تمثل نقطة المنذرية بين العراقوايران أكبر المعابر الحدودية بين البلدين. وتجمع مصادر وزارة التجارة العراقية والتقارير الاقتصادية المختلفة على انها ستكون موضع اهتمام لأسباب أبرزها التوقعات بارتفاع حجم التبادل التجاري بين الدولتين ليصل الى خمسة بلايين دولار بحلول سنة 2006. كما تشير إلى إمكان اقامة سوق اقليمية كبيرة تضم العراقوايران وسورية ولبنان والأردن وبعض دول الخليج فيها أكثر من 130 مليون مستهلك، الأمر الذي يبرر الاهتمام بتطوير معبر المنذرية باعتباره حلقة وصل رئيسية بين دول السوق. واستناداً الى "المركز القومي للاستشارات الهندسية" في بغداد، فإن جملة وزارات هي الاسكان والتجارة والمالية والداخلية والنقل والثقافة والأشغال العامة ستساهم في اقتراحات تطوير المنذرية في الفترة المقبلة. ويؤكد بعض المعلومات ان عملية تطوير المنذرية ستسير باتجاهين: الأول إقامة مجمع حدودي حديث وشفاف لتأمين حركة فاعلة لتبادل السلع والبضائع والسياحة الدينية بين العراقوايران، والثاني تحويل المنذرية نفسها الى مدينة حدودية قد تصبح لاحقاً منطقة للتبادل الحر. ويشير تقرير صادر عن المركز الى أن ثلاثين ألف زائر ايراني كانوا يدخلون العراق كل أسبوع قبل اندلاع الأحداث الدموية الأخيرة في نطاق زيارة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء. وعلى صعيد الموارد المالية، فان السياحة الدينية وحدها كانت تغذي الخزينة العراقية بأكثر من 600 مليون دولار سنوياً على رغم ان حركة السياح الايرانيين كانت تخضع لاجراءات أمن مشددة. ويشمل مشروع تطوير المنذرية اقامة بوابات دخول وخروج ضخمة للزوار والشاحنات التجارية، تعقبها شبكة جيدة وحديثة من الطرقات المتفرعة باتجاهات مختلفة، كذلك بناء جامع بعد بوابة الدخول مباشرة بحيث يشكل ذلك عنصر توافق وجذب بين حضارتين عراقية وفارسية يجمعهما الاسلام. كما يشهد التطوير اقامة مجمع ضخم لوزارة التجارة وسوق حرة وفندقين ومطاعم ومركز صحي ومواقف سيارات ومركز بريد وهاتف ومصرف، اضافة الى بنايات استراحة لكبار الزوار ومحطات لتعبئة الوقود وحزام أخضر يلف المنطقة من كل الجهات. ويلحظ المشروع بناء مجمع واحد تابع لوزارة الداخلية والجمارك لانجاز معاملات السفر بسهولة وشفافية على أن يتميز بتحقيق فصل تام بين طريق الزوار وطريق الشاحنات التجارية. وسيتم تزويد جميع مرافق نقطة المنذرية بشبكة حديثة جداً للتبريد والتدفئة وتصريف المياه. ويشمل مشروع التطوير اقتراحات أهمها اقامة شبكة للطرق السريعة تربط المنذرية وخانقين وبعقوبة حتى بغداد، وكذلك استثمار المساحات الشاسعة خارج المنطقة لاقامة مدينة حدودية أو ربما تحويل خانقين الى مدينة حدودية حديثة. ويتوقع مصدر في "هيئة السياحة العراقية" ان يسهم تطوير المنذرية في زيادة أعداد الوافدين وحجم التبادل التجاري. ولأن السياحة الدينية القادمة من ايران تشمل الوافدين من باكستان وأفغانستان وبعض دول آسيا الوسطى، فان التكهنات ترجح ارتفاع اعداد زوار العتبات المقدسة في العراق وتضاعف ايرادات الحركة السياحية الدينية من المنذرية فقط الى ثلاثة بلايين دولار في السنة الواحدة.