رفضت كوريا الشمالية أمس طلباً من الولاياتالمتحدة بالعدول عن طموحاتها النووية أسوة بليبيا، ووصفت الاقتراح بأنه "مهزلة" و"لا يستحق عناء المناقشة". وقال ناطق باسم الخارجية الكورية الشمالية إن "الولاياتالمتحدة غبية بما يكفي لتظن أن كوريا الشمالية قد توافق على الأنموذج الذي فرض على ليبيا"، معتبرًا أن هذا الطلب "لا يستحق حتى عناء مناقشته". وكان نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون التسلح والأمن الدولي جون بولتون دعا بيونغيانغ خلال زيارة لسيول الأربعاء الماضي إلى الاقتداء بالأنموذج الليبي والتخلي غير المشروط عن التسلح النووي، محذراً من أن الولاياتالمتحدة لن تنخدع من جديد باتفاق تجميد فحسب مثلما اقترحت كوريا الشمالية. وكانت ليبيا وافقت نهاية العام الماضي على تفكيك برامجها النووية والكيماوية وعلى التوقف عن السعي لحيازة أسلحة دمار شامل. إلى ذلك، نقلت تقارير صحافية يابانية عن مسؤول أميركي كبير أن هناك دليلاً قوياً على أن كوريا الشماليةوإيران تتعاونان في تطوير الصواريخ. ولم تكشف صحيفة "أساهي شيمبون" اليابانية هوية المسؤول الذي نقلت عنه قوله للصحافيين مساء أول من أمس أثناء زيارة لطوكيو أن طهران قدمت لبيونغيانغ بيانات عن تجارب الإطلاق. وأوضح: "هناك دليل قوي جداً يبين أن إيرانوكوريا الشمالية تتعاونان في تطوير الصواريخ الذاتية الدفع". وتزامنت التصريحات مع زيارة بولتون لليابان في إطار جهود واشنطن لبث الحياة في المحادثات السداسية التي تهدف إلى إنهاء الأزمة في شأن البرنامج النووي الكوري. من جهة أخرى، أفرجت باكستان عن ثلاثة مسؤولين بعد استجوابهم طوال تسعة شهور على الأقل في شأن مزاعم بأنهم نقلوا معلومات نووية سرية إلى إيران وليبيا وكوريا الشمالية. وقالت زوجة العالم النووي نظير أحمد أمس إن زوجها "عاد الليلة الماضية". وكان أحمد الذي يعمل في معمل أبحاث كاهوتا، المنشأة النووية الرئيسية في باكستان، اعتقل مع عشرة آخرين نهاية العام الماضي للتحقيق معهم في شأن شكوك حول تورط علماء ومسؤولين باكستانيين في تسريب معلومات نووية إلى دول تعتبرها الولاياتالمتحدة "مارقة". وقال الناطق العسكري الباكستاني شوكت سلطان إن المسؤولين الثلاثة يحتمل استدعاؤهم مرة أخرى في أي من مراحل التحقيق إذا اقتضى الأمر. وأفاد أن فاروق أحمد أحد المساعدين المقربين من العالم البارز عبد القدير خان لا يزال رهن الاعتقال. وكان خان الذي اعترف بتورطه في تسريب معلومات نووية حصل على عفو من الرئيس برويز مشرف في شباط فبراير الماضي تقديراً للخدمات التي أداها لبلاده.