سيّرت القوات الإسرائيلية أمس دوريات مؤللة في محاذاة السياج الحدودي مع جنوبلبنان، ما بين تلال عديسة وموقع البلانة مروراً ببوابة فاطمة. وتزامن ذلك مع دوريات مماثلة في البساتين المحيطة بمستوطنة المطلة، وقابلتها في الجانب اللبناني دوريات ونقاط مراقبة مشتركة لقوات «يونيفيل» والجيش اللبناني بهدف مراقبة الوضع»، فيما كانت «حركة المواطنين عادية على طول هذا الخط من الجانب اللبناني»، كما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية). وكانت قيادة الجيش- مديرية التوجيه أفادت عن «خرق طائرة استطلاع إسرائيلية صباح أول من أمس، الأجواء اللبنانية من فوق بلدة كفركلا، حيث نفذت طيراناً دائرياً فوق مناطق الجنوب، ثم غادرت الأجواء نحو التاسعة مساء من فوق بلدة رميش الحدودية. وأشارت مديرية التوجيه إلى أن طائرة إسرائيلية أخرى مماثلة خرقت نحو السابعة مساء أول من أمس الأجواء اللبنانية من فوق بلدة علما الشعب، ونفذت طيراناً دائرياً فوق مناطق الجنوب، ثم غادرت الأجواء في التاسعة والنصف ليل السبت من فوق بلدة رميش. واجتاز أمس، المواطن اللبناني علي ع. م من حبوش (مواليد 1993) السياج التقني الفاصل مع لبنان إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عند نقطة جدار فاطمة الإسمنتي قبالة طريق عام كفركلا- عديسة. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية) أن «سيارة من نوع فأن أتت وأقلته إلى الداخل». وباشرت الأجهزة الأمنية المختصة اتصالات مع «يونيفيل» لإعادته إلى لبنان وإجراء المقتضى بحقه. إشارة إلى أنها المرة الثانية التي يجتاز فيها الشريط الحدودي وكان تردّد في وقتها عام 2017 أنه مختل عقلياً. وغداة التطورات العسكرية في سورية وانعكاسها على الوضع الأمني اللبناني والتهديدات الإسرائيلية للبنان من خلال إعلان إسرائيل ملكيتها للرقعة البحرية النفطية رقم 9 ورفض لبنان بناء الجدار الإسمنتي على الخط الأزرق بسبب النقاط ال13 المتنازع عليها، اعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسن فضل الله أن «الموقف الرسمي اللبناني وموقف المقاومة والشعب اللبناني هو واحد للدفاع عن ثرواتنا الوطنية التي نريد أن نحميها لنا ولأجيالنا، وحسناً فعلت الدولة بتلزيم هذه المساحة من مياهنا وبدء العمل فيها ولدينا في لبنان جيش ومقاومة وشعب قادرون على حماية هذه الثروة». ورأى أن «العدو الإسرائيلي بعد ما أصيب به من إسقاط طائراته الحربية المعتدية، أجرى الاتصالات لعدم التصعيد ولزوم التهدئة. العدو يشعر بالقلق وبأن هناك معادلات ترسم بقوة محور المقاومة وعليه أن يدرك أن هذه المنطقة ليست مباحة له وليس حراً في التصرف فيها وقرار سورية مع حلفائها هو التصدي لأي عدوان سواء كان من جهة العدو الإسرائيلي أم من جهة العدو التكفيري ونحن قاتلنا على مدى السنوات الماضية لنحمي سورية ولبنان والمقاومة وفلسطين وقضيتها». واعتبر الوزير السابق مروان شربل أن «ما حصل في سورية أول من أمس ليس ضد النظام السوري بل ضدّ إيران و «حزب الله ويجب أن نتعظ مما حصل والبدء بالبحث في الإستراتيجية الدفاعية «. وتحدث عن «صراع بين الولاياتالمتحدة و روسيا على الأرض السورية والخلاف بينهما ليس على كيفية وقف الحرب في سورية لأنهما تستطيعان إيقافها الآن لو أرادتا». وقال: «الولاياتالمتحدة تريد تقسيم سورية وحاولت القيام بذلك عبر التحالف مع الأكراد، وروسيا لا مشكلة لديها بذلك لكن لديها قواعد ووجود تريد الحفاظ عليها في سورية»، ورأى عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أنه «بإسقاط الطائرة الإسرائيلية، استطاعت سورية أن تسقط المنظومة الدفاعية والقبضة الحديدية الإسرائيلية، وأن تهشم هيبة الجيش الإسرائيلي ، لا سيما أن صورة أشلاء حطام الطائرة الإسرائيلية، وثّقت أمام الدنيا العار والهزيمة والفضيحة لجيش إسرائيل، وكسرت معادلات التفوق، لتكرس المعادلات الجديدة لمصلحة المقاومة ومحورها، ولتعمّق الهزيمة في الوجدان والوعي الإسرائيلي». واعتبر الشيخ قاووق أن «المعادلات السياسية والعسكرية تغيّرت ولم تعد كما قبلها، وإسرائيل تلقت صفعة إستراتيجية قاسية لا حدود لها، إذ فقدت غطاءها الآمن، وهذا الذي أوجد لهم الذعر، لا سيما أن الطائرة لم تسقط في العمق السوري، وإنما على أطراف حيفا، أي في عمق الكيان الإسرائيلي». ورأى أن «إ سرائيل بإقامة الجدار العازل على الحدود اللبنانية- الفلسطينية، إنما توثق عجزها والهزيمة والخوف من مفاجآت المقاومة ووعدها بمعادلة الجليل، ولكن مهما ارتفعت هذه الجدران، فإنها لن تحمي العمق الإسرائيلي من صواريخ المقاومة».