نفى بيان موقع باسم "أنصار السنة" أمس صحة بيان سابق نشر على مواقع إسلامية على الانترنت وجاء فيه ان الجماعة ذبحت الجندي في قوات المارينز الاميركية في العراق واصف علي حسون. ولا تملك والدة حسون معلومات عن مصير ابنها الذي خطف قبل حوالى اسبوعين من امام ثكنته في بغداد، يمكن ان تؤكد ما تتناقله وسائل الاعلام الاجنبية والعربية، ان "أنصار السنة" قتلت الجندي الذي كان هاجر منذ سنوات عدة الى الولاياتالمتحدة وبدأ عمله مترجماً لدى المارينز منذ 2001 بناء على عقد تنتهي مدته السنة المقبلة. وعلى رغم ان افراد عائلة الجندي الاميركي التي تقيم متنقلة ما بين بلدة السفيرة في قضاء الضنية في شمال لبنان وحي ابي سمرا في طرابلس حيث تقيم خطيبته وهي ابنة عمه التي كان عقد قرانه عليها قبل ثلاثة اشهر، فيما تقيم والدته وثلاثة من اخوته في مدينة ويست جوردن في ولاية يوتا الاميركية، - ووصلوا صباح الجمعة وشقيقه مازن الى البلدة - تلقت صباح امس اتصالاً من الملحق العسكري في السفارة الاميركية في بيروت ابلغها فيه وبناء لتكليف من البنتاغون بأنه لا يملك أي معلومات تؤكد ما نسب الى جماعة انصار السنّة العراقية على الانترنت وان ما لديه حتى الآن يقتصر على ما تذيعه وسائل الاعلام في هذا الخصوص، فإنها باتت قلقة على مصير ابنها. ويعود السبب الرئيسي في القلق الى التصريح الذي كان أدلى به وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد بناء لاتصال تلقاه من القائم بالأعمال اللبناني في العراق حسين حجازي، ودان فيه بشدة عملية قتل واصف حسون واصفاً ذلك بأنه "عمل متوحش لا ديني ولا اخلاقي ولا انساني والذين اقدموا عليه هم اعداء لدينهم ولأي دين". وقد تبلغت عائلة حسون نبأ مقتله من الوزير عبيد لكنها تحاول معرفة اذا كانت المعلومات المتوافرة للديبلوماسية اللبنانية في بغداد حول ذبحه تعود الى رسالة تلقاها في هذا الشأن أو الى ما نشر عن لسان الجهة التي اختطفته على الانترنت. واتصلت "الحياة" بوالدة الجندي واصف وبعمه عبدالله اللذين اكدا ان لا معلومات جديدة لديهما سوى الخبر الذي اذيع من خلال وسائل الاعلام العربية والاجنبية. وأبلغا أن "من تبقى من افراد العائلة في ويست جوردن عرفوا بالنبأ كما عرفنا نحن في السفيرة"، وأكدا ان سامي شقيق واصف يتولى شخصياً الاتصالات بالسفارة الاميركية في بيروت وبعدد من افراد العائلة في وست جوردن. وأكدا ايضاً ان والدة واصف لا تعلم شيئاً عن مصير ابنها سوى انه لا يزال مخطوفاً وان العائلة حرصت منذ وصولها الى بيروت على منع الصحافيين من الوصول اليها او التحدث معها حتى انها تقيم في غرفة في السفيرة لا يوجد فيها تلفزيون ولا راديو لئلا تسمع الانباء التي ترددت حول مقتل ابنها. وفي موازاة ذلك، رفضت مصادر رسمية لبنانية رفيعة اصدار اي موقف بخصوص الجندي واصف وامتنعت عن التعليق في وسائل الاعلام او الإدلاء بأي موقف للوكالات الاجنبية في بيروت. من جهته، تابع رئيس الحكومة رفيق الحريري امس مصيره وأجرى اتصالات محلية وخارجية في هذا الشأن. ورفض التعليق على الموضوع "لأننا لا نملك اي معلومات سوى عن الجهة التي ادعت انها خطفته وهذا لا يكفي كدليل لتأكيد الخبر وبالتالي لا أرى ضرورة لاصدار اي موقف". بدوره اكد مسؤول أمني لبناني بارز فضل عدم ذكر اسمه، وكانت له جولات وصولات من المفاوضات غير المباشرة مع