اعتبر زعيم حزب "العمل" الاسرائيلي المعارض شمعون بيريز أن في الامكان تشكيل حكومة ائتلافية "فوراً" بين حزبه وحزبي "ليكود" و"شينوي" العلمانيين وسط. وقال، إثر اجتماعه مع زعيم "شينوي" وزير العدل الاسرائيلي يوسف لبيد، إن مثل هذا الائتلاف سيؤمن غالبية لخطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون فك الارتباط أحادياً عن الفلسطينيين. وأعرب لبيد الذي بحث مع بيريز في امكان تشكيل جبهة بين الحزبين الرئيسين تتولى التفاوض ككتلة واحدة مع "ليكود"، عن اعتقاده بأن شارون يؤيد ايضاً حكومة تضم "العمل" و"شينوي" و"ليكود"، لكنه يواجه صعوبات في تطبيق ذلك من داخل حزبه. يذكر ان وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم قاد معارضة واسعة داخل "ليكود" لضم "العمل" الى الحكومة خشية ان يؤدي ذلك الى خسارته منصبه لمصلحة بيريز. وقال ناطق باسم بيريز ان المحادثات بين "شينوي" و"العمل" ستتواصل الاسبوع المقبل. ولم ير مصدر في مكتب شارون تهديداً قد يشكله التنسيق بين الحزبين لحظوظ رئيس الوزراء في تشكيل ائتلاف يحظى بغالبية في الكنيست البرلمان الاسرائيلي. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن المصدر ان "شارون يمكنه اجراء انتخابات ولن يجعلها سهلة بالنسبة اليهم. ولن يتخلى عن فك الارتباط". وكان شارون هدد مساء اول من امس اعضاء "ليكود" الذين يعارضون خطته لفك الارتباط مع الفلسطينيين، باجراء انتخابات مبكرة ما لم يتوصل الى توسيع ائتلافه الحكومي. واعتبر بيريز ان رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء "جاد" في مفاوضات السلام مع اسرائيل، مضيفا في مؤتمر صحافي في القدس: "اعتقد ان أبا علاء رجل محنك وجاد يتطلع الى السلام ويعرف الحلول الوسط ويعارض الارهاب". واضاف: "بامكاننا التفاوض معه"، معتبرا ان على اسرائيل دعم سلطة قريع والتفاوض معه على اجراءات الانسحاب من غزة. وفي شأن خطة الانسحاب من غزة، اكد بيريز المطالب الثلاثة التي قدمها حزبه وهي: تحديد جدول زمني للتسريع في عملية الانسحاب كي تبدأ في غضون شهر، والتنسيق مع السلطة رغم ان قرار شارون اسرائيلي احادي الجانب، وان يشكل الانسحاب الخطوة الاولى للانسحاب من الضفة الغربية "وليس آخر" انسحاب من الاراضي المحتلة. واكد ان حزبه لن ينضم الى الحكومة كما دعاه لذلك رئيس الوزراء "طالما لم يلتزم شارون بوضوح" تنفيذ هذا الانسحاب. وقال ان المفاوضات في شأن انضمام حزب العمل الى الحكومة ستنتهي بشكل او آخر "خلال الاسبوعين او الثلاثة المقبلة". وفي شأن طبيعة الحل السلمي مع الفلسطينيين، قال بيريز انه يجب على اسرائيل ان تعود الى حدود الرابع من حزيران يونيو عام 1967 "ما عدا بعض التعديلات الطفيفة". واعتبر ان على اسرائيل ان تحتفظ بما بين 3 الى 4 في المئة من الضفة تستبدلها مع اراض" اخرى.