سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبعوث أنان الى الجنوب يعتبر أن التحليق الاسرائىلي ورد "حزب الله" غير متساويين . لبنان يكثف مساعيه الديبلوماسية في مواجهة تهديد اسرائىل ولحود وبري يعتبران الغارة الوهمية الليلية إرهاباً جوياً
استدعى توتر الوضع على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية وتهديدات اسرائىل المتواصلة تحركاً ديبلوماسياً غداة تقديم لبنان شكوى عاجلة الى مجلس الأمن. وأطلع وزير الخارجية اللبناني جان عبيد سفراء الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن على مجريات الوضع في الجنوب وموقف لبنان بعد ليلة شهدت تصعيداً تمثل بشن طائرات حربية اسرائىلية فجر امس غارة وهمية فوق العاصمة بيروت اثارت حال ذعر شديد لدى السكان نتيجة خرق جدار الصوت على علو مخفوض. ودان رئيسا الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري الخرق واعتبراه ارهاباً اسرائىلياً جوياً. وفي وقت اعلن الوزير عبيد ان لبنان يدرس دعوة مجلس الأمن الى العقد نفى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى جنوبلبنان ستافان دي ميستورا ان تكون قذائف المضادات التابعة ل"حزب الله" التي ادت الى مقتل اسرائىلي وجرح خمسة آخرين رداً على خروق الاحتلال، واعتبر في الوقت نفسه ان التحليق الاسرائىلي خطأ وخرق غير مبرر. استدعى وزير الخارجية جان عبيد رؤساء البعثات الديبلوماسية للدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن المعتمدين لدى لبنان وأطلعهم على مجريات الوضع في جنوبلبنان والشكوى اللبنانية الى مجلس الأمن. والتقى القائم بالأعمال الصيني هوانغ شانغكينغ ثم السفير الاميركي فنسنت باتل الذي رفض التصريح، فالسفير البريطاني ريتشارد كينشن الذي قال: "ناقشنا الحوادث الاخيرة بما فيها مقتل الاسرائىلي والخروق الاسرائىلية للأجواء اللبنانية". وأضاف: "نحن قلقون كثيراً من اي تصعيد وعنف ونأسف لخرق الخط الازرق وندعم الهدف الاستراتيجي للتحرك الى الأمام بالنسبة الى التسوية السلمية على اساس قرارات مجلس الأمن ومرجعية مدريد ومبدأ الارض في مقابل السلام والأخذ في كامل الاعتبار النتائج البناءة جداً لقمة بيروت العربية، وندعو كل الاطراف الى الأخذ في الاعتبار الهدف الاستراتيجي للسلام وممارسة اقصى درجات ضبط النفس واحترام الخط الازرق". والتقى عبيد القائم بالأعمال الفرنسي كريستيان تيستو الذي لم يدل بأي تصريح ثم التقى السفير الروسي بوريس بولوتين الذي قال انه سينقل الى بلاده موقف الحكومة اللبنانية من الاحداث الاخيرة "التي تثير القلق". ودعا كل الاطراف الى "أقصى درجات ضبط النفس والاحترام الصارم للخط الازرق"، وقال: "سندرس الشكوى اللبنانية بكل اهتمام، وقد صرح لي الوزير عبيد بأن لديه الرغبة في تفادي التصعيد في المنطقة". والتقى عبيد بعد ذلك دي ميستورا الذي قال: "الأممالمتحدة والمجتمع الدولي قلقان جداً تجاه ما يحدث". وعرض الوقائع التي حصلت، وقال: "في 8 آب اغسطس هاجم "حزب الله" مواقع عسكرية عدة في مزارع شبعا عبر الخط الازرق، وقد رد الاسرائىليون ايضاً عبر الخط الازرق في الجهة المقابلة من المزارع". وأضاف: "وفي 10 آب كانت لدينا خمس جولات من اطلاق المضادات الجوية التي اجتازت الخط الازرق فوق بلدة شلومي. ولم يكن في وسع القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان تحديد ما اذا كان هناك تحليق جوي لكنها بالطبع تستمر بالتحري عما اذا كان حصل ذلك. وعلى الجانب اللبناني هناك مؤشرات الى وجود بعض التحليق الجوي على طول الخط الازرق وعبره". وتابع: "افصّل الآن مسألة ما هو متعلق بالمضادات الجوية لأنه صدر رد فعل من الجانب الاسرائىلي الذي قصف بعض مواقع ل"حزب الله". وحصل خرق عنيف لجدار الصوت في وسط بيروت. كل ذلك ليس جيداً ونحن في حاجة لايقاف ذلك. منذ بضعة اشهر كان التحليق يقلق الأممالمتحدة. كل هذا التحليق كان خطأ وخرقاً لسيادة دولة عضو في منظمة الأممالمتحدة وهو غير مبرر وفقاً لمعظم المراقبين". وقال: "هناك ربط في معظم الاحيان بين اطلاق المضادات الجوية والتحليق الاسرائىلي غير ان هناك احتمالاً بأن توقع المضادات ضحايا وجرحى. ومن جانب آخر، ايضاً تطلق المضادات بصورة دائمة ومنتظمة على مكان واحد هو بلدة شلومي وحصل تحليق للطيران من مكان آخر. ان هناك علاقة بين الطيران والمضادات في هذه الواقعة كلها غير متساوية. لقد اوقع نار المضاد امس ضحية مدنية وهذا تطور جدي لا يمكننا تحمله وليس في وسع لبنان ان يتحمله. نحن ندعو جميع الاطراف، كما