قرر لبنان اطلاع مجلس الأمن الدولي على تفاصيل الاعتداء الاسرائيلي على أرضه، بينما اطلقت مواقف كثيرة انتقدت تحميل وزير الخارجية الاميركي كولن باول "حزب الله" وسورية مسؤولية التصعيد عبر قصف الحزب جرافة اسرائيلية دخلت الأراضي اللبنانية مخترقة "الخط الأزرق" ورد اسرائيل بغارتين في الجنوب، في وقت استمر الهدوء الحذر في المنطقة الحدودية. تشاور وزير الخارجية اللبناني جان عبيد هاتفياً مع نظيره السوري فاروق الشرع في الاعتداء الاسرائيلي الأخير على الجنوب، وفي تطورات المرحلة الراهنة، وكذلك اطلعه على نتائج جولته العربية لرفض لبنان التوطين. واتفق الوزيران على استئناف الاتصالات المتعلقة باجتماع لجنة المتابعة والتحرك الذي سيعقد في القاهرة في 10 شباط فبراير المقبل، وباجتماع وزراء الخارجية العرب في 11 و12 منه في القاهرة. وأعطى عبيد تعليماته الى مندوب لبنان الدائم لدى الأممالمتحدة السفير سامي قرنفل لابلاغ مجلس الأمن تفاصيل الاعتداء الاسرائيلي الأخير. وفي المواقف، سجلت ردود محلية على وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي حمّل "حزب الله" مسؤولية تفجر الوضع على الحدود، محذراً سورية من مواصلة دعم الحزب". وعلّق رئيس الحكومة السابق سليم الحص على تصريح باول قائلاً: "ان قوة اميركا الفائقة لا تبيح لها ان تكون غير عادلة او متنكرة للحق، فقد اعترفت اسرائيل وأعلنت الأممالمتحدة ان الجرافة التي دمرها "حزب الله" كانت داخل الاراضي اللبنانية فلماذا يدين باول تدمير الجرافة ولا يدين خرق اسرائيل الحدود اللبنانية؟". وأضاف: "اذا كانت لأميركا القدرة على مطالبة سورية بوقف دعمها "حزب الله" فان من حقنا، ان نطالبها بالكف عن دعمها العدوان الاسرائيلي". ورأى وزير الثقافة غازي العريضي ان "المفارقة في المناخ السياسي السائد ان سورية تدعو الى مفاوضات لنزع اسلحة الدمار الشامل في المنطقة، فيما يأتي الجواب الاسرائيلي رفضاً والرد الاميركي تهديداً لسورية ومباركة للارهاب الاسرائيلي". وفي باريس، جدد الناطق باسم الخارجية الفرنسية هيرفيه لادسوس دعوة بلاده كل الاطراف الى "ممارسة أقصى قدر من الانضباط واحترام الخط الأزرق"، معبراً عن ارتياح فرنسي ل"قرار القوات الدولية تكثيف دورياتها في المنطقة". وقال: "يتوجب على كل الاطراف ان تكرس جهودها لاعادة الهدوء والسلام الى المنطقة". ونقل السفير الفرنسي في لبنان فيليب لوكورتييه الى مدير الشؤون السياسية في الخارجية اللبنانية ناجي أبي عاصي قلق بلاده. ودعا الدولة اللبنانية الى "بسط سلطتها في شكل كامل في جنوبلبنان لتجنب اعمال عنف يمكن ان تؤدي الى تصعيد". وقال: "لقد سجلنا انتهاكات من الجانب الاسرائيلي ونحن ندينها". وفي الوضع الميداني، استمر أمس الهدوء الحذر مسيطراً على المنطقة الحدودية في جنوبلبنان وقصفت المدفعية الاسرائيلية من مواقعها داخل مزارع شبعا المحتلة فجر أمس محيط بركة النقار في أطراف بلدة شبعا. وترافق ذلك مع رمايات رشاشة. وكذلك انتهكت طائرات حربية اسرائيلية حرمة الأجواء اللبنانية، خارقة جدار الصوت فوق الجنوب. وحلقت مروحيات وطائرة استطلاع بعد ظهرأمس في اجواء مزارع شبعا المحتلة. وعاد الهدوء الى البلدات التي تعرضت للعدوان الاسرائيلي أول من أمس. وأفاد شهود ان الغارات الاسرائيلية دمرت مقام النبي علمان وأصابت منازل وان عناصر من "حزب الله" ضربوا طوقاً أمنياً على المنطقة مانعين الدخول اليها. ونقلت وكالة "فرنس برس" عن المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية آفي بازنر، أن اسرائيل تأمل بأن يمتنع "حزب الله" عن أي تصعيد بعد الغارتين. وقال: "لقد وجهنا رسالة واضحة وموزونة ل"حزب الله" وسورية في هاتين الغارتين، ونأمل بأن تكون فُهمت وبأن يكون هذا الحدث الجديد والخطير قد أُغلق". وأضاف: "يجب ان يدرك "حزب الله" وسورية ان اسرائيل لن تقبل بالتعرض لهجوم من دون ان ترد لكنها لا تسعى الى التصعيد".