أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    الفالح: المستثمرون الأجانب يتوافدون إلى «نيوم»    برئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء يقرّ الميزانية العامة للدولة للعام المالي 2025م    الذهب يرتفع بعد تهديدات الرسوم الجمركية الأميركية.. وارتفاع الدولار    السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول    مغادرة الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    الملك يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية    الهلال يتعادل إيجابياً مع السد ويتأهل لثمن نهائي "نخبة آسيا"    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    «فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    الأسبوع المقبل.. أولى فترات الانقلاب الشتوي    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    مبدعون.. مبتكرون    ملتقى الميزانية.. الدروس المستفادة للمواطن والمسؤول !    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    بايدن: إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف النار    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    قمة مجلس التعاون ال45 بالكويت.. تأكيد لوحدة الصَّف والكلمة    7 آلاف مجزرة إسرائيلية بحق العائلات في غزة    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    حوادث الطائرات    حروب عالمية وأخرى أشد فتكاً    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    الرياض الجميلة الصديقة    هؤلاء هم المرجفون    المملكة وتعزيز أمنها البحري    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    حملة على الباعة المخالفين بالدمام    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    جمعية لأجلهم تعقد مؤتمراً صحفياً لتسليط الضوء على فعاليات الملتقى السنوي السادس لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفجيرات الرياض سببت الويلات و المفاسد .. وهذا لا يقره دين أو عقل
الشيخ الخضير يتراجع عن فتاوى سابقة:
نشر في اليوم يوم 19 - 11 - 2003

بث تلفزيون المملكة العربية السعودية فى قناته الأولى مساء أمس الأول مقابلة مع الشيخ علي بن خضير الخضير أجراها معه الشيخ الدكتور عايض القرني وفيما يلى نص المقابلة .
بدأ الشيخ الدكتور عايض القرنى المقابلة بما يلى ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أيها الاخوة المشاهدون سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدى من تشاء الى صراط مستقيم .. ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا .
أيها الاخوة المشاهدون هذه الحلقة مع فضيلة الشيخ على بن خضير الخضير والذى كان له فتاوى ومواقف واجتهادات سابقة .. ودعيت اليوم لمبنى التلفزيون لاننى أخبرت أن فضيلته قد تراجع عن أقواله السابقة التى تخالف الدليل والبرهان .
وقد جلست معه وليس معنا الا الله سبحانه وتعالى وسألته بالله الذى لا اله الا هو الحى القيوم هل مورس ضده ابتزاز لاخراج هذا التراجع أو الاعترافات التى تناقض ماقاله من سابق أو أوذى أو أكره على ذلك أو أغري فأقسم بالله الذى لا اله الا هو أنه من محض ارادته ومن تصوره للحق واكتشافه للصواب بعد تلك الفتاوى والمواقف أراد أن يبرئ ذمته وأن يقول كلمة الحق التى يدين بها لله سبحانه وتعالى فى مسائل سوف أعرضها مع فضيلته فى هذه الليلة (وما شهدنا الا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين) ويعلم الله أننا نريد الخير لبلادنا ومجتمعنا وأمتنا الاسلامية فمن هذا أردت أن التقى بفضيلته وأنتم تسمعون منه وهو بمحض ارادته وطوعه ورغبته فى أن يقول كلمة ينفع الله بها .
وأتوجه له بادئ ذى بدء وأرحب بكم فضيلة الشيخ علي فى هذا اللقاء وأسال الله لى ولكم التوفيق والسداد.
س / فضيلة الشيخ نبدأ بمسالة .. أنتم شاهدتم وسمعتم ما وقع من حوادث تفجير فى الرياض ماهو قولكم فى هذه الحوادث التى جرت علينا الويلات وسفكت فيها دماء معصومة وأزهقت فيها أنفس بريئة وأتلفت فيها أموال.
ج / بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .. (ان أريد الا الاصلاح ما استطعت) وكما قال صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح (ان النصيحة لله ورسوله ولائمة المسلمين وعامتهم) وقد أوصى عمر بن الخطاب رضى الله عنه أبا موسى الاشعرى رضى الله عنه يمنعه قضاء قضاه أن يعود فيه اذا رأى فيه الصواب ولذلك من باب النصح للمسلمين ومن باب النفع لبلادنا ومجتمعاتنا ومجتمعنا وأولادنا وأفراد المسلمين جميعا فانى أرحب بكم وأرحب بالاخوان وأبين فيه ما اعتقده وما سوف أوضحه للاخوة المشاهدين.
أما بالنسبة للتفجيرات التى وقعت فى الرياض فلا شك أنها مرفوضة وأنا أدينها وأشجبها ولا أرى لها وجه حق بل ان هذه التفجيرات سببت الويلات وسببت المفاسد وذهبت فيها أنفس معصومة وأرواح بريئة وأزهقت فيها ممتلكات وهذا لاشك لا يقر لا من ناحية الدين ولا من ناحية العقل وهذا كاف / يعنى تصور مافيها من فساد وما ترتب من ازهاق هذه النفوس المعصومة كاف فى معرفة حكمها لذوى العقول / والانفس لا شك أنها معصومة ودلت الادلة من الكتاب والسنة بل والاجماع وهى من الضرورات الخمس التي اتفقت عليها الشرائع والاديان فاذهابها بهذه الطريقة لاشك أنه لا يقبل مهما كانت المبررات ومهما كانت الاسباب ومهما كان وراء الدوافع من ذلك .
