تعثرت المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الافريقي لانقاذ عملية السلام الهشة في اقليم دارفور غرب السودان في يومها الثاني أمس في اديس ابابا، بعدما حدد المتمردون ستة شروط للتفاوض رفضتها الخرطوم. ويحاول وسطاء من الاتحاد الافريقي مواصلة عملية التفاوض في شكل غير مباشر بين طرفي النزاع. في غضون ذلك، اعلن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي من الخرطوم رفض بلاده فرض عقوبات دولية على السودان بسبب ازمة دارفور. رفض متمردو دارفور أمس البدء في مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السودانية بعد يوم من افتتاحها في اديس ابابا، واشترطوا التزام الخرطوم ستة شروط قبل المحادثات واهمها "تحديد موعد لنزع سلاح ميليشيا الجنجاويد الموالية للحكومة، ووقف الانتهاكات غير الانسانية التي ترتكب ضد المواطنين في دارفور، ووصول المساعدات من المنظمات الانسانية الى المتضررين في المنطقة". واشار آدم علي شوغال في الكلمة التي القاها باسم وفدي المتمردين، الى ضرورة ممارسة الضغط على حكومة الخرطوم اذا لم تلتزم وعودها من اجل وقف الانتهاكات التي تمارسها والتطهير العرقي ضد شعبها في منطقة دارفور وقال: "نحن لا نريد الحرب ونرغب في السلام وما يحدث في دارفور ليس صراع بين المواطنين في دارفور". وقال عضو الوفد الحكومي في المحادثات إبراهيم محمد إبراهيم، إن المتمردين قدموا إلى الاتحاد الافريقي شروطاً غير عملية وتعجيزية للبدء في المحادثات السياسية المباشرة. وأوضح أن المحادثات الجانبية بدأت بين الوفد الحكومي والوسطاء، مشيراً إلى أن الوفد الحكومي أبدى استعداده التام للحوار السياسي مع المتمردين، وقال: "قدمنا إلى الاتحاد الافريقي التقارير المتعلقة بالقضايا الأمنية وتمت مناقشتها اليوم أمس الى جانب قضايا اخرى". وأضاف ان حكومة بلاده "ملتزمة ليس فقط تجريد الجنجاويد من أسلحتهم، وإنما تجريد كل المتمردين المتغلغلين في مختلف أنحاء السودان، مثل المتمردين المعروفين بتورا بورا والبيشمركة، ونحن نعمل على تجريدهم، ولكن لا يمكننا التزام وقت محدد ونعمل كل ما في وسعنا لدفع عجلة السلام في المنطقة". وفي الخرطوم، اعلن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي رفض بلاده فرض عقوبات دولية على السودان بسبب أزمة دارفور ودعا المجتمع الدولي الى مساعدة الخرطوم بدلاً من التهديد بالعقوبات. وقال خرازي في مؤتمر صحافي امس مع نظيره السوداني مصطفى عثمان اسماعيل في الخرطوم ان طهران تساند السودان للتغلب على مشكلاته وترفض محاولات التدخل في شؤونه الداخلية. واثنى اسماعيل على مواقف طهران تجاه بلاده وقال ان الخرطوم في حاجة الى الخبرات والتعاون الايراني من المجالات كافة. ورأى ان من حق ايران الاستفادة من الطاقة النووية في الأغراض السلمية. من جهة اخرى، واصلت هيئة قيادة "التجمع الوطني" السوداني المعارض اجتماعاتها في العاصمة الاريترية أسمرا، وأوضح الناطق الرسمي باسم "التجمع الوطني" حاتم السر "أن الهيئة استمعت أمس إلى تقرير من الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق عن بروتوكولات قسمة السلطة والمناطق الثلاث". وقال السر إن "التجمع قرر قبول ما تم من اتفاقات واستكمالها من خلال الدخول في مفاوضات مع الخرطوم من دون وسيط عبر اتفاق جدة الذي وقع مع الحكومة العام الماضي". وسيتفاوض التجمع على "مستقبل جيش المعارضة وزيادة نسبة المعارضة في حكومة الفترة الانتقالية، ورفعها من 15 في المئة التي منحها اتفاق نيافاشا". وأكد أن "التفاوض سيكون محصوراً في نسبة ال52 في المئة التي منحت للمؤتمر الوطني الحاكم".