ليتك صنعاء لمرة توارين خجلك القاتل تُزيحين لثامك الثقيل فأرى بهاء وجهك بسمتