شكل المؤتمر الرابع للمجلس الاغترابي اللبناني للاستثمار - كوكب لبنان 2004 الذي افتتح اعماله امس في بيروت برعاية رئيس الجمهورية اميل لحود وحضوره ورئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري، فرصة للمغتربين ليطرحوا حقوقهم ومطالبهم ليفيد لبنان منهم، وكذلك فرصة للبنان الرسمي ليتجاوب معها نظراً الى المنافع الكبيرة، بحسب ما اوردها رئيس المجلس نسيب فواز. وأكد لحود ان "المؤتمر فرصة فريدة ومهمة للتواصل بين المغتربين اللبنانيين والعرب من جهة ورجال الاعمال اللبنانيين من جهة اخرى لتأسيس شراكة اقتصادية وتجارية تعزز الروابط وتؤكد ان بيروت كانت وستبقى ملتقى الاقتصاديين وباباً مفتوحاً يربط بين الشرق والغرب". كما أكد حرص الدولة على "تقديم التسهيلات الضرورية لرجال الاعمال المغتربين والعرب انطلاقاً من قناعة ثابتة تقوم على مرتكزات ثلاثة: استقرار امني وتشريعي وشفافية في تعاطي المؤسسات مع المستثمرين مقرونة بالحرص على التخفيف من البيروقراطية الادارية وتعقيداتها". وأكد فواز ان "اموال المغتربين المحولة بلغت اربعة بلايين دولار تقريباً كل سنة اي ما يعادل ألف دولار لكل فرد لبناني مقيم". وأضاف: "نستطيع ان نزيد من الدعم المالي والاستثمار اذا تأمنت اسس نجاح مشاريع الاستثمار، كعدالة القانون وشفافية المعاملات الرسمية والاسراع في الانجاز وتطوير الدوائر تكنولوجياً ونشر الانترنت". وطالب ب"تحسين وضع المواصلات والكهرباء والاتصالات محلياً ودولياً وتعديل اسعارها المرتفعة". وسأل فواز عن الغاء وزارة المغتربين، معتبراً ان "20 مليون مغترب ليس من وزارة لهم تهتم بهم". وطالب بأن "يكون للمغتربين ما لا يقل عن 12 نائباً، وبفتح مجال التجنيس والانتخاب في السفارات وفي لبنان اذا مضى على عودة المغترب وسكنه الشرعي في الوطن مدة ثلاث سنوات"، معتبراً ان ذلك من شأنه ان يدر على البلد بليوني دولار. وطالب الدولة بالعمل مع المجلس لتعيين منسقين سياحيين في كل بلاد الاغتراب، وبتعيين ملحقين تجاريين من دون رواتب. واعتبر وزير الاقتصاد والتجارة مروان حماده ان "الاغتراب اتاح للبنان التغلب على ازمته الاقتصادية في اصعب مراحلها". وقال: ان استغراب معظم الخبراء الماليين والمؤسسات الاقتصادية صمودنا على رغم العجز المتمادي والدين المتفاقم سقط امام مؤشرات حاسمة: رديات المغتربين التي تزايدت خلال العقد الاخير بنسبة 24 في المئة كل عام، ثم مداخيل العاملين اللبنانيين في الخارج التي تبلغ سنوياً نحو ثلاثة بلايين دولار اي ما يقارب 15 في المئة من الناتج المحلي". وأعلن عن الخطة الاغترابية المتكاملة التي سيناقشها مجلس الوزراء و"التي أخذت في الاعتبار جغرافية الانتشار بين دول الاغتراب". وكشف ان "البحث جار في مسألة زيادة نسبة تمثيلكم في المجلس الاقتصادي - الاجتماعي مع احتمال تمثيلكم في مجلس النواب او في مجلس الشيوخ العتيد". وأشار الى توصية بأن "يصار من خلال مجلس النواب الى اصدار قانون يقضي بانشاء بطاقة المتحدر من اصل لبناني". ودعا رئيس مجلس ادارة مجموعة "بانديرانتس" للاتصالات في البرازيل جو كارلوس سعد الى "دخول عالم التقنية الرقمية من دون تردد لأن من لا يلتحق في ركبها فهو مخطئ". ورأى رئيس "لينك غروب" نجاد فارس ان "لبنان يحتاج الى قدرات المغتربين ومهاراتهم لاستعادة دوره وموقعه في المنطقة". واقترح لتحقيق هذه الغاية "تصحيح الخلل الماكرو اقتصادي والاصلاح الاداري".