س / وما يسميها الجهاد يافضيلة الشيخ ؟
ج / هذا من الخطأ لاننا عرفنا أنها ازهاق للنفس وقتل للنفس بغير حق والجهاد مبنى على الحق ومبنى على ايضاح الحق ومبنى على اعلاء كلمة الله ومبنى على تثبيت الامور التى فيها حق وعدل فكيف يكون ازهاقنا للنفوس التى هى باطل جهادا فى سبيل الله.
س / والذين يقومون بمثل هذه الاعمال هل تسميهم بغاة أم محاربين أم مجاهدين أم خوارج؟
ج / أما المجاهدون فلا والنفس معصومة فاذا كانت النفس معصومة وحرم قتلها فلا شك أن هذا بغى عليها واذا كانت الممتلكات محرمة ودلت الادلة الصحيحة الصريحة متواترة على عصمة الاموال فاهدارها بغى عليها وكذلك المجتمعات فهذا بغى لاشك .
س / نسميهم هؤلاء بغاة ام محاربين؟
ج / هم بغوا على المجتمع بغوا على الممتلكات فهم من البغاة ولاشك أنهم أيضا جانبوا الصواب فى ذلك فهم بغوا على الحق وبغوا على أهل الحق وبغوا على الحاكم فهم فى هذا الباب .
س / اذا هل لهم شبه بالخوارج
ج / فى مسائل التكفير وفى مسائل استباحة الدماء وعدم التورع فيها والاقدام على ذلك لهم فيهم شبه .
س / لكم فتاوى فضيلة الشيخ من قبل فى مسائل التكفير وانتشرت وكتبت فى مواقع فى الانترنت فماذا ترى عن مسائل محددة منها الدولة هل ترى دولتنا أنها دولة اسلامية ومن ينتسب اليها من العلماء والوزراء والدعاة والعسكر ما رأيكم فى ذلك؟
ج / أما رأيى فى ذلك فهى دولة مسلمة والحكام فيها مسلمون وكذلك أبرأ الى الله من تكفير العموم من تكفير الوزراء والعلماء وتكفيرالمجتمع لان هذا مسلك سلكه الخوارج والعياذ بالله ونبرأ الى الله منه ونعتبرها دولة اسلامية .
س / وترى لولي الامر البيعة؟
ج / ونرى كذلك البيعة والالتزام بها والطاعة وهذا من ضرورة كونه مسلما.
س / من دخل البلاد بتأشيرة هل يعتبر معاهدا وما حكم الاعتداء عليه؟
ج / أما المعاهد فالنصوص دلت على حرمة الاعتداء عليه والمعاهد هو الرجل الذى من بلاد كافرة ثم يدخل الى بلاد الإسلام فيعطى عهدا أو أمانا بأن لا يمس وبذلك يستحق أن تعصم له ماله ودمه فاذا دخل الانسان الى هذه البلاد سواء كان من الدولة أو من الافراد أيضا فان هذا يعتبر أمانا. والفيزة هى أمان لان الامان والعهد ليس له الفاظ معينة بل كل مادل الدليل على أنه مأمون ولن يمسه شر فهذا يعتبر أمانا.
س / المعاهد والمستأمن؟
ج / كل من دخل هذه البلاد فانه معاهد ومستأمن ويحرم قتله وتكون دماؤه معصومة وأمواله معصومة حتى يخرج .
س / ياشيخ المجتمع أو غالب المنتمين له والتبرير سار على الاعتداء على مايوصفون بالرده من هذا المنظور هل فى المجتمع رده ؟
ج / هذا المسلك الذى كنا نحاور فيه كثيرا من الشباب وهو أن الافتاء أو تكفير المجتمع على وجه العموم ولا سيما اذا كانت مظاهر الاسلام موجوده فى هذا المجتمع من الصلوات والاذان فتكفير المجتمع عموما أو قول هذا المجتمع كافر أو مجتمع خرج أو ليس على الملة هذه من أصول الخوارج .
س / ياشيخ لكم فتوى فى دفع الصائل ومنها مقاتلة ومواجهة رجال الامن ماذا ترون فى هذه الفتيا؟
ج / طبعا هذه الفتيا تبين الخطأ .. هذه الفتيا تبين أنها خطأ .
س/ خطأ يعنى؟
ج / نعم خطأ .
س / تراجعت عنها؟
ج / تراجعت عنها وهذا لعله يكون هذه الرسالة والاخوة يستمعون فيها رسالة واضحة للتراجع عن هذه الفتوى وقد قال ابن المنذر أنه كالاجماع من أهل السنة والجماعة على أن السلطان اذا طلب الانسان أو أراد الانسان أنه لايقاوم فهذا لايدخل فى الحديث / من قتل دون ماله / لان السلطان مستثنى كما قال ابن المنذر .
