ما هي الخطوة التالية للمطلوب صالح العوفي في اعقاب التحفظ على زوجته وابنائه الثلاثة؟ سؤال يطرح نفسه مع بدء العد التنازلي لنهاية مهلة العفو الذي اطلقه خادم الحرمين الشريفين واعلنه ولي عهده الامير عبد الله بن عبد العزيز والذي ينتهي عند منتصف ليل غد الجمعة. فهل يستغل العوفي هذه الفرصة لتسليم نفسه والفوز بفرصة العفو أم يواصل التخطيط لتنفيذ الاعمال الاجرامية التي نذر نفسه هو ومن معه لها؟ متابعون للشأن الأمني في السعودية التقتهم "الحياة" ابدوا اعتقادهم بأن المواجهة الاخيرة والناجحة التي سبقت نهاية مدة العفو بساعات وضعت العوفي في موقف لا تتعدد فيه الخيارات، فإما ان يسلم نفسه طائعا او ينتظر القبض عليه او حتى قتله بين لحظة واخرى. ويستند هؤلاء في تحليلهم الى ان زوجته التي ترافقه منذ اعلان اسمه في قوائم المطلوبين على معرفة تامة بالمواقع التي كان يتنقل بينها وعلى عناصر شبكة الاتصال الذين كانوا معه، الى جانب معلومات اخرى قد تكون في غاية الاهمية. وعدّ مصدر مطلع ان التحفظ على الزوجة والابناء الثلاثة يعتبر مكسبا أمنيا لافتا لا سيما ان "لديها كنزا من المعلومات سيكون عظيم الفائدة في ما يتعلق بالجهود التي تبذلها سلطات الامن لاحتواء الخارجين على القانون". وكانت السلطات السعودية اعتقلت زوجة العوفي واولاده الثلاثة اثر عملية دهم ناجحة قامت بها ليل اول من امس الثلاثاء في الرياض لمنزل في حي الملك فهد كان فيه 5 مطلوبين قتل اثنان منهم واعتقل الثلاثة الآخرون بعد اصابتهم. وقال المصدر ذاته ان زوجة العوفي واولاده اختفوا بعد اعلان وزارة الداخلية السعودية قوائم المطلوبين في السابع من شهر ايار مايو 2003 بعدما كانوا يقيمون في المدينةالمنورة عند ذويها، قبل ان يتوجه العوفي الى المدينة لاصطحابها بعد اعلان الداخلية باسبوع واحد. واضاف المصدر ان زوجة العوفي كان لديها فرصة رؤية المشهد كاملا، وبالتالي فان فائدة التحقيق معها ستكون كبيرة جداً من خلال اطلاعها على الكثير من الخبايا خلال مرافقة زوجها في تنقلاته. وزاد ان المعلومات التي لديها يعتقد ان تكون وافرة قياسا بموقع العوفي في التنظيم وقربه من مواقع القيادة وصناعة القرار فيه ما يسهل التعرف على شبكة الاتصال التي كان زوجها يعتمد عليها بجانب ابرز العناصر. وهي ليست المرة الاولى التي يعلن فيها عن مرافقة زوجات المطلوبين ازواجهم في تنقلاتهم، اذ سبق العوفي عدد من المطلوبين بعضهم سلم نفسه وآخرون قتلوا خلال مواجهات مع رجال الامن وبعضهم لا يزال مطاردا .واظهر شريط فيديو تم بثه اخيرا احد المطلوبين ويدعى خالد السبيت وهو يداعب اطفاله بقنابل يدوية واسلحة خفيفة، وكانت زوجته الشيشانية الاصل تقوم بعملية التصوير قبل ان يقتل السبيت في مواجهة أمنية في 12 نيسان ابريل في الفيحاء وتختفي زوجته عن الانظار . وفسرت المصادر مصاحبة عناصر المطلوبين لعائلاتهم في تنقلاتهم بانه يهدف الى التخفي والانخراط في المجتمعات المحيطة بأدنى حد من المخاطرة خصوصا ان وجود زوجة واطفال يلغي الكثير من الشكوك.