فجع الوسط الرياضي في السعودية بوفاة أقدم رؤساء الأندية في العالم رئيس نادي النصر السعودي الأمير عبد الرحمن بن سعود الذي وافاه الأجل المحتوم في ساعة باكرة من صباح أمس، بعد أن نقل إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض إثر شعوره بضيق شديد في التنفس اضطره إلى الذهاب للمستشفى على عجل، بيد أنه فارق الحياة بعد لحظات من دخوله قسم الطوارئ. وانتشر خبر الوفاة سريعاً وتناقل الرياضيون التعازي برحيل الأمير عبد الرحمن، وتقاطر الرياضيون بكل ميولهم إلى بيت الراحل لتقديم التعازي لأشقائه وأنجاله. وكان الأمير عبد الرحمن بن سعود قد واصل حتى لحظاته الأخيرة متابعة أمور ناديه النصر خصوصاً أنه كان يترقب وصول اللاعبين الأجانب للمشاركة مع الفريق في منافسات الموسم المقبل الذي كان يأمل عبد الرحمن بن سعود من خلاله أن ينجح في كسر حاجز "النحس" مع البطولات الذي امتد قرابة سبع سنوات. وكان الراحل يراهن على أن النصر سيعود في هذا الموسم لمنصات التتويج لكن حلمه لم يستمر طويلاً بسبب رحيله المفاجئ. وتولى الأمير عبد الرحمن بن سعود العديد من المناصب الرياضية كان أبرزها مدير عام المنتخبات السعودية عام 1976 وترأس الاتحاد السعودي لكرة السلة وكان عضواً في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وعضو اللجنة الأولمبية السعودية. ونال العديد من الجوائز التقديرية التي كان من أهمها وسام الرواد العرب المقدّم له من قبل جامعة الدول العربية وجائزة المفتاحة للتميّز الرياضي التي يشرف عليها أمير منطقة عسير الأمير خالد الفيصل. وامتاز الأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله - بصراحته مع الجميع" حتى أن البعض اختلف معه بسبب صراحته وتسببت في استقالته من الاتحاد السعودي لكرة القدم في عام 9419. واشتهر بتعليقاته اللاذعة على الأحداث الرياضية في زاويته بصراحة التي امتدت لفترة طويلة. ودخل الأمير عبد الرحمن في مناقشات صحافية مع كثير من منسوبي الوسط الرياضي وخرج منها مع خصمه وهما يتبادلان الحب والتقدير. ترأس النصر قبل نحو 30 عاماً، وحقق معه كل إنجازاته عدا اثنين كانا مع ابنه الأمير فيصل الذي ترأس النادي سنتين، وإذا ذكر النصر فلا بد من اقترانه باسم عبد الرحمن بن سعود، وفي المقابل لا يمكن لأحد أن يذكر إنجازات النصر من دون التطرق إلى أفضال عبد الرحمن بن سعود. وكان الراحل قد أنجز التعاقد مع المدرب البلغاري ديمتروف قبل نحو أسبوعين لتجهيز الفريق قبل خوض منافسات الموسم المقبل. وكان الأمير عبد الرحمن أول من نادى بتطبيق الاحتراف وزيادة المخصّصات المالية للأندية وقصر مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد على اللاعبين لفئة ما دون 23 عاماً. وكان الحارس الدولي محمد الخوجلي هو آخر شخص تحدث إليه الأمير عبد الرحمن بن سعود في الساعة الواحدة ليلاً بعد أن عرض عليه اسم أحد اللاعبين الأجانب الذين يود النصر التعاقد معهم في استحقاقات الموسم المقبل. وأعلن نادي النصر الحداد لمدة ثلاثة أيام بعد وفاة رئيسه وينتظر أن تلغى مشاركة الفريق في بطولة الصداقة الدولية الثامنة التي تفتتح في التاسع من شهر آب أغسطس المقبل. وفي أول ردّة فعل للمهاجم السعودي السابق ماجد عبد الله الذي عاش عصره الذهبي مع الأمير عبد الرحمن بن سعود قال ماجد: "مهما قلنا فلن نوفي الرجل حقه، كان لي بمثابة الأب، استفدت منه كثيراً، كان يوجهني في كل شيء في حياتي الرياضية وفي حياتي الشخصية وهو أحد الذين دعموني حتى وصلت إلى مرحلة النجومية، كان محباً للنصر ولعمله، وقدم التضحيات المتتالية حتى يصل بالنصر إلى مصاف الفرق السعودية. فقدت الرياضة السعودية برحيله علماً بارزاً" خبرته الرياضية ساعدته في تقويم كثير من الأمور الرياضية، ورأيه كان صائباً في مواضيع كثيرة. أعتقد أنني لست الوحيد الذي سيفقد الأمير عبد الرحمن بن سعود". كما أوضح مدير الفريق النصراوي خالد الهزاع أن الأمير عبد الرحمن كان يسأل عن كل صغيرة وكبيرة في الفريق "لم تنقطع الاتصالات معه، كان مهتماً كثيراً باللاعبين الجدد والاستفادة التي يمكن أن يجنيها النصر منهم، كان يوجهني للتعامل الناجح مع اللاعبين ومعاملتهم بشكل عادل".