س / اطلعتم على رسالة لمحمد المقدسى فى كتاب / عسكر السلطان / ما رأيكم فى هذه الرسالة؟
ج / اطلعت له على رسالة وهى عدة رسائل حقيقة وعدة مذكرات وتأثر بها الشباب كثيرا وهذه المذكرة والرسالة كان ينطلق فيها على أن أفراد العسكر أو الجيش وكل من انتسب الى الامن فانه يلحق أو يقال حكمه حكم الحاكم فهم طغاة مثله وهذا لاشك أنه خطأ وتعميم وليس عندهم أدلة فى هذا الجانب لان أصل العصمة باقية وأصول الاسلام باقية فالذى نعتقده أن هذه الفتيا خطأ ولا ينبغى للشباب أن يقرؤوها لانها تؤدى الى تصورات خاطئة ليست على منهج أهل السنة والجماعة .
س / يعنى أفهم منك ياشيخ أن العسكر ورجال الامن عموما أنهم مسلمون يحرم قتالهم وترجع عن الفتوى السابقة التى هى دفع الصائل؟
ج / يحرم قتالهم بلا شك .
س / هنا بارك الله فيكم قتل المسلم والاطفال والنساء بدعوى التترس يعنى وردت هذه الفتاوى مارأيكم فى هذه المسألة؟
ج / هذه الفتاوى قديما أفتى فيها العلماء وكان التصور القديم فيها يختلف عن التصور الحاصل الان لعدة اسباب اولا انها استغلت هذه المسالة فى قتل المسلمين انفسهم اذا حدد مثلا جهة انها كافرة فتجده يقتل هذه الجهة وان كان معها اطفال بحجة التترس فتوسع فى هذه الفتوى وتوسع فى هذا المقال والا هى ثابتة قديما بالنسبة للحالات التى كانت واقعة فى الزمن القديم.
س / الان فى وضعنا هذا؟
ج / فى وضعنا هذا لايمكن لان مسألة العموم ومسألة ضبط الانفس صعب وعندما تضرب نفس تقصدها تعمم على اخرين أبرياء والان تشابكت الامور وتقاربت الامور خصوصا ما يتعلق بالمسائل النووية وهذه اخطر فى هذا الجانب .
س / لكن ياشيخ هل ترى ان التترس هو مع المحاربين اما بلاد الاسلام لا؟
ج / فى الداخل لا انما هى أصلا أصل الصورة اقيمت على التترس فى المعركة فى الصف اما فى داخل البلاد يكثر فيها المدنيون ويكثر فيها الناس المستأمنون معصومة الدماء فمفاسدها أعظم .
س / الان مثل الاهداف الاقتصادية فى بلادنا بلاد الاسلام يقصدها هؤلاء ويسمونها من باب اضعاف العدو فما رأيك انت يعنى الرأى الصحيح الذى توصلت اليه؟
ج / هذا مايجوز هذا اتلاف لاموال المسلمين بحجة واهية كيف يستبيح هذا الرجل هذه الاموال ويتلفها ويغيرها بهذه الحجة وهى أصلا معصومة فى بلاد الاسلام فلا شك أن هذه حجة باطلة .
س / يعنى ماترى ذلك وانها باطله؟
ج / باطله .
س/ هل الذين يقومون بهذه العمليات يسمونها استشهادية فى بلاد الاسلام؟
ج / نعم هذا خطأ .
س / نسميها ماذا؟
ج / لانه ما دام انه قتل نفس معصومة فاذا قتل النفس المعصومة باداة او ببندقية حرب فكيف اذا قتل النفس المعصومة بنفسه جمع بين قتل النفسين نفسه ونفس اخرى يعنى انتحارا ومحاربة .
س / بعضهم يرى التكتم والتغطية على من يقوم بالتفجيرات وأعمال القتل وعدم الابلاغ عنهم لانهم يقولون هذا بدعوى انهم يجاهدون هؤلاء ولا يجوز الابلاغ عنهم مارأيكم. ج / لا اعتقد ان هذا مسلك خاطئ وهذا مرفوض وقد اوجب الله سبحانه وتعالى التعاون على البر والتقوى وقال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) و (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) و (المؤمنون بعضهم اولياء بعض).
س / ترى الابلاغ عنهم؟
ج / ارى الابلاغ وارى التعاون فى هذا الجانب .
س / من النصيحة؟
ج / من النصيحة لله والرسول ولائمة المسلمين وعامتهم لان هذا الاخ قد يتورط فى اعمال اكبر من ذلك فتؤدى الى امور اعظم مما كانت من قبل .
س / فضيلتكم له كلام فى التسعة عشر الذين كانوا مطلوبين ووصفتموهم بالجهاد يعنى ماهو بيان هذه المسألة؟
ج / هؤلاء الاشخاص طبعا أصدرنا بيان التسعة عشر قبل أحداث الرياض وما كنا نعلم بأحداث الرياض وجاء بعضهم الينا وصور أنهم أبرياء وان هذه كذبة عليهم وكنا بعضهم نعرفهم فاستعجلنا واصدرنا هذا البيان فى تزكيتهم ولكن لما وقعت الامور وعرفنا اننا جرينا لامور اخرى ندمنا عليها .
