آن الأوان لشعب العراق ان يجسد أحلامه وكرامته في عيش هانئ حر يسوده العدل لكل انسان بلا تمييز. فلن يرضى العراقيون، بعد اليوم، بغير حكم العدل والديموقراطية والتحرر والرفاهية. وإذا بدأنا ببناء الانسان، فليكن ذلك من بدايته. فمن حق كل انسان في أن يعيش بكرامة. ويتحقق له ذلك: سكن لائق، ومورد للعيش الكريم، وبقية خدمات توفر أبسط متطلبات الحياة، وأفضل فرص التعليم في وطن عانى كثيراً ونشأ جيل كامل على الخراب والدمار في كل شيء: في المدارس والكليات والجامعات والأبنية الهزيلة. وأفظع من ذلك هو خراب وتدمير النفس البشرية بكل طرق التدمير، على يد حاكم غصب الحكم ثلاثين عاماً بقوة السلاح مع أزلامه ومرتزقته داخل العراق وخارجه. ولعل بقاءه في السلطة، وبقاءهم وسرقتهم قوت الشعب ونهب خيراته وتقتيله وتشريده، بينما هو وأزلامه ومرتزقته يعيشون عيش الملوك داخل وخارج العراق، كل ذلك وغيره كثير يدل على جرم ذلك النظام وتفاهة أزلامه وتفاهته. وظل الحاكم في بطشه وإجرامه الى ان جاء من هو أعتى منه. ولا يزال هذا البائس سليط اللسان، ومتشبثاً بالحياة التي حرمها شباب العراق، ويتَّم أبناءهم، وأذل ناسهم وأهليهم، ولا تزال أمواله التي سرقها مع زمرته الى خارج العراق تعيل ما تبقى من مرتزقة، تمدهم ابنته الجالسة على كنز من قوت العراقيين. ولعل لسانها أسلط من لسان أبيها. وكان الخطأ هو خروج أمثال هولاء خارج العراق. فراحوا يديرون المكائد للشعب العراقي. لقد دمر صدام وأزلامه كل ما هو جميل في عراقنا الحبيب، وأجبر الناس على التهاون معه ومع أزلامه. ومن لم يتحمل جرمه واستبداده هام على وجهه عن الوطن مجبراً، أو مات في السجون أو الحروب التي قضى فيها على أرواح العراقيين وآمالهم وعوائلهم. وليست بقية المشافي، أي المستشفيات، بحالة ممكن أن يدخلها مريض من دون أن يلقى حتفه. فقد نهب ازلامه الدواء، ودمروا المستشفيات، حتى اصبحت ملجأ للموت. واضطر الأطباء للهجرة خوفاً من تحمل مسؤولية كل ذلك الخراب. وهذا ما حدث في كل أمور حياة العراقيين الذين اضطر الملايين منهم الى الهجرة تحسباً من بطش النظام الجاثم على أنفاس العراقيين، وأصبحوا يحنون الى الماضي البعيد على رغم حامية من أخطاء، لا تصل الى جزء من تجاوزات نظام الطاغية البائس. سادة جميل عراقية ابنة شهيد