بدأت في بيروت أمس أعمال المؤتمر الاقليمي العربي "عشر سنوات بعد بكين" تحت شعار "دعوة الى السلام"، وأكدت كلمات الافتتاح أن العقبات أمام المرأة لا تزال متعددة ومتنوعة. واستهلّت وكيلة الامين العام للامم المتحدة والامين العام التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا ميرفت تلاوي، المؤتمر بقراءة رسالة من الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان، أكد أنّ "تمكين المرأة شرط اساسي لمكافحة الفقر والجوع والمرض ولتحقيق تنمية مستدامة، اضافة الى حلّ النزاعات". بعد تلاوة رسالة انان، بدأت تلاوي كلمتها مشيرة الى ان الاجتماع اتى استجابة لتوصيات الاممالمتحدة التي تنصّ على ضرورة مراجعة ما أنجز خلال السنوات العشر التي تلت عقد مؤتمر بكين، وذلك لتقديم نتائجه الى لجنة المرأة التي ستعقد في نيويورك في شهر آذار مارس المقبل، وتضمينها في التقرير الدولي الذي ستعدّه اللجنة والذي سيرفع الى الجمعية العامة للامم المتحدة للاطلاع على ظروف المنطقة واحتياجاتها. واشارت تلاوي الى ان من بين اسباب اختيار شعار الاجتماع "دعوة الى السلام"، "ما يشهده العالم اليوم من حروب ونزاعات مسلّحة حيث تكون المرأة الضحية الاولى سواء في شخصها او ابنائها او اسرتها وسبل عيشها". ولفتت الى الاوضاع المعيشية للمرأة الفلسطينية، والى الجدار العازل ووضع الشعب العراقي. أما عن الانجازات التي حُقّقت منذ مؤتمر بكين، فذكرت تلاوي: "إقامة المنظمة العربية للمرأة، عقد اول قمة عربية للمرأة عام 2000، انشاء وزارات ومجالس ولجان للمرأة، مراجعة العديد من القوانين واصدار الجديد منها، اعطاء حقّ الترشّح والانتخاب للمرأة في بعض دول الخليج، تخصيص ثلاثين مقعداً للمرأة في البرلمان المغربي وستة في الاردني، أي تمثيل اوسع للمرأة في مراكز اتخاذ القرار. الا انّ العديد من التحدّيات ما زال يقف حجر عثرة امام النهوض الفعلي بالمرأة في المنطقة العربية منها: التمييز في بعض القوانين مثل قانون جرائم الشرف، العنف ضدّ المرأة والبطالة والامية، غياب منهجيات احصائية تبيّن اوضاع المرأة بصورة دقيقة اضافة الى العادات والتقاليد الخاطئة والتفسير الخاطئ للتعاليم الدينية". ثم تحدثت السيدة الاولى السابقة لجمهورية غانا نانا رولينغز عن وضع المرأة في افريقيا وفي الاماكن التي تضجّ بالصراعات المسلّحة، وسألت: "لماذا لا تستطيع الاممالمتحدة بأسلحتها المتنوّعة وطواقم عملها من المساعدة في حماية المنظمات التي تحقّق خطوات ايجابية في الاتجاه الصحيح الذي تتوقعه وتريده الاممالمتحدة نفسها؟". وشدّدت رنده نبيه بري نيابة عن رئيسة الهيئة الوطنية اللبنانية لمتابعة شؤون المرأة اللبنانية على أن "الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والاراضي العربية، والعدوانية والحروب وارهاب الدولة في اسرائيل، كانت من اسباب تخلّف مجتمعاتنا واستدراجها لصرف مواردها على التسلّح من أجل الدفاع، مما أدى الى قصور في تمويل برامج التنمية البشرية خصوصاً بما يختصّ بالمرأة". ويهدف المؤتمر الذي يستمر حتى العاشر من تمّوز يوليو الى مراجعة وتقويم ما نُفِّذ بالنسبة الى النهوض بالمرأة العربية خلال السنوات العشر التي تلت مؤتمر بكين. ويشارك في المنتدى الكثير من الفاعليات السياسية والاجتماعية والمنظمات الاهلية برعاية اللبنانية الاولى السيدة اندريه لحود ممثّلة بعقيلة رئيس مجلس النواب رندة برّي. كما يشارك نائب رئيس الوزراء العراقي ابراهيم صالح. ولمناسبة عقد المؤتمر، تجمع عدد من الشبان والأطفال أمام مقر الأممالمتحدة في بيروت، حاملين أعلاماً فلسطينية.