرية ليل الخميس - الجمعة خلال اشتباكات بين القوات الايطالية وميليشيات الصدر. مدينة الصدر والى جانب معارك النجف ذكر شهود ان معارك أخرى اندلعت في مدينة الصدر أحد الاحياء الفقيرة في العاصمة العراقية بغداد بعد ان تجاهلت الميليشيات الشيعية حظر التجول الذي أعلنته أمس الحكومة العراقية الموقتة. وقال الشهود ان اصوات النيران سمعت بعد وقت قليل من حلول الفجر في مدينة الصدر التي تشهد اشتباكات عنيفة منذ الخميس الماضي أيضاً. وقالوا ان الدبابات الاميركية وقوات الحرس الوطني العراقي شوهدت تتقدم نحو المنطقة. وتعرض المجلس المحلي في المدينة الى هجوم مسلح في وقت تمت فيه مهاجمة القواعد العسكرية الاميركية المحيطة بالمدينة بقذائف الهاون من دون احداث اي اضرار تُذكر. وذكر الشهود ان المقاتلين اطلقوا ايضاً قذائف هاون ظهراً على وزارة الداخلية ووزارة الموارد المائية. ولم يتضح على الفور ما اذا كانت الهجمات أوقعت خسائر في الارواح. وفي بغداد، انفجرت قنبلة على جانب طريق كانت تستهدف على ما يبدو قافلة عسكرية اميركية قرب فندقي فلسطين وشيراتون اللذين يرتادهما الاجانب في وسط بغداد صباح امس، لكن الشرطة العراقية قالت انه لم تقع اصابات. وخلال الليل، اطلق مسلحون حوالي عشر من قذائف الهاون او الصواريخ في وسط بغداد استهدف معظمها "المنطقة الخضراء" التي يوجد بها مقر الحكومة العراقية الموقتة والسفارة الاميركية. وفي الفلوجة، أفاد شهود امس أن العشرات من الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود الاميركية اتخذت مواقع لها منذ ساعات الصباح حول المنافذ الشرقية والشمالية لمدينة الفلوجة بشكل غير مسبوق. وأضاف الشهود "ان الجيش الاميركي أقام نقاط تفتيش في هذه المناطق ومنع الاهالي من الدخول الى المدينة اوالخروج منها". ولم تتضح أسباب هذه الحشود، لكن مشاعر الخوف والقلق دبت في نفوس الاهالى وخشوا من أن تندلع معارك جديدة في المدينة على غرار ما تعرضت له في الشهرين الماضيين. وفي كركوك، نجا مساء امس نائب المحافظ من محاولة اغتيال حين فتح عليه مسلحون النار وهو يغادر منزله. وقالت الشرطة العراقية انه لم يٌصب.