أكد الرئيس العراقي غازي الياور ان حكومته ستدعم تجربة الحكم الذاتي في المناطق الكردية في شمال البلاد ولن تعيد النظر في الفيديرالية، في حين طالبت أحزاب مسيحية عراقية بتمثيل أفضل للمسيحيين في المؤتمر الوطني. وقال الياور خلال لقاء مع شخصيات كردية في منتجع صلاح الدين السياحي، الواقع على بعد 30 كيلومتراً شمال مدينة أربيل التي تعتبر "عاصمة" المناطق الواقعة تحت سيطرة الحزب الديموقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني، "سندعم هذه التجربة في كردستان بكل الامكانات". واضاف: "نعتبر ان الفيديرالية في كردستان سفينة لتقريب اجزاء الوطن". وتابع: "أعتز وأفتخر بقانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية الذي أكد على الفيديرالية وسيتم تطبيقه حرفياً". وقال الرئيس العراقي: "لا اعتبر ان الفيديرالية مطلب الاكراد وحدهم، وما دام اسلوباً مناسباً للعراق الجديد فهو مطلب كل العراقيين". واضاف "نحن عازمون على تطوير تجربتنا العراقية الفريدة، تجربتنا التي فيها الفيديرالية، هذه الفيديرالية التي ظلمت زوراً وبهتاناً بأنها مرادفة لكلمة الانفصال، بينما هي في الحقيقة مرادفة لكلمة تقريب اجزاء الوطن الى بعضها البعض، ونشجع باقي المناطق ونتمنى ان تصبح عندنا فيديراليات متآخية ضمن العراق الموحد". ورحب بارزاني من جهته بزيارة الياور وقال ان "هذه الزيارة تأتي في اطار التأكيد على تعزيز العلاقات وهي تعبير عن اهتمام الياور باوضاع المنطقة". واضاف ان الرئيس العراقي "يتمتع بتأييد كبير من الشعب الكردي ومني شخصياً". وعن العلاقات مع دول الجوار التي اتهم بعضها بالتغاضي عن تسلل مقاتلين اجانب الى العراق، قال الياور "نحن نتوسل حسن النية من كافة دول الجوار"، واضاف ان "عدم استقرار العراق سيؤثر عليها"، مشيراً إلى ان "ايران جارة عزيزة ويجب ان يكون لها دور ايجابي في العراق". وعن تهديدات تركية محتملة بالتعرض لأكراد العراق، قال "لا نقبل باستهداف أي جزء من الشعب العراقي وسندافع عن جميع العراقيين في حال تعرضوا للمخاطر". ودعا الياور العراقيين الى زيارة شمال العراق للاطلاع على تجربة الاكراد، وقال: "اتمنى من اخواني العراقيين زيارة اهلهم في كردستان ورؤية مدى الطمأنينة ومدى الراحة ومدى العمل على رغم الامكانات القليلة المتوافرة لهم". ووعد الاكراد بأن الحكومة العراقية في بغداد ستدعم الحكومة المحلية الكردية، وقال ان "الحكومة المركزية في بغداد ستدعم هذه التجربة في كردستان بكل ما نستطيع ان نقوم به". وفي ما يتعلق بمدينة كركوك ، قال الياور ان "أي شخص رحل من هذه المدينة قسراً في ظل نظام صدام حسين فإن الواجب الديني والاخلاقي والانساني والسياسي يقضي باعادته الى مدينته فوراً"، مضيفاً: "يجب ان يعود المرحلون وفورا، وهناك آلية ومؤسسة لتسهيل عودتهم". وغادر الرئيس العراقي اربيل متوجهاً الى مدينة حلبجة الكردية الواقعة على الحدود العراقية - الايرانية والتي تعرضت في عام 1988 الى القصف بالاسلحة الكيمياوية. ويسيطر الحزب الديموقراطي الكردستاني على محافظتي اربيل ودهوك، بينما يسيطر الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال طالباني على محافظة كردية ثالثة عاصمتها السليمانية. تمثيل المسيحيين والتركمان وفي بغداد الحياة، طالب أمس سياسيون عراقيون يمثلون ثمانية أحزاب مسيحية بتمثيل أفضل للمسيحيين في المؤتمر الوطني الذي يفترض ان يعيّن في نهاية تموز يوليو جهازاً لمراقبة الحكومة. وقال نمرود بيتو من الحزب الوطني الآشوري "تقرر اعطاؤنا ثلاثة في المئة من المقاعد في المؤتمر الوطني، في حين ينبغي ان نحصل على خمسة الى ستة في المئة" من مقاعد المندوبين الألف الذين سيشاركون في أعمال المؤتمر. وكان بيتو يتحدث خلال مؤتمر صحافي الهدف منه اظهار وحدة الاحزاب المسيحية عشية انطلاق العملية الانتخابية الطويلة التي يفترض ان تقود العراق الى السيادة الكاملة في 2005 أو 2006. واحتج بيتو باسم مجموع الاحزاب على عدم حصول المسيحيين سوى على وزارة واحدة في الحكومة الموقتة تتولاها الوزيرة باسكال ايشو وردة، وهي وزارة المهجرين والمهاجرين. كما احتج على عدم حصولهم الا على سفير واحد من السفراء الثلاثة والاربعين الذين تم تعيينهم الاثنين. وقال "هذا لا يمثل واقع الشعب المسيحي" العراقي. ويقدر البطريرك الكلداني ايمانويل ديلي الذي يرأس اكبر طائفة مسيحية في العراق، عدد المسيحيين في العراق، ب750 الف شخص من أصل 25 مليوناً هو عدد السكان. من جهتهم، طالب التركمان العراقيون بتعديل حصة كركوك في تشكيلة المؤتمر الوطني العراقي، وزيادة عدد المقاعد المخصصة للتركمان بما يتناسب وتعدادهم في المدينة، وقال د. صبحي صابر المستشار السياسي لرئيس الجبهة التركمانية العراقية ل"الحياة" ان "وجود زيادة في حصة المدن الكردية من مقاعد المؤتمر الوطني على حساب المدن التركمانية وخصوصاً مدينة كركوك عكست غياباً للإنصاف في تحديدها". وأشار إلى ان "عدد المقاعد المخصصة للمدينة والتي تصل إلى 18 مقعداً لا تتناسب وعدد سكانها، مقارنةً ب 34 مقعداً لمدينة السليمانية التي تصغرها مساحةً" على حد تعبيره. وقال رئيس الجبهة التركمانية في كركوك فاروق عبد الرحمن ل"الحياة" ان "التحضيرات للمؤتمر الوطني العراقي مستمرة لتكون المشاركة التركمانية فاعلة فيه"، واضاف: "حددنا قائمة مرشحينا وطالبنا الهيئة التحضيرية العليا للمؤتمر بأن لا تقل مشاركتنا في أي عملية انتخابية عن ثمانية في المئة رغم اننا نسعى للوصول إلى 13 في المئة طبقاً للتعداد السكاني للتركمان".