س / وكان البيان الان ترى أنه خاطئ؟
ج / لاشك انه خاطئ ومخالف للحق ولا كان ينبغى وكان ينبغى التأنى والنظر الى عواقب هذه الامور لكن هى تجربة على كل حال .
س / الان ياشيخ هل كنت تتصور ان تصل بنا الحال ان يكاد المجتمع بأسره يدخل فى نفق مظلم يعنى تصور الحال من ترويع الامنين وقتل الانفس هل كنت تتصور؟
ج / لا ماكان فى التصور هذه الامور كنا نسمع عن الجزائر ونسمع عن مصر وما فيها وكنا نظن ان الشباب لن يصلوا الى هذه المرحلة لكن المرحلة القديمة التى اعتراها شيئ من التأجيج وشيئ من الاثارة بدأت تؤدى الامور شيئا فشيئا حتى الان يجب ان يقف هذا العمل ويجب أن يقف النزيف حتى دخلنا فى هذا النفق المظلم .
س / وماهى الطرق التى ترى انها كفيلة بايقاف مثل هذا النزيف؟
ج / أول الامر مثل هذه الاسهامات التى نسهمها ويسهمها الكثير من طلبة العلم فى بيان الحق بدون مواربة وبدون ضبابية وانما يبينون الحق كما هو ويبينون حكم الله سبحانه وتعالى وكذلك يتضافر المجتمع من الاباء ومن المؤسسات الاجتماعية ويتضافر ايضا رجال التعليم وايضا رجال الامن وكل المجتمع يجب ان يهب لمعالجة هذه المشكلة ومعالجة هذه الامور قبل ان تستفحل بل حدثت امور لكن تحدث امور اشد ومرشحة لامور اعظم من ذلك فكل له نصيب كل الخطباء والعلماء والاباء واهل التدريس ورجال الامن كل هؤلاء يجب ان يسهموا بما يستطيعون .
س / الان ياشيخ لو استقبلت من امرك ما استدبرت هل كنت قلت الكلام الذى قلته لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير؟
ج / لا شك هى على كل حال تجارب وأحب ان انقل لاخوانى الاخرين هذه التجربة وهى أخطاء يعنى مارسناها فى القديم واجتهدنا فيها ولكن لم نوفق للصواب فيها فأرى انها لو استقبلت من أمرى واستدبرت لا ما فعلتها ولكن بقى فى الوقت فسحة للتصحيح والمساهمة فى هذا التصحيح وارى ان كنا ان شاء الله ننوى أن النفع باذن الله فى نفع المسلمين وتصحيح مثل هذه الامور وفى اذهان الشباب وفى اذهان الاخرين باذن الله تعالى .
س / ماذا تقول لاناس الان يمارسون هذه الاعمال الخاطئة المحرمة شرعا بحجة حديث (اخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب)؟
ج / الحديث حق لكن فهمه خطأ فاخراج اليهود من جزيرة العرب لا يعنى ذلك انه لا يجوز لهم ان يأتوا لحاجة للمسلمين اين دخلوا فى حاجة المسلمين وفى حاجة ينتفع بها أهل الاسلام فهذا جائز .
س / يعنى مثل وضعنا الان ليسو محاربين ومحرم قتالهم؟
ج / الان محرم قتالهم لانهم دخلوا بأمان وبقاؤهم الان لمصلحة ولذلك لا يدخل فى هذا الحديث .. الحديث من أراد الدخول والاقامة فيها دائمة ولذلك كانت خيبر موجوده فى فترة من فترات زمن عمر والرسول صلى الله عليه وسلم ولما استغنوا عنهم اخرجوهم وما زال اهل الاسلام يستقبلون كفارا ومعاهدين ويجلسون ويبيعون ويشترون ويستخدمونهم لمصالح لهم ثم بعد ذلك يعودون الى بلادهم .
س / الان ياشيخ هل هناك جهاد فى هذا العصر ومن يأذن بالجهاد وفى اين مكان وزمان؟
ج / الجهاد كما شرعه الله سبحانه وتعالى لرد الصائل ورد الكفار اذا هجموا على المسلمين فالجهاد باق كالجهاد الموجود فى جهاد اخواننا فى فلسطين وما يقومون به فهذه امور يعنى تشرح الصدر ولله الحمد .. فهذه باقية (ولاتزال طائفة من امتى على الحق منصورة واما بالنسبة للاذن فلابد من الاذن من ولاة الامر فى الجهاد .
س / يعنى ترى أن ولى الامر لابد ان يأذن بالجهاد؟ .
ج / لابد أن ياذن .
س / على ذلك الشباب الذين يذهبون للعراق وافغانستان والشيشان يعنى ما موقفك من ذهابهم؟
ج / العراق الان اصبحت مكان فتنة ما يدرى القاتل فيما قتل والمقتول فيما قتل والرؤية غير متمحضة فكيف يذهب .. الان وقت فتنة والشباب يتحمسون لها ولا يعرفون عواقبها ولا يعرفون من يكسب النصر ولا يعرفون الرايات التى فيها فكيف يذهبون هناك وهم على هذا الجهل العظيم لذلك لا ينبغى الذهاب ابدا ولا نفتى فيه ولا نرى .
س / ما تفتى بالذهاب الى هناك؟ .
