نحن مجتمع كباقي المجتمعات، فينا المصيب والمخطئ، فينا من يعمل وفينا الطيب والخبيث. فينا كثير من الحسنات وكثير من التناقضات. ونحن نتحدث عنها وننقدها، لكن الخروج على الحاكم؟ الفتنة والقتل؟ لا. تلك خطوط حمر لا يمكن تجاوزها. لا أعرف ما هي النتيجة التي يرجوها هؤلاء من كل هذا. لم تعد حجة إخراج الكفار تنطلي على احد. قتلوا ابناء الوطن، وتبريرهم حجة التترس. من سيقتنع بهذه القاعدة عندما يتم تطبيقها في السعودية لقتل رجال أمن مسلمين؟ ولماذا يقتنع الناس وهم يعلمون انها ما نزلت في قرآن ولا في حديث؟ بل ماذا يفعل الناس بمسألة التترس وبين ايديهم قوله تعالى: ]هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفاً ان يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء ولو تزيّلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً[. ومتى كان، وفي اي سنة عمرية، ومتى عادوا وماذا عملوا؟ القول بتأثير الخطاب الديني والمناهج المواد لا يكفي. المنهج الذي يدمر ليس المعلومات الموجودة في الكتب والتي درسناها جميعاً ولم تؤثر فينا، إن ما يدمر هو المنهج بمعنى الطريقة والآلية التي تتعلم بها، والتي لا يوجد فيها غير الإقصاء وعدم التعدد والحوار والتفكير النقدي. على الجامعات السعودية القيام بعمل جماعي، جبار نعم، لكنه يستحق العناء. فكل شخص منا معرض لأن يموت بطلقة نارية. كل شخص منا يمكن ان يكون والده او أخوه او ابنه او صديقه بين الضحايا. كل شخص منا قد يفاجأ بأن أخاه او ابنه ينتمي لجماعة من هذه الجماعات. وكم قرأنا عن آباء غادرهم ابناؤهم لسنوات ولم يثر فيهم ذلك شيئاً! المملكة العربية السعودية - د. محمد صالح الغامدي