تظاهر آلاف العراقيين أمس في بغداد وكربلاء والنجف مطالبين باعدام الرئيس العراقي المعتقل صدام حسين ومحتجين على عودة عناصر سابقين في حزب البعث الى الادارة والجيش. كما نددوا ب "أبي مصعب الزرقاوي" ورددوا شعارات مناهضة للولايات المتحدة والصهيونية و"الارهاب". وبدعوة من احزاب شيعية و"المؤتمر الوطني العراقي" برئاسة احمد الجلبي، سار آلاف المتظاهرين في بغداد الى ساحة التحرير في وسط العاصمة وهم يهتفون "الموت لصدام، الموت للبعث"، و"نريد العدالة والحرية". كما رفعوا صوراً لضحايا قمع النظام العراقي السابق ولمقابر جماعية. وطالب احد منظمي التظاهرة، عبد الرزاق الحسني، المسؤولين العراقيين بعدم السماح لعودة البعثيين وقال: "كفى مغازلة البعثيين... كفى مغازلة القتلة. ولا عفو عن مجرم. لا بعثية ولا محامين ولا دفاع لصدام. نعم للاعدام". وقال محمد حسين الربيعي، وهو يحمل صورة شقيقه علي الذي اعدم في 1983 لانتمائه الى "حزب الدعوة": "نطلب من حكومة اياد علاوي اعدام صدام حسين ومسؤولي البعث". وقال عيسى الموسوي 63 عاماً وهو يحمل صورة ابنه فاضل الذي أعدمه النظام السابق من دون محاكمة عام 1981 بعد ان اقتيد من المسجد الذي كان يصلي فيه: "أتمنى ان يعدم صدام وان ينقل الاعدام تلفزيونياً ... يجب ان يعاني صدام كما عانينا نحن من ظلمه". ولم يكتشف الموسوي ان ولده اعدم الا بعد 22 عاماً بعد سقوط النظام العام الماضي حين أعلنت قوائم عديدة لاسماء السجناء السياسيين الذين اعدمهم النظام السابق. وطالبت سوسن عبد علي بالتعويض عن اخيها قيس الذي "أعدمه النظام السابق". وقال جلال جمعة الذي كان يحمل صورة لشقيقه الاصغر جمال الذي اعتقلته أجهزة النظام السابق منتصف الليل عام 1980 ثم أعدمه: "كان شقيقي لا يزال صغيراً، وكان ينتظر الزواج من خطيبته... لا أعرف الى الآن لماذا أعدم". وطالب المتظاهرون باعتبار 15 تموز يوليو عطلة رسمية "للتذكير بكل الجرائم التي ارتكبها صدام بحق الشعب العراقي اثناء فترة حكمه". وقال جعفر جاسم 50 عاماً عضو "حزب الاستقلال الوطني الاسلامي": "من المهم الا ننسى الماضي... سنطلب من الحكومة العراقية ان تجعل هذا اليوم اجازة قومية". وجرت التظاهرة وسط مواكبة من الشرطة العراقية، ثم تفرقت من دون تسجيل حوادث. وفي كربلاء 110 كيلومترات جنوببغداد تجمع مئات المتظاهرين امام مقر المحافظة وهم يحملون صور اقارب لهم قتلوا خلال نظام صدام حسين. وحملوا لافتات تطالب ب "الحكم بالاعدام على الطاغية صدام حسين" و"ملاحقة اعضاء البعث امام القضاء". وعدد عقيل الخزاعي، احد الاعيان الشيعة في كلمة القاها في التظاهرة، مطالب المتظاهرين وهي "الحاق العقوبة القصوى بصدام وعملائه ... واجتثاث البعث ودفع تعويضات لضحايا النظام السابق". وفي النجف 160 كلم جنوببغداد سار حوالى 500 متظاهر، بينهم نساء، وهم يرددون الشعارات نفسها، بناء على دعوة من "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في العراق الذي يرأسه عبد العزيز الحكيم.