ثبتت محكمة الاستئناف في قطر أمس الحكم بالسجن المؤبد الذي كانت أصدرته "المحكمة الجنائية الكبرى" مدنية على عميلي الاستخبارات الروسيين "أناتولي" و"فاسيلي" اللذين وجهت اليهما تسع تهم، في صدارتها اغتيال الرئيس الشيشاني السابق سليم خان يندرباييف بتفجير سيارته بعبوة ناسفة في شباط فبراير الماضي وإصابة ابنه داود 14 عاماً بجروح بالغة. وفي جلسة علنية استغرقت دقائق معدودة وسمح للصحافيين بحضورها، أعلن رئيس محكمة الاستئناف القاضي عبدالله السعدي أن المحكمة "حكمت حضوريا بقبول الاستئناف الذي قدمه محامي المتهمين شكلاً ورفضه موضوعاً وقبول الحكم المستأنف". وشدد رئيس نيابة أمن الدولة ممثل النيابة العامة في المحكمة سعد حنيف الدوسري عقب صدور الحكم على أن "الكلمة الأخيرة دائما للقضاء، وأن قرار محكمة الاستئناف نهائي، حيث تبنت المحكمة حكم محكمة درجة أولى بإدانة المتهمين بالتهم المنسوبة اليهما". وأوضح أن المواد التي قدم بها المتهمان الى المحكمة عقوبتها الإعدام لكن محكمة الدرجة الاولى خففتها الى المؤبد، وهذا حقها المشروع. ولفت الى أن حكم محكمة الدرجة الاولى بالسجن المؤبد "استند الى المادة 92 من قانون العقوبات الجديد" الذي بدأ العمل به حديثا. وأكد ممثل النيابة العامة أن حكم محكمة الاستئناف "نهائي يسدل الستار على القضية، ولا يجوز الطعن فيه بأي طريقة من الطرق"، مشيراً في تصريحات الى الصحافيين إلى أن "هناك مشروع قانون للإجراءات الجنائية سيتم تطبيقه في تشرين الاول أكتوبر المقبل وقد يلجأ إليه محامو الدفاع عن المتهمين" لأنه ينص على درجة أخرى للتقاضي هي محكمة التمييز، لكنه اضاف انه لن يطبق قبل شهرين. وبدا أن محامي الدفاع القطري محسن السويدي الذي يساعده محامون روس، لم يفقد الأمل في "تبرئة" موكليه وفقا لتأكيداته عقب صدور حكم الاستئناف، وانه قد يثير المسألة مجددا أمام محكمة التمييز عندما تبدأ عملها. وقال السويدي "سنبذل كل الجهود المناسبة للحصول على أفضل نتيجة ممكنة للمحكومين"، وأكد أن "هناك مبدأ جنائياً معروفاً يقول إن أي قانون أصلح للمتهم يطبق عليه في أي مرحلة من المراحل المقبلة، ونأمل خيرا في التعديلات القانونية في دولة قطر التي تتماشى مع حقوق الإنسان والتي سترى النور قريباً". أما المحامي الروسي ديمتري أفاناسيف فأكد أن "الدفاع سيبذل كل ما هو ضروري" في سبيل "تبرئة" المتهمين. وكان سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي ايغور ايفانوف زار قبل ايام الدوحة للمرة الثانية منذ اغتيال يندرباييف ونقل رسالة من الرئيس بوتين الى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.