أعلن الناطق باسم وزارة السياحة والآثار في العراق عبد الزهرة الطلقاني، «تراجع أعداد الزوار العرب والإيرانيين إلى العراق الراغبين منهم في زيارة المناطق الدينية». ولفت إلى أن الزوار حالياً «لا يشكلون سوى 20 في المئة من العدد المسموح به، على رغم موافقة الحكومة على رفعه بالنسبة للإيرانيين لدخول العراق إلى 6.5 ألف زائر يومياً». وكان النظام العراقي السابق وقع اتفاقاً في تسعينات القرن الماضي سمح بموجبه لنحو ألف إيراني يومياً بزيارة العراق، وتحديداً المواقع المقدسة في سامراء وبغداد وكربلاء والنجف وبعض المناطق الأخرى التي تشكل عامل جذب سياحياً. وأوضح الطلقاني في تصريح الى «الحياة»، أن «نحو 1.6 مليون زائر دخلوا العراق العام الماضي، للسياحة الدينية غالبيتهم من إيران فضلاً عن زوار من دول الخليج وبعض الدول الآسيوية». وأشار إلى دراسة أعدّتها العام الماضي مؤسسات بحثية اقتصادية تابعة لجامعات، أظهرت أن «العائدات المحققة من قطاع السياحة الدينية بلغت نحو بليون دولار عن كل مليون سائح، ما يعني أن عائدات العام الماضي، بلغت 1.6 بليون دولار باحتساب متوسط حجم الإنفاق». وأكدت غرفة تجارة النجف، «انخفاض أعداد الزوار الإيرانيين في الأسابيع الثلاثة الماضية في شكل لافت، إذ لم يتجاوز عدد الزوار ال 500 يومياً، من أصل 6 آلاف زائر يُسمح لهم دخول العراق يومياً والبقاء على أراضيه 10 أيام». وأعلنت الغرفة، أن «القطاعات التجارية والفندقية والخدمية والمصرفية في النجف تعتمد في شكل كبير على السياحة الدينية والزوار الإيرانيين، وأي تعديل في أعدادهم خفضاً يؤثر على اقتصادات المدن التي تضم المراقد المقدسة وهي مقصد الزوار الأساس». وتحسباً لنتائج الاحتجاجات التي تشهدها مدن شرق ديالى خصوصاً خانقين، ضد منع إيران تدفق نهر الوند النابع في أراضيها إلى العراق، أكد سائقون متخصصون بنقل الزوار الإيرانيين تلقيهم تعليمات باستخدام معبر مهران – واسط الحدودي بدلاً من معبر المنذرية الواقع في محافظة ديالى، ويعد المنفذ الأساس لدخول حافلات نقل الزوار الإيرانيين. لكن الناطق باسم وزارة السياحة الإيراني، رفض الربط بين اضطرابات معبر المنذرية الذي أغلقه الأهالي أخيراً مرتين، وبين تراجع دخول القوافل العراقية إلى العراق. وعزا الأمر إلى «ارتفاع درجات الحرارة في العراق أخيراً». وتوقع أن «تتخطى أعداد الزوار العرب والإيرانيين والأجانب المليونين هذه السنة». وأشار الطلقاني الى بروز ظاهرة جديدة في قطاع السياحة العراقية هذا الموسم، تمثّلت ب «السياحة الرمضانية»، إذ «توجهت نسبة كبيرة من العائلات إلى إقليم كردستان لقضاء شهر رمضان، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وسط العراق وجنوبه إلى أكثر من 52 درجة مئوية».