استكملت القوات الفيليبينية انسحابها من العراق، امس، بعدما أذعنت مانيلا لمطالب خاطفي رهينة فيليبيني، مما أدى الى توتر في تحالفها مع واشنطن. وأعلنت سفارة الفيليبين في الكويت ان آخر جندي فيليبيني في العراق عبر الحدود الى الكويت، وهو أمر أكده أيضاً مصدر في الشرطة العراقية. ولم ترد أنباء عن الرهينة انجيلو دو لا كروز الذي شوهد اخيراً في شريط فيديو عرضته قناة "الجزيرة"، الخميس الماضي، وقال فيه انه سيعود الى بلاده. ويهدد خاطفو الفيليبيني، وهو سائق شاحنة، بقطع رأسه ان لم تنسحب قوات بلاده من العراق في حلول 31 الشهر الجاري. وكان قائد القوات الفيليبينية في العراق البريغادير - جنرال جوفيتو بالباران سبق جنوده في العودة الى مانيلا على متن طائرة ركاب أقلعت من الكويت. وقال ان "جنودنا في العراق في حال جيدة ويستعدون للعودة". وغادر جميع الجنود الفيليبينيين العراق الى الكويت، أمس، بعد زيارة ودية للقائد البولندي الى منطقة الحلة حيث ينتشرون. ورجح مصدر حكومي في مانيلا ان يكون خاطفو دو لا كروز 46 عاماً مستعدين للافراج عنه قبل نهاية الشهر بعد التأكد من انسحاب كافة الجنود الفيليبينيين. ويأتي الانسحاب قبل انتهاء مهلة 20 الشهر الجاري التي حددها خاطفو دو لا كروز، وقبل شهر من الموعد الأصلي المقرر لانسحاب القوات الفيليبينية. وقالت وزيرة الخارجية الفيليبينية ديليا البرت في بيان: "قبل نهاية اليوم أمس سيكون جميع أعضاء الوحدة الانسانية الفيليبينية خارج العراق". وأضافت أن 34 جندياً بدؤوا رحلة العودة من العراق، منضمين بذلك الى عشرة كانوا موجودين بالفعل في الكويت استعداداً للتوجه الى مانيلا في وقت لاحق هذا الاسبوع. وكان من المقرر أن يصل العشرة الى مانيلا امس، لكنهم لم يستقلوا الرحلة المقررة. ولا يُعرف مصير ستة جنود في القوة التي يبلغ قوامها 51 فرداً، لكن من المحتمل أن يكونوا انضموا الى قوات أمنية تحرس السفارة الفيليبينية في بغداد. وبعد نحو اسبوعين من خطف دو لا كروز أثناء قيادته شاحنة تحمل وقوداً من السعودية الى العراق، ظل أقاربه في قرية بوينافيستا شمال مانيلا متفائلين بعودته قريباً. وأثار قرار الرئيسة غلوريا ماكاباغال أرويو بسحب قواتها انتقادات من الولاياتالمتحدة وحلفاء آخرين قالوا ان هذا يمثل سابقة غير طيبة للاذعان لمطالب خاطفي رهائن. وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اعتبر اول من امس في مؤتمر صحافي مع مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج الذي أيده، ان قرار مانيلا سحب قواتها يشكل "سابقة سيئة ويوجه رسالة سيئة" الى خاطفي الرهائن. في موازاة ذلك، اعلن رئيس الوزراء البولندي ماريك بيلكا ان بلاده قد تنقل جزءاً من قواتها في العراق الى افغانستان، لافتاً الى ان المهمات الدولية في البلدين متساوية من ناحية الأهمية. وتخطط بولندا لخفض عدد جنودها في العراق من 2500 الى ما بين الف و1500 جندي قبل كانون الثاني يناير المقبل.