ذكرت مصادر أمنية اسرائيلية امس ان تصاعد التشدد اليهودي المعارض لخطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون للانسحاب من غزة يثير مخاوف من تفجر اعمال عنف من جانب القوميين المتشددين ربما تصل الى حد محاولة لقتله. وقالت المصادر ان الحراسة الحديد المفروضة بشكل دائم حول شارون شددت اكثر خلال الاشهر الاخيرة لمنع اي محاولة لاغتياله مثلما حدث لرئيس الوزراء اسحق رابين الذي قتله احد المتشددين بالرصاص قبل تسعة اعوام في محاولة لوقف محادثات السلام مع الفلسطينيين. إلا أن المصادر قالت انه لا توجد معلومات محددة تشير الى أي محاولة تستهدف حياة شارون. ومن المقرر ان يلتقي عدد من كبار المسؤولين هذا الاسبوع للبحث عن سبل قانونية للحد من التصريحات التحريضية من جانب القوميين المتشددين. وقال مصدر أمني: "انها تبدأ بالتحريض ثم تنتقل الى اطلاق التهديدات. وببدأت بتلك الطريقة ذاتها في حالة رابين ولا يمكنك ان تدرك أبداً كيف ستنتهي". وتشير استطلاعات الرأي الى ان غالبية الاسرائيليين تدعم خطته لاجلاء 7500 مستوطن يهودي يعيشون وسط 1.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة. لكن المستوطنين واعضاء الاحزاب الدينية المتشددة يعارضون التخلي عن أي جزء من الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 ويعتبرونها جزءاً من "ارض الميعاد". كما يعارضون خطة شارون ايضاً زاعمين انها مكافأة "للارهاب الفلسطيني". وأبلغ آفي ديختر رئيس جهاز الامن الداخلي "شين بيت" اعضاء مجلس الوزراء خلال اجتماعهم الأحد انه قلق من تصاعد التطرف اليميني كما تساوره مخاوف من امكان تصاعد العنف. وقررت ادارة المستوطنين الاسرائيليين في الاراضي الفلسطينية المعارضة بشدة لخطة الانسحاب من غزة التي اقترحها رئيس الوزراء ارييل شارون امس، توقيع عريضة ضد هذا المشروع في عملية تفرض التنقل من منزل الى منزل على الصعيد الوطني. وجاء في النص الذي يحمل اسم "عريضة الامل" وسيوجه الى اعضاء البرلمان الكنيست: "لقد انتخبناكم لضمان الامن وليس للهروب، لاعطائنا الايمان وليس اليأس". كما قررت ادارة المستوطنين في اطار حملتها الرامية الى افشال خطة الانسحاب من قطاع غزة تنظيم سلسلة بشرية من مستوطنة "غوش قطيف" جنوب قطاع غزة حتى حائط المبكى في القدس في نهاية الشهر الجاري. ومطلع حزيران يونيو اتخذت حكومة شارون القرار المبدئي باجلاء قطاع غزة والمستوطنات ال21 الموجودة فيه حيث يعيش نحو 7500 مستوطن اضافة الى اربع مستوطنات معزولة شمال الضفة الغربية. وكان المستوطنون نفذوا عملية مماثلة لدى اعضاء حزب "ليكود" برئاسة شارون عشية الاستفتاء الذي نظمه شارون في الثاني من ايار مايو داخل الحزب حول الانسحاب من غزة وباء بفشل كبير رغم دعم الرئيس جورج بوش المعلن لهذه الخطة.