ج / لا
س / وترى اذن ولى الامر فى الجهاد؟ .
ج / لابد من اذن ولى الامر لانه عالم بهذه المصالح وابعد فهما لهذه الامور .
س / الان يا شيخ هنا افكار يعنى اثرت على الشباب الذين يقومون بهذه الاعمال ماذا ترون من اى جهة اتتنا هذه الافكار الغريبة على ديننا وعلى مجتمعنا؟ .
ج / هناك عدة عوامل منها الجهل اولا له اثر عظيم فى هذه المسألة وهناك الحماس واخذ الامور بحماس واندفاع ثم اختلاطهم بأناس ما تشبعوا بمذهب اهل السنة والجماعة كما ينبغى وانما هم مشائخ انفسهم فقرأوا وفهموا ثم احتك بهم الشباب الذين يذهبون هناك فتشبعوا بمثل هذه الافكار ولذلك التقينا ببعضهم وبعضهم رجع خصوصا اذا دللته الى تفنيد هذه الشبهات التى عنده فهم مجموعة .
س/ هل رجع على ايديكم احد؟
ج / فيه ولله الحمد مجموعة من الشباب صار لنا حوار معهم حتى عندنا هناك التقاء فى السجون وصار حوار معهم ولقاءات معهم واستنار بعضهم ورجع بعضهم ولله الحمد وتبينت امور كثيرة .
س / يعنى يا شيخ لو طلب منك ان تقول كلمة موجزة لمن يكفر المسلمين عامة وخاصة ويكفر الموظفين والعلماء والدعاة والولاة ماذا تريد ان تقول لهولاء وهو يرتكب الاعمال التى تترتب على التكفير كالتفجير؟ .
ج / ارى ان التكفير حق لله ولرسوله ولا يجوز للانسان ان يقدم عليه وقال سبحانه وتعالى (قل انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغى بغير الحق وان تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لاتعلمون) فتكفير المسلم بغير حق من القول على الله بغير علم وكذلك قوله سبحانه وتعالى (ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام) وفيه ايضا وعيد شديد جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيحين حديث ابن عمر انه من قال لاخيه ياكافر فقد باء به احدهما / وكذلك حديث عن ابى ذر فى الصحيحين ايضا من قال لاخية ياعدو الله او ياكافر فقد حارت عليه أو قد حار عليه أى رجع عليه / فهذا كله وعيد شديد فى الاقدام الجرأة على مثل هذه الامور وتكفير المسلم المصلى القائم بشرائع الدين هذه لاشك اثم عظيم .
س / الان يا شيخ هذه الفئة ترى ان ما عندنا من أخطاء فى مجتمعنا أنها توجب التكفير ومن ثم الخروج على ولي الامر؟ .
ج / يترتب عليها واذا حدد تكفير الوالى وتكفيرالمجتمع ترتب عليها هذا الخروج وترتب عليه اهدار الدماء وأهدار الاموال المعصومة وهذا أمر مرفوض .
س / أنتم ما رأيكم فى هذه المسألة هل هذه لا تجب التكفير؟ .
ج / لا .. والاخطاء الموجودة وما يترتب عليها .. نحن لا نقول ان مجتمعنا صاف ومجتمع ليس فيه شىء ولكن مع ذلك كل هذه المبررات لا تبرر مثل هذه التفجيرات ولا تبرر التكفير ولا تبرر الخروج ولا تبرر نزع اليد من الطاعة .
س / الان يا شيخ هؤلاء الذين يقومون بهذه الاعمال يرون أن العلماء الذى ينكرون عليهم بأنهم علماء سلطة وأنهم رسميون ولا يقبل منهم القول ولا يؤخذ منهم العلم فما رأيك .
ج / هذا لا شك انه من الخطأ.. فهؤلاء علماء شابت لحاهم فى الاسلام ولهم قدم صدق فيه ومعروفون منذ عرفنا انفسنا ونحن نسمع منهم الحق ونسمع منهم البيان الصادق ومنهم الشيخ ابن باز رحمه الله وشيخنا الشيخ محمد رحمه الله وبقية المشائخ الفضلاء وفقهم الله فهنا لابد من الاخذ منهم وهنالك لما كانت هناك عدم مرجعية وعدم رجوع لهم تسببت أمور كثيرة وهى طبيعة بعض الشباب اذا لم يكن مقتنعا بما عندك تجده تبرأ منك وسهل عندك ان يلمزك بالسلطان أو بقولهم اتباع السلطان ولا شك أن هذا مسلك خطأ ولا نؤيدهم فيه .. بل لابد من المرجعية ولابد من الاخذ منهم .
س / يا شيخ ترى أن هؤلاء لما أقدموا على هذه الاعمال هو من نقص علمهم أو أثر عليهم .
ج / كلاهما .. أولا من نقص العلم هذا واحد ومن الحماس اثنان وايضا ما يأخذونه من جهات اخرى وما يتلقونه من جهات اخرى قد أثرت عليهم فتجدهم يتأثرون بها وينصاعون لها وينقادون لها كل مجموع ذلك أثر .
س / الان يا شيخ علي أما ترى ان هناك فتاوى صدرت منكم ومن كثير من طلبة العلم أن فيها تعاميم استغلت يعنى ما رأيك أنت فى هذه الفتاوى التى صدرت .
