انتهز مسؤولون عراقيون أول زيارة لرئيس الوزراء العراقي اياد علاوي الى دمشق لتأكيد سعيهم لاقامة "علاقة استراتيجية" مع سورية تشمل تنسيقاً سياسياً واتفاقات أمنية واقتصادية، في وقت عاود الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الظهور في الكوفة ليحمل على علاوي وحكومته. في غضون ذلك، اعلنت مجموعة عراقية مسلحة امس أنها تحتجز ديبلوماسياً مصرياً رهينة، واظهر شريط بثته قناة "الجزيرة" القطرية مساء امس صورة محمد ممدوح حلمي قطب، وهو المسؤول الثالث في السفارة المصرية في بغداد. وظهر قطب جالساً امام ستة رجال مسلحين يرتدون الزي الاسود من قمة رأسهم حتى اخمص اقدامهم. وبرر الخاطفون احتجازهم الديبلوماسي قطب بأنه "رد على عرض رئيس وزراء بلاده احمد نظيف تقديم خبرات بلاده الامنية للعراق". ونسب الى الديبلوماسي المخطوف قوله في الشريط ان "السفارة المصرية في في بغداد لا تتعامل مع القوات الاميركية". وفيما قال وزير الداخلية فلاح النقيب ل"الحياة" انه سيثير موضوع "تمويل بعض عناصر النظام العراقي السابق العمليات التخريبية" في العراق، أوضح وزير التخطيط مهدي الحافظ ل"الحياة" ان "الارهاب عدو مشترك" لسورية والعراق، قائلا: "ان لم تكن اهدافه مدمرة فهي مبهمة لأن أحداً لا يريد الهيمنة الاجنبية في العراق". وينتقل علاوي اليوم الى بيروت بعد مؤتمر صحافي يعقده اثر لقائه مع الرئيس بشار الاسد. والى الاجراءات الامنية الاستثنائية، قوبلت "الزيارة الرسمية" للدكتور علاوي بحفاوة رسمية. كما شمل الاهتمام اللافت استضافة علاوي في "قصر الضيافة" الرئاسي بعد تجديده واستغناء وسائل الاعلام الرسمية عن وصف "موقتة" لدى حديثها عن الحكومة العراقية، اضافة الى عشاء رسمي اقامه رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري بعد "الاستقبال الرسمي" في مطار دمشق الدولي. وقال علاوي لدى وصوله المطار ان زيارته تستهدف التوصل الى "مرحلة جديدة من التنسيق والتعاون بعد سقوط النظام الديكتاتوري في العراق ونقل السيادة الى الشعب العراقي"، في حين اوضح النقيب ل"الحياة" ان الزيارة ترمي الى اقامة "علاقة استراتيجية" بين الطرفين بتوقيع اتفاقات امنية واقتصادية. وذكر الحافظ ل"الحياة" ان حكومة علاوي تسعى الى "استعادة الدور العربي للعراق" عبر البوابة السورية. وتأتي زيارة علاوي بعد "تحول ايجابي" في الموقف السوري فور نقل السلطة الى الحكومة العراقية في نهاية حزيران يونيو الماضي، رغم ملاحظات دمشق على مدى السيادة العراقية للحكومة، علماً بأن مسؤولين سوريين طالبوا بعد محادثات في انقرة وطهران ب"خروج قوات الاحتلال" من العراق. وأوضح النقيب ل"الحياة" ان الطرفين يركزان على "تأسيس علاقات استراتيجية بين البلدين تشمل التعاون السايسي والامني والاقتصادي"، موضحاً: "لم نأت الى دمشق من اجل الموضوع الامني، بل من اجل استعادة العراق الى دوره في العالم العربي والعالم"، قبل ان يشير الى انه سيثير موضوع وجود "بعض اطراف النظام السابق الذي ارتكبوا جرائم قتل بحق العراقيين وملاحقين قضائياً يقومون بتمويل العمليات التخريبية في العراق". زيباري الى موسكو من جهته، يبدأ وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اليوم زيارة الى موسكو هي الاولى منذ تشكيل الحكومة الموقتة. ويبحث زيباري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف تطوارات الأوضاع في العراق والعلاقات الثنائية، خصوصاً دعوة موسكو الى عقد مؤتمر دولي حول العراق وعودة الشركات الروسية اليه بعدما اجليت قبل اسابيع بسبب التدهور الامني. وعاود الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الظهور على الساحة السياسية أمس عندما ألقى خطبة الجمعة في مسجد الكوفة للمرة الاولى منذ شهرين، منتقداً علاوي بحدة ومعاتباً آية الله كاظم الحائري، مرجعه الروحي السابق. ورفض الصدر الاتهامات الموجهة الى ايران وسورية بالسماح بتسلل متطرفين الى العراق للقيام بأعمال ارهابية، استنكر قتل الرهينة الكوري الجنوبي بقطع رأسه، متهماً الخاطفين بالجهل بأمور الدين والسياسة. مخطوفو الشركة الكويتية الى ذلك أعلنت شركة "رابطة الكويت والخليج للنقل" الكويتية أنها لن تلبي طلب "جماعة الرايات السود" التي خطفت سبعة من موظفيها في العراق بوقف عملياتها في هذا البلد، وأكدت انها تجري اتصالات لاطلاق موظفيها الذين هدد خاطفوهم بقطع رؤوسهم. في غضون ذلك يفحص خبراء بلغار صوراً وشريط فيديو لجثة بلا رأس عثر عليها في تكريت للتأكد مما اذا كانت للرهينة البلغاري الثاني الذي يخشى ان يكون اعدم على يد خاطفيه. أمنياً، قتل جنديان اميركيان وجرح ثالث بانفجار عبوة بآليتهم خارج مدينة سامراء شمال بغداد، وشن الطيران الاميركيفجر امس غارة على جنوب غربي الفلوجة استهدفت أنصاراً ل "أبي مصعب الزرقاوي" ولم تعرف الخسائر، فيما تحدثت مصادر طبية عن اصابة 5 مدنيين. وقتل تسعة عراقيين واصيب عشرة بجروح عندما اصطدمت حافلة صغيرة كانت تنقلهم مساء الخميس بدبابة اميركية على طريق شمال التاجي 27 كلم شمال العاصمة. وفي بغداد أصيب ثمانية عراقيين بينهم طفلة بجروح بانفجار عبوة ناسفة لدى مرور باص.