يأمل الديموقراطيون في أن يوفر سناتور كارولاينا الشمالية جون إدواردز الذي اختاره المرشح الديموقراطي جون كيري ليشاركه السباق الى البيت الأبيض، دعماً كبيراً للاخير، خصوصاً أنه يتمتع بحضور قوي وبجاذبية يفتقر إليها كيري. وعلى رغم خبرته السياسية المتواضعة، يمثل إدواردز توازناً جيداً يلطف من أسلوب كيري الصارم، يمكنه أن ينعش الحملة الديموقراطية ويعطيها زخماً، في ظل تقارب شعبية المرشح الديموقراطي من منافسه الرئيس الجمهوري. كما أن أصول إدواردز المتواضعة وولادته في كارولينا الجنوبية قبل انتقاله الى الشمالية ليعمل مع والده في مصنع نسيج، يمكن أن تشكل عنصراً مكملاً لكيري ابن الديبلوماسي "البورجوازي" القادم من شمال شرق البلاد والمتزوج من وريثة إمبراطورية هاينز الثرية. كسب اليهود وتضليل العرب وحظي اختيار إدواردز بترحيب في صفوف الأقلية اليهودية الديموقراطية والتي أثنت على رصيده في الكونغرس ومواقفه الداعمة لإسرائيل، والتزامه "سياسة الانخراط" مع كل الأطراف وإعادة إحياء المفاوضات. وعلمت "الحياة" من مصادر موثوقة أن إدواردز أوفد مساعده في الشؤون الخارجية ديريك شيلوت أخيراً الى المنطقة حيث التقى بقيادات فلسطينية وإسرائيلية ومصرية شملت اللواء عمر سليمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون ورئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع ووزير الداخلية السابق محمد دحلان. ويسعى الديموقراطيون من خلال التصويت على قرارات داعمة للدولة العبرية في الكونغرس وتصريحات مؤيدة لمصالحها، الى سلب الرئيس الجمهوري جورج بوش "الورقة الإسرائيلية" التي كسبها بدعم لا متناه لحكومة شارون، والتي تعتبر محوراً اساسياً في الانتخابات الرئاسية. وأشارت مصادر موثوق بها ل"الحياة" أن الأولوية اليوم لدى أي إدارة تتمثل بإنجاح خطة غزة "لا أكثر ولا أقل" وأن كل ما تبقى هو "تصاريح وكارنفالات انتخابية" تفقد صلاحياتها بعد الثاني من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وأشار المصدر الى "تضليل الجمهوريين للأقلية العربية - الأميركية" في الدورة السابقة وثبوت دعمهم لإسرائيل لاحقاً. وسيساعد اختيار ادواردز على جذب الصوت اليهودي - الأميركي الذي منح أكثر من 63 في المئة من تبرعاته الى الديموقراطيين. ترحيب ديموقراطي وانتقاد جمهوري ورحبت الأوساط الديموقراطية اليهودية أمس، باختيار إدواردز، في وقت أطلق معسكر الرئيس بوش الانتخابي حملة إعلانية تنتقد إدواردز "الليبرالي وغير الكفوء". كما سارع الرئيس بوش الى زيارة ولاية كارولينا الشمالية الحاسمة انتخابياً، خوفاً من أن يسلبها الثنائي الديموقراطي. وتركز الحملة الإعلانية في 60 ثانية على فشل كيري في إقناع السناتور الجمهوري المعتدل جون ماكاين بخوض السباق، والعودة الى "الخيار الثانوي الديموقرطي" المتمثل بمنافسه السابق إدواردز. وفي ولاية كارولينا الشمالية التي صوتت للجمهوري بوش في انتخابات عام 2000 على رغم أن حاكمها ديموقراطي، يعتبر إدواردز مكملاً لكيري خصوصاً في صفوف الجنس اللطيف الذي اقر بانبهاره بجاذبيته، تماماً كما فعل كلينتون بالسيدات جميعاً في انتخابات 1996. ومن الأمثلة على ذلك جول هاريس، سيدة الأعمال المتقاعدة التي صوتت لبوش في انتخابات 2000 وقررت عدم تكرار المحاولة في الدورة الانتخابية المقبلة، إذ رأت هاريس في سناتور كارولينا الشمالية "رجلاً شاباً ذكياً ولامعاً". وأضافت هاريس: "صحيح أن لديه طموحات، لكنه يهتم لأمر شعبه". ثم قالت: "حقق النجاح عبر العمل الدؤوب. لكنه لم يفز بترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة". حنين السود لكلينتون وثمة شبه إجماع في صفوف سكان كارولينا الشمالية على أن اختيار إدواردز يشكل خياراً حكيماً ويهم منطقتهم التي يتحدر منها. وفي وقت عبر البعض عن اعجابهم بادواردز، قال البعض الآخر انه كان يفضل الثنائي كيري - ماكين. وتمنى آخرون لو أن إدواردز نجح في الحصول على ترشيح الحزب للرئاسة، فيما أبدى السود حنيناً لبيل كلينتون. وتساءل معلقون عما إذا كان إدواردز يستحق المركز الذي سيترشح عنه. ورأى خبراء ان اصول ادواردز الجنوبية قد لا تكون ورقة حاسمة في الانتخابات، علماً ان الروابط الجنوبية تعتبر في شكل عام ضرورية للفوز في الانتخابات.