سبق للأمين العام للأمم المتحدة ان فعل، الى وقف احتمال حصول التصعيد. يجب عدم التحليق في الاجواء اللبنانية واذا ارادوا ذلك يجب ان يقر على طول الخط الازرق وعلى نيران المضادات ألا تحصل عبر الخط الازرق". وأعلن عبيد في مؤتمر صحافي "ان لبنان يدرس موضوع دعوة مجلس الأمن الى العقد وفي ضوء تطور الامور وتبين مدى اصرار اسرائىل على التصعيد". وقال: "ان اسرائىل اتبعت معنا اسلوب "ضربني وبكى وسبقني واشتكى" فضلاً عن احتلالها مزارع شبعا وربط موضوعها بالتسوية الشاملة". وأضاف: "ارسلنا الى الاممالمتحدة شكوى تتضمن عشرات الانتهاكات بخروق اقدم عليها الاسرائىليون في المدة الاخيرة وتكثفت في ال48 ساعة الاخيرة، وهو امر يثير القلق في لبنان، إضافة الى الاستفزاز، حتى ان الأمين العام للأمم المتحدة اشار الى ان الخروق خطيرة وقد سماها تيري رود لارسن في حضور دي ميستورا بالدراماتيكية". وتابع: "إضافة الى هذه الخروق هناك خرق في قلب العاصمة من خلال العمل الاغتيالي الذي حصل، وبين ليلة وضحاها أُقدم على نقل الصراع من المناطق الحدودية لاستهداف جهة نعتبرها جزءاً من الحياة السياسية قبل ان تكون جزءاً من المقاومة". وقال: "هناك قرار من الحكومة اللبنانية ومن رئىس الجمهورية ووزير الخارجية بتقديم الشكوى عما حصل من جانب الاسرائىليين والاعتداء الذي حصل هو اعتداء جوي، إضافة الى الخروق الاخرى المستمرة"، متهماً اسرائىل بالتصعيد، وقال: "نحن موقفنا دفاعي وفي الوقت نفسه نحن لسنا متخلين اطلاقاً عن حقنا في تحرير مزارع شبعا بالوسائل التي تتاح لنا". سئل هل لديكم براهين على ان عملية الاغتيال في الضاحية قامت بها اسرائىل؟ قال: "ان اجهزتنا الامنية توصلت الى قرائن وأدلة بأن هذا العمل هو اسرائىلي". وعن تحميل دي ميستورا "حزب الله" جزءاً كبيراً من مسؤولية التصعيد؟ قال: "لقد سمعنا منه كلاماً مكرراً لما قاله لارسن في حضوره، فقد ذكر ان الانتهاكات الاسرائىلية مستمرة وان ملاحظات الأممالمتحدة تشير الى انها لم تتوقف. وقال لارسن ووافقه دي ميستورا ان هذه الانتهاكات دراماتيكية اي انها تفتح باب الدراما". وعن الضغط الاميركي على اسرائيل، قال: "الكلام الذي وصلنا ان هناك اتصالات مع الإسرائيليين للكف عن الانتهاكات الجوية المستمرة". الى ذلك قال الناطق الرسمي باسم القوات الدولية ميلوس شتروغر ان "القوات الدولية تواصل تحقيقاتها وسترفع تقريراً الى الجهات المختصة". وكانت الأممالمتحدة دعت "كل الحكومات التي تتمتع بتأثير على "حزب الله" الى ردعه عن اي هجمات اخرى يمكن ان تزيد من التوتر في المنطقة"، كما دعا اسرائيل الى "التزام اقصى درجات ضبط النفس". وفي المواقف دان لحود "الإرهاب الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مدينة بيروت فجر امس"، معتبراً ان "ذلك يأتي في اطار التحرك الإسرائيلي الهادف الى زعزعة الاستقرار في المنطقة". وأكد ان الحوادث الأخيرة في الجنوب سببها الخرق الجوي الإسرائيلي اليومي والذي دانته الأممالمتحدة على مدى السنوات التي اعقبت تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما ان هذه الخروق تجاوز عددها الألف استناداً الى التدوينات الرسمية للأمم المتحدة. وقال: "على هذا الأساس، فإن استقرار الخط الأزرق يتأمن في شكل تلقائي - بمجرد وقف الخروق الجوية". من جهته قال بري: "اننا لا نستغرب العدوان الإسرائيلي الحاصل والمبيت على لبنان والذي انطلق مجدداً من اغتيال المجاهد علي حسين صالح في بيروت، ومن عمليات اغتيال وتفجير مماثلة ومحاولات مستمرة لإرباك النظام العام في لبنان، بل نستغرب ان يتجاوز هذا العدوان في أبعاده السياسية والعسكرية لبنان والشرق الأوسط ليشكل عدواناً على مجلس الأمن الدولي عبر ما وصف بالشكوى الإسرائيلية على لبنان في الوقت الذي بلغت الخروق الإسرائيلية للأراضي وحرمة الأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية منذ ايار مايو عام 2000 ما يزيد على سبعة آلاف خرق". وأضاف: "ان لبنان، شعباً وجيشاً ومقاومة، كان ولا يزال في موقف الدفاع عن النفس حيال حروب اسرائيل المستمرة عليه والمتمثلة في استمرار احتلال اجزاء عزيزة من ارضه في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واحتجاز عدد كبير من المواطنين اللبنانيين في المعتقلات الإسرائيلية ما يتنافى مع ابسط قواعد حقوق الإنسان واتفاقات جنيف". وقال بري: "في كل الحالات نحن لسنا معنيين بتبرير مقاومتنا وأسبابها لأن من يجب ان يكون في قفص الاتهام الدولي هو المحتل والمعتدي مجرم الحرب اسرائيل".