ج / والله صدرت من رسائل .. رسائل قديمة وكان فيها نوع من التعميم وكان ينبغى فيها التبين أما الفتاوى التى فيها تعميم وتحتاج الى نوع من التبين فيها مثل فتوى فى تركى الحمد وفتوى منصور النقيدان وفتوى فى ابو السمح صحفى فى عكاظ .. وهذه كلها فتاوى اصدرتها وأعتبر نفسى راجعا عنها لانها تحتاج الى تبيين .
س / انت قمت بتكفير هؤلاء بناء على ماذا .
ج / قمت بتكفير هؤلاء بناء على منطلقات سمعناها ومنطلقات قرأنا بعضها ولكن أنا اتراجع عن هذه وأرى انه لابد من التبيين ويبقى فيهم الاسلام .
س / ومثل هذه الفتاوى التى تهم الامة ترى يعاد فيها الى من .
ج / هذه لابد أن يعاد الى من لهم خبرة ومن لهم الاقدمية ومن عاصروا مثل هذه الامور ومن يمكن أن يطلعوا على خفايا هذه الامور .. لابد .. أما تركها هكذا يعنى لاناس قليلين فى العلم أو أناس لم يجربوا فيؤدى الى فساد البين .
س / الان يا شيخ انت سمعت وتشاهد ما يدور علينا من حملات وما على العلماء وطلبة العلم اما ترى ان هذه العمليات التخريبية شوهت صورة العلماء؟
ج / هذا لا شك يعنى من المفاسد التى ترتبت عليها هذه المرئيات يعنى تشويه سمعة الاسلام تشويه سمعة المسلمين تشويه سمعة العلماء ضياع ممتلكات المجتمع نشوء البغضاء والفرقة فى المجتمع واختلاف الكلمة وايضا التأخر فى مجال الدعوة وحرمان او التسلط على قضايا البذل والخير والعمليات الاغاثية وهذه العملية تصد بعض الشباب عن التدين وفعلا سمعنا بعض الاباء بدأ يتخوف يعنى يتخوف على ابنائه ان يسلكوا هذا المسلك وبعض الامهات وبعض الاقارب يخشون على ابنائهم الان انهم ما ينزلقون فى هذا المزلق فأثر يعنى كثيرا على مجال الدعوة ومجال الشباب؟
س / هنا ياشيخ بعضهم يقول التكفير والهجرة يقول يهاجر الى افغانستان ما رأيكم فى هذا؟ .
ج / الى أين يهاجر وهل يجد أماكن أحسن من المجتمع الذى نعيشه الان .
س / يعنى أما ترى بصراحة ان مجتمعنا على ما فيه من ملاحظات وعندنا عيوب وتقصير أنه من أفضل المجتمعات؟ .
ج / من أفضل المجتمعات بلا شك ومن افضل المجتمعات وبل تلاحظ ان كثيرا وجدتهم من بعض أهل الاسلام يتركون بلادهم ويأتون الى هنا لما يجدونه من الالتزام ولما يجدونه من المشاعر الاسلامية والشعائر الاسلامية والخير فلا زال مجتمعنا فيه بركة وفيه خير وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى أضف الى ذلك الامن الذى نعيشه وهذا يعنى نعمة عظيمة .
س / الان الامن هو ليس لى او لك او لموظف او مدرس اوجندى هو لنا جميعا يعنى أن الامن مطلب للجميع تريد تبصر المشاهد .
ج / لا شك الامن هو من نعم الله سبحانه وتعالى اذا حصل الامن استطعت أن تصلى أستطعت أن تذهب الى المسجد اذا حصل الامن استطعت أن تلقى درسا استطعت أن تذهب الى أقاربك أما اذا ضاع الامن فكيف تصلى كيف ترى أقاربك أين مصير الاموال أين مصير الانفس فالامن من نعمة الله سبحانه وتعالى امتنه الله تعالى على البشرية امتنه على قريش (لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وامنهم من خوف) وهو من نعم الله سبحانه وتعالى وذكره الله فى سورة النحل لما عدد النعم التى منها نعمة الامن نعمة السكون نعمة الرجوع الى البيت مطمئنا هذه من النعم التى يجب علينا ألا نهدرها أو نضيعها بايدينا.
س / الان كونك مسلما وطالب علم ماهو الذى تراه الان فى التعامل مع المعاهدين والمستأمنين من غير المسلمين فى بلادنا؟ .
ج / بالدعوة .. أما بالنسبة لعصمة أموالهم فهذه معصومة ولا يجوز الاعتداء عليهم ولابد من بذل الجهد فى دعوتهم وبيان صورة الاسلام ومعاملتهم بالاخلاق لعلهم يستجيبون أويقربون لهذا الدين فهذا لا بد لكل مسلم أن يفعلها .
