يختتم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية الدكتور محمد البرادعي اليوم زيارته القصيرة الى اسرائيل بلقاءين مع رئيس وزرائها ارييل شارون ووزير خارجيتها سلفان شالوم ليبلغه الأول، وفقاً لمصادر صحافية متطابقة، رفض اسرائيل القاطع اخضاع منشآتها النووية لمراقبة الوكالة الدولية أو حتى التفاوض معها بشأن انضمامها الى معاهدة حظر نشر الأسلحة النووية. فيما سيركز شالوم على ان المشكلة الرئيسية تكمن في المشروع النووي الايراني وانه "لا مناص أمام الوكالة الدولية من اتخاذها قراراً في اجتماعها بعد شهرين بإخضاع هذه المسألة للبتّ في مجلس الأمن الدولي ليفرض على ايران وقف الجهود لتطوير سلاحها النووي". وكان شالوم أعلن في نيويورك بعيد لقائه نظيره الاميركي كولن باول ان ايران هي البلد الذي أعلن ان اطلاق صاروخ على اسرائيل سيدمر الدولة اليهودية "ما يستوجب ان نشعر بالقلق من جهود ايران لتطوير السلاح النووي". وحذر وزير الدفاع الايراني علي شمخاني في تصريحات نشرتها الصحف الايرانية امس الولاياتالمتحدة من شن هجوم على المنشآت النووية الايرانية موضحاً ان ذلك سيدفع طهران الى التخلي عن كل التزاماتها النووية حيال الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال شمخاني بعد اجتماع مع نواب في مجلس الشورى الثلثاء ان الوكالة "تمتلك اليوم كل المعلومات عن البرنامج النووي الايراني. اذا وقع هجوم عسكري فان ذلك يعني انها جمعت المعلومات للتخطيط لهجوم عسكري". واضاف: "بالطبع بعد عمل من هذا النوع سيكون علينا التخلي عن كل التزاماتنا النووية" حيال الوكالة. وصرح الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي امس بأن ما قاله وزير الخارجية الاميركي كولن باول في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسرائيليي شالوم بشأن برنامج إيران النووي "أدى إلى المزيد من فضح اميركا لدى الرأي العام العالمي خصوصاً الدول الاسلامية". وأشار آصفي إلى أن "أميركا لا تتبع سياسة مستقلة في ما يتعلق بقضايا ايران النووية وتعتمد في ذلك على الكيان الصهيوني". وكان باول صرح الثلثاء بأن إيران "سعت الى تطويرأسلحة نووية وربما ما هو أسوا فقد تكون امتلكت أسلحة نووية". واعتبر آصفي ان مزاعم شالوم عن برنامج إيران النووي "هدفها التغطية على النشاطات النووية" لاسرائيل و"التنصل من كشف الاسرار النووية الاسرائيلية للوكالة الدولية للطاقة الذرية". واجتمع البرادعي أمس مع مدير الوكالة الاسرائيلية للطاقة الذرية جدعون فرانك ووزير الصحة داني نافيه الذي عرض عليه مشروعاً للطب النووي تموّله الوكالة الدولية للطاقة النووية ويقوم على توسيع السبل لاستخدام الأشعة الذرية لأغراض طبية. وقالت أوساط صحافية ان الغرض من المشروع تأكيد تعاون اسرائيل مع الوكالة الدولية "وللتخفيف من التور الحاصل جراء رفض اسرائيل تغيير سياستها القائمة على الغموض النووي". واضافت ان البرادعي طرح على فرانك بأن توافق اسرائيل على الشروع في مفاوضات مع الوكالة الدولية ودول المنطقة لإقامة منطقة خالية من السلاح النووي. وقال البرادعي للصحافيين امس ان اسرائيل التي ردّت على هذا الطلب "بالتشديد على خوفها من سعي ايران لامتلاك أسلحة نووية وأنها قد تستخدمها ضدها". وعن الافتراض بأن اسرائيل تمتلك أسلحة نووية في حين أن دولاً أخرى بالشرق الاوسط لا تمتلكها قال البرادعي: "غالبية دول الشرق الاوسط تشعر بأن هناك عدم توازن أمني في الشرق الاوسط. هناك ازدواجية في المعايير". واضاف ان الاسرائيليين "يقولون انه لا يمكن بحث ذلك لأننا لا يمكن أن نخفض حدودنا الامنية الدنيا قبل أن يكون هناك سلام شامل يتم قبولنا فيه كجزء من المنطقة". وأشار أنه يحاول التوصل الى "حل وسط" يمكن الاسرائيليين والدول المجاورة من التوصل الى "ترتيب أمني واقعي لا يتضمن السلاح النووي في اطار أي عملية سلام". وبالنسبة الى ايران أوضح البرادعي أن "الحكم لم يصدر بعد" بشأن ما اذا كانت ايران تسعى لامتلاك أسلحة نووية. لكن عوزي اراد، مدير معهد اسرائيل للسياسة والاستراتيجية، وهو مسؤول رفيع سابق في "موساد"، اعتبر ان الوقت حان كي تعلن الوكالة الدولية صراحة أن ايران تسعى الى امتلاك أسلحة نووية. ومن يقول غير ذلك هو واهم".