رجحت مصادر لبنانية رسمية ل"الحياة" ان يتجه الوضع المتوتر في الجنوب الى التهدئة بعد التصعيد الذي شهده يوم الثلثاء الماضي والذي استدعى تدخلاً دولياً حذر من عواقب انفلات الأمور، ودعا الى ضبط النفس. وقالت المصادر ل"الحياة" ان التحذير الذي اطلقه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان وممثله الشخصي في لبنان ستيفان دي ميستورا من هذا التصعيد ترافق مع اتصالات أجرتها المنظمة الدولية مع كبار المسؤولين الإسرائيليين من اجل وقف اطلاق النار. وذكرت المصادر ان الجانب الإسرائيلي وافق على وقف النار، فتولى دي ميستورا اول من امس الاتصالات مع مسؤولين في الدولة اللبنانية لإبلاغهم استعداد اسرائيل لوقف التصعيد وإطلاق النار. وبعد اتصالات بين المسؤولين اللبنانيين وقيادة "حزب الله" ابدت الأخيرة استعدادها لوقف الأعمال العسكرية، لكن على اساس المعادلة المعروفة والثابتة بأن اي خرق اسرائيلي سيجابه بالرد، بما فيها المضادات اذا كان جوياً. وفي المواقف، أكد رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري "ان سياسة اسرائيل الرافضة الالتزام بقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة والإعلان عن عزمها مواصلة بناء الجدار في فلسطين واستمرار اعتداءاتها على لبنان، تارة من خلال سياسة القصف والاغتيالات، وتارة أخرى من خلال خرق المياه الاقليمية والأجواء اللبنانية، هي سياسة نستنكرها أشد الاستنكار ومدانة من المجتمع الدولي". وقال ان "هذه السياسة تدل الى استمرار اسرائيل في سياسة العدوان والتوسع التي نشأت عليها ضد العرب، وعدم اقتناعها ورغبتها في انتهاج سياسة ترتكز الى السير في عملية السلام التي التزمت بها الدول العربية كخيار استراتيجي في مؤتمر مدريد والقمة العربية التي عقدت في بيروت". وأشاد الحريري بالقرار الذي اتخذته الجمعية العمومية والداعي الى تفكيك اسرائيل جدار الفصل. وأمل في أن يلقى هذا القرار "التنفيذ وان تعمل الدول التي صوتت الى جانبه بكل جد وفاعلية وتبذل ما في وسعها لحمل اسرائيل على الالتزام به والمباشرة فوراً في ازالة هذا الجدار". وأكد قائد الجيش العماد ميشال سليمان "وحدة المصير العربي في مواجهة الأخطار الصهيونية"، كلام سليمان جاء خلال تفقده أمس كلية القيادة والأركان في الريحانية حيث اجتمع مع ضباط ملاك التدريب. ثم تحدث الى دورة الأركان السابعة عشرة التي تضم اضافة الى ضباط من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ضباطاً من المملكة العربية السعودية وسورية والأردن والامارات العربية المتحدة وقطر. وشدد على "أهمية وجود ضباط عرب يتابعون معاً دورة تدريبية بما يحقق فهماً موحداً لكل التحديات التي تطاول أمن الأمة العربية واستقرارها". وفي الوضع الميداني اعلنت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية انه عثر صباح أمس على جسم مشبوه في محاذاة طريق بلدتي عديسة - الطيبة الحدوديتين في قضاء مرجعيون فحضرت دورية من القوة الأمنية اللبنانية المشتركة وعناصر من "حزب الله" وكشف عليه فتبين انه جهاز ارسال من صنع أميركي ألقته احدى الطائرات الحربية الاسرائيلية في المنطقة وعملت على تفكيكه. وأكد الجيش اللبناني ان الجسم الذي أثار الشبهات تبين انه علبة سوداء وجدت في داخلها اشرطة بلاستيكية. الى ذلك أفادت الوكالة الوطنية ايضاً ان مناطيد المراقبة الاسرائيلية عادت لترتفع من جديد في أجواء الجليل المطلة على الأراضي اللبنانية وترافق ذلك مع تنفيذ قوة اسرائيلية قبل ظهر أمس رمايات بالأسلحة الرشاشة في اتجاه تلة البلانة التي تبعد أكثر من 300 متر من الحدود. وعززت قوات الاحتلال مواقعها المنتشرة على طول الخط الأزرق بالمزيد من الآليات العسكرية ليل أول من أمس، واستحدثت مربضي مدفعية ثقيلة بعيدة المدى في المنطقة الواقعة بين زرعيت والبياض المقابلة لبلدة رامية الحدودية.