الجهات التي قامت بخطف الاجانب في لبنان اثناء الحرب الاهلية فيه، انه "لا يمكن الركون الى صحة البيان المنسوب الى الجهة الخاطفة". وأضاف: "لقد اعتدنا في السابق من جماعات مماثلة في بيروت اصدار بيانات تذكر فيها انها نفذت حكم الاعدام بهذه الرهينة او تلك بعد انقضاء مهلة الانذار وعدم استجابة الدول التي ينتمي اليها الرهائن للشروط التي وضعها الخاطفون". وتابع: "وكنا في معظم الاحيان نتبلغ بفحوى البيانات التي تصل من الجهات الخاطفة الى وكالات الانباء الاجنبية في بيروت وتتحدث عن ان حكم الاعدام نفذ برهينة من جنسية اميركية او اوروبية وان جثته موجودة في مكان يحدده البيان، لكننا كنا نكتشف ان لا صحة لكل هذه المعلومات وان الهدف منها الضغط على الدول المعنية بالرهائن الذين اختطفوا في لبنان لدفعها للاستجابة الى مطالب الخاطفين". يروي افراد عائلة الجندي حسون ان ابنهم غادر في النصف الثاني من التسعينات الى الولاياتالمتحدة الاميركية للالتحاق بعدد من اخوته الذين سبقوه اليها، وخصوصاً اخوه الاكبر محمد، وكان حصل من قبل على اقامة دائمة فيها وسعى لأن يكمل دراسته في وست جوردن، لكن ظروفه المالية الصعبة، دفعته الى العمل والتوقف عن متابعة تحصيله الجامعي. ويضيف هؤلاء ان معظم افراد العائلة يقيم في شكل دائم في وست جوردن وان الوالد علي يتردد باستمرار الى هناك، بينما والدته تقيم احياناً لفترة طويلة من اجل رعاية اولادها والاهتمام بأمورهم. وتابعوا ان واصف التحق كمترجم في قوات المارينز وانه انتقل الى الكويت قبل فترة من الغزو الاميركي للعراق ولم يغادرها الى بغداد الا بعد مرور شهر على انتهاء الغزو، مشيرين الى انه استمر في الخدمة العسكرية كمترجم للقوات الاميركية في بغداد لأكثر من ستة اشهر، عاد في نهايتها الى وست جوردن. وأكدوا ان واصف كان يعتقد بأنه سيبقى في مقر اقامته في الولاياتالمتحدة، لكن لم يمض اكثر من شهر ونصف الشهر فيها، ليعود ثانية للالتحاق بالمارينز في بغداد. وأوضحوا ايضاً ان واصف كان يتصل مرة كل 48 ساعة بأفراد العائلة المقيمين في السفيرة او في وست جوردن ليبلغهم انه في آمان لكنه لم يزودهم بأي رقم هاتف ليتصلوا به. واذ اكدوا ان ابنهم متدين يصوم ويقوم بكل واجباته الدينية ويحتفظ على الدوام بنسخة من القرآن الكريم في جيبه ولا يلحق الأذى بأحد وان عمله في المارينز يقتصر على الترجمة لأنه يجيد العربية والانكليزية ولم يسبق له ان خاض طوال وجوده في بغداد اي معارك عسكرية، قالوا انه اقام علاقة طيبة بعدد من الشبان العراقيين أسوة بعدد من الجنود الاميركيين وان الشبان كانوا يقصدون الثكنة لتمضية بعض الوقت معه اثناء اجازته. وأكدوا ايضاً انه كان ينوي العودة الى لبنان فور انتهاء عقد العمل معه كمترجم ليتزوج ابنة عمه، لكنهم فوجئوا بعد الخامس عشر من حزيران يونيو بانقطاع اخباره، موضحين ان البنتاغون كان يفيد اسرته المقيمة في وست جوردن بأنه اختفى وان لا معلومات لديهم عن مصيره. وتابعوا ان مسؤولين في البنتاغون كانوا ابلغوا سابقاً افراد عائلته في وست جوردن بأنهم يعتقدون انه فار من الخدمة وانه نظم فراره بالتنسيق مع مجموعة عراقية لأنه عربي مسلم ولا يريد ان يقاتل في بغداد، مشيرين الى ان هؤلاء المسؤولين عادوا واعتذروا بعد ان ظهرت صورته على شاشة محطة "الجزيرة" وبدا أسيراً لدى مجموعة عراقية مسلحة.