س / الان الاعمال هذه التى تحصل هل احتسب مثلا نتيجة فى بلاد المسلمين الذين سبقونا فى هذه التجربة ودخلوا النفق المظلم وتشتت رأيهم وسفكت الدماء المعصومة وأزهقت الانفس الذين يجدون لهذه جدوى الذين يقومون بهذه الاعمال ما رأيك فى قولهم؟
ج / حسب التجربة .. الواقع يعنى ما رأينا بلادا اسلامية قامت من خلال التفجيرات ولا بلادا اسلامية قامت من خلال المواجهة بين الاسلاميين والحكومات وهناك الجزائر مثال واضح وكثيرا ما يستشهد به خاض الاسلاميون صراع مواجهة قديمة ولا زالوا من عشرات السنين عشرين سنة فلا زالوا بذلك حتى الان ما حصلوا على شىء كذلك فى مصر حصل فى أماكن أخرى فلن يمكن له الاسلام أن يحققوا مقاومة حكومة اسلامية ثم يواجهوا الحكام والصراع معهم لان هذا يؤدى الى مفاسد عظيمة وفى النهاية لن يكسبوا شيئا؟
س / الان يا شيخ علي هل بلغك أن الجماعة الاسلامية فى مصر تراجعت وأصدرت كتابا عن تصرفاتها الماضية الخاطئة؟
ج / اطلعت على بعض الصحف ورأيت مثل ذلك من الجماعة الاسلامية فى مصر وأصدروا كتابا لهم عن ذكريات حمدت لهم هذا الموقف لان الانسان يحمد أنه يرجع الى الحق اذا تبينت له الامور خصوصا اذا تضافرت المفاسد وزادت وعظمت .
س / الان يا شيخ فى وضعنا وفى بلدنا المملكة العربية السعودية ماذا تريد أن تقول للدعاة؟ ما هو واجبنا الان أمام هذه الاحداث وما نمر به من أزمة يعنى ما هو الحل فى نظرك؟ .
ج / أرى بالنسبة للدعاة أن يتقوا الله سبحانه وتعالى ويجتهدوا فى ايصال الكلمة وايصال الحق الى الناس وألا يجادلوا خصوصا اذا تعلق الأمر بمسائل بها وسائل ضياع المجتمع وا ن يبينوا ألحق وأن يدينوا الباطل ويشجبوا الباطل ويتكلموا عنه وان رضى من رضى وان غضب من غضب فلذلك الحق لا بد منه فأرى الدعاة أنهم يهتموا بالشباب ويفتحوا باب الحوار مع الشباب الذى فيه هذه الشبهات وفى هذه الاقوال أن يفتحوا باب الحوار معه ويناقشونه ويتكلموا معه وكذلك يبينوا الحق ويوضحوا الامور وأن يتركوا قضية المواجهة وقضية التعميم وقضية الفتاوى العامة والفتاوى التى تثير .. وأرى أن يستخدموا التى هى أحسن .
س / الان ياشيخ الشخص الذى يحمل السلاح الان وهو مختف فى الاقبية وخلف الكواليس وفى الجبال وفى المغارات لو طلب منكم أن توجهوا له كلمة ماذا تقول له؟ .
ج / أوجه له كلمة وأقول اعلم أن هناك اخرة وأن هناك موتا وأن هناك يوما سوف تسأل فيه عن الدماء التى تراق بغير حق وعن الاموال التى تزهق وعن الترويع للامنين الذى يحصل من ذلك ولن يستفيد من ذلك شيئا فأنا أقول لهم باخلاص وصدق وأتمنى ذلك من قلبى أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يخشى الله فى نفسه وفى مجتمعه وفى أهله وأن يترك هذه العوامل ويلقى السلاح ويكف عن هذه الاعمال التى حصلت التى ينفطر منها القلب وتنفطر منها النفوس المؤمنة .
س / هناك يا شيخ مسالة وهى قتال التعويل فهم يتعولون بقتل الانفس بحجة أنهم حتى وان قالوا انهم سبق لهم أن قتلوا اخواننا فى فلسطين وأطفالنا ونساءنا بينما هم يقيمون هنا فى بلادنا .
ج / هذا ليس مبررا ليس مبررا أن ينتقم له فى بلد امن ليس مبررا أن ينتقم له فى بلاد دخل فيها وهو معاهد معصوم الذمة هذا خطأ.
س / الان يا شيخ لما جاءكم خبر التفجير فى رمضان والناس كانوا صائمين والناس يصلون ويتهجدون بعد ما أفطروا وتعبدوا لله عز وجل مسلمين سجدا ركعا فقتلوا وجرحوا كيف كانت ردة الفعل على نفسك؟
ج / أحزننى كثيرا يعنى لا سيما حرمة هذا الشهر ولما سمعت هذا الخبر ما تمالكت الا أن بكيت من شدة الخطأ العظيم الذى سوف يترتب عليه مفاسد عظيمة .
س / وفى مكة بلاد الله الحرام الذى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيه (ان دماءكم واموالكم حرام وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا فى بلدكم هذا) ألا ترى أنه من الخطأ الشنيع والجرم العظيم قصف ذاك البيت وذاك المكان .
ج / لا شك اذا اجتمعت حرمة المكان واجتمعت حرمة الزمان وفى هذه الامور الاصل بلد الله الحرام لابد ينظر فى كل شىء .
س / ليس فيها كافر لا يدخلها الا مسلم
ج / الحجة فيها ضعيفة لا شك .
س / يعنى كان الخطأ أشنع .
