بدأ رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني محادثات مع شركائه المعارضين لسياساته في الائتلاف الحاكم، يمكن أن تسفر في حال عدم التوصل الى حل وسط عن تعديل وزاري أو حتى انهيار الائتلاف. وشهد اللقاء بين بيرلوسكوني وقادة الائتلاف الحكومي مواجهة حادة بينه وزعيم حزب "اتحاد الديموقراطيين المسيحيين" ماركو فولّيني بلغت حد توعد رئيس الوزراء باستخدام التلفزيونات التي يملكها لانتقاد الاخير. واتهم بيرلوسكوني حليفه المسيحي بمحاولة "إضعاف زعامته للتحالف الحاكم"، ما حدا بفولّيني إلى القول: "اشعر بالتهديد، غير أنّني لم أغادر طاولة المفاوضات إلاّ لكوني أحس بالمسؤولية". ووصف بيرلوسكوني مطالب حزب المسيحيين بأنّها "هامشية"، فيما لخّص فوليني مطالب حزبه ب"فيديرالية أكثر توازناً، وسياسة إقتصادية تهتم بالفئات الضعيفة في المجتمع، ووزير جديد للإقتصاد، وتسوية قضية تضارب المصالح التلفزيونية سريعاً". ونظراً الى الانشقاقات الكثيرة التي يشهدها الائتلاف الحكومي، طالبت المعارضة اليسارية بتقديم موعد الإنتخابات. واعتبر الحزب الشيوعي الإيطالي أن "الحل الوحيد أمام حكومة فاشلة هو انتخابات مبكرة". وأكّد زعيم حزب إعادة التأسيس الشيوعي فاوستو برتينوتي أنّ "انشقاقات الحكومة تتضاعف كلّما خطت خطوة جديدة". ودعا المعارضة إلى "رص الصفوف من أجل إجراء انتخابات مسبّقة لتغيير مجرى الحياة السياسية في البلاد". واختتم زعماء الائتلاف جلسة أولى استمرت أربع ساعات بعد منتصف ليل اول من امس، واستأنفوها امس. ودعا بيرلوسكوني الى اجراء مناقشات مباشرة مع كل حلفائه بعدما هدد "الاتحاد المسيحيين" وهو شريك صغير في الائتلاف، بالخروج من الحكومة، ما لم تطرأ تغييرات رئيسية على برنامج الحكومة. وقال جياني دي ميكليس زعيم الحزب الاشتراكي الجديد الذي يؤيد بيرلوسكوني في البرلمان ان الاجتماع ليل الاحد - الاثنين، سار على ما يرام، بمعنى أنه على رغم البداية الصعبة فاننا لم نصطدم بأول عقبة". ونقلت وكالة انباء "اي جي اي" عن دي ميكليس وهو وزير سابق للخارجية قوله: "لم نتوصل الى اتفاق ونحن نعمل لبلوغ هذا الهدف". وجلس نحو 40 شخصية حزبية حول ثلاث طاولات للبحث في الاوضاع السياسية والاقتصادية واصلاح المؤسسات، خلال محادثات يمكن أن تستمر أياماً لحسم صراع على السلطة أعاق عمل الادارة القائمة منذ ثلاث سنوات. وقال وزير العمل روبرتو ماروني عضو رابطة الشمال ذات التوجه اليميني: "لم يعد هناك مجال للغموض والنفاق والألاعيب ووضع خطط من وراء الكواليس. انه وقت اتخاذ القرار". وظهرت آخر وأكبر أزمة يواجهها حكم بيرلوسكوني خلال انتخابات البرلمان الاوروبي والانتخابات المحلية التي أجريت الشهر الماضي، والتي تراجع فيها حزب "ايطاليا الى الامام" المحافظ الذي يتزعمه رئيس الوزراء، أمام شركائه الثلاثة في البرلمان. وأدت الخلافات التي أعقبت ذلك داخل الحكومة، الى استقالة جوليو تريمونتي وزير الاقتصاد وحليف بيرلوسكوني المقرب، والى سلسلة من الانذارات بالاستقالة من شركاء في الائتلاف.