ج / لا شك وهى كلها موجود الخطأ فيه وان أخطأ بعضها أغلظ من بعض وبعضها أعظم من بعض.
س / هل تنظر الى أن للمدارس أوالمربين أو الدعاة دورا يطلب منهم تصحيحا أكثر مما مضى
ج / هم الان خصوصا فى المراحل المتقدمة فى الجامعات وفى الثانوى الواجب على المدرسين أكثر فى بيان محاسن هذه الامور وبيان ما فيها من مخاطر اذا وجدوا شبابا يمكن أن ينتهجوا هذا النهج يكلمونهم أو يناصحونهم فيما بينهم وبين أنفسهم هذا واجب كذلك الامام فى المسجد يبذل من هذا الجهد ويجعل له كلمة لجماعة المسجد يبين فيها الحق والخطيب أيضا كل هؤلاء يجب أن يعملوا اليوم ما يستطيعون .
س / الان يا شيخ رجل الامن مسلم يحمى مؤسسة يحمى جامعة يحمى ادارة اذ قتل من هؤلاء ما حكم من قتل؟.
ج / قتله مثل قتل أى نفس معصومة هؤلاء أهل الاسلام .
س / لان النفس قتلت بغير حق
ج / قتلت بغير حق ظلما وباطلا لا سيما أنهم هم أولى من غيرهم بسبب ما يبذلونه من جهد فى حماية الناس والحرص على أمن المسلمين .
س / هل هناك كلمات تريد أن توجهها فى هذا اللقاء
ج / الذى أحب ان اوجهه خصوصا للشباب هو ان يتقوا الله سبحانه وتعالى والا يستعجلوا والا يتحمسوا وان يرجعوا الى العلماء والى المرجعية العلمية وأن يجتهدوا فى ذلك وأن يتقوا الله سبحانه وتعالى ويحكموا كتاب الله فى أنفسهم وأن يعتصموا بالكتاب والسنة .. واذا كانوا يدعون الى تحكيم كتاب الله فى نواحى المجتمع فيجب أن يرجعوا اليه ويحكمونه فى أنفسهم وفى ذاتهم فكيف يجرأون على النفوس المعصومة وكيف يجرأون على التكفير بغير حق وبالباطل .. وكل هذه الامور أنا أجدها فرصة مناسبة لادعوا الشباب لان يتقوا الله سبحانه وتعالى ويراجعوا انفسهم ويكفوا عن هذه الاعمال التى يقومون بها ويتقوا الله سبحانه وتعالى .. فهناك بينهم من قد يوجد أحيانا قد يدفعهم الى أمور يغررون بها فيدفعون الى أشياء لم يتوقعوها وهذا يحصل من بعض الشباب يغرر بهم فعليهم أن يتقوا الله سبحانه وتعالى والا يأخذوا بأيديهم وأن يراعوا حرمة هذا المجتمع وأمنه وبلادنا ولله الحمد فى أمن واجتماع وخير فلا تكونوا سببا لهذه الفرقة وسبب لهذا الشر والعياذ بالله .
س / يعنى المسئولية مشتركة بين الاب والمعلم والداعية والمسئول .
ج / كل هذه .. ووسائل الاعلام أيضا يجب عليها أن تسهم فى هذا الجانب وتبين الحق وتنقل الفتاوى الصحيحة وتنقل الحوارات الطيبة .. فالاب فى بيته والاخ مع أخية وأمام المسجد والمدرسة والموظف .
س / الان فى المملكة أما ترى أن الغالب من العلماء والدعاة والمسئولين والموظفين هم من خط الوسط .
ج / نعم .. هذه اثبتتها التجارب لانه لم يكن منهم غلو ولم يكن عندهم تفريط ولكنهم بذلوا ما يستطيعونه .. وسددوا وقاربوا .. (لا يكلف الله نفسا الا وسعها) .. فهم انتهجوا نهج الوسطية والاعتدال .. وهذا الذى ادعو اليه نفسى وأخوانى .
بعد ذلك اختتم الشيخ الدكتور عايض القرنى المقابلة بالاتى ..
ايها الاخوة المشاهدون بارك الله فيكم وأثابكم ونفع الله بما قلتم .. أيه الاخوة المشاهدون كان معنا فضيلة الشيخ على بن خضير الخضير وقد سمعتموه بلسانه وهو يتكلم بمحض ارادته وحريته وما أهتدى اليه بعد وقت من مراجعة النفس والتأمل والتدبر .. وأسأل الله أن يهدينا وأياه وكل المسلمين الى سواء الصراط المستقيم وأسأل الله أن يجمع كلمتنا وأن يصلح ولاة أمورنا وأن يوحد شملنا وأن يزيل منا كل ما يكدر أمرنا وراحتنا وأن يجعلنا هادين مهديين غير ضالين ولا مضلين أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لى ولكم ولجميع المسلمين نستغفره ونتوب اليه أنه هو التواب الرحيم .. نشكركم فضيلة الشيخ وأخواننا المشاهدين .
اثار الدمار المتخلفة عن تفجير مجمع المحيا الذي اودى بحياة 17 شخصا
المباني لم تسلم من تفجير المحيا وتحولت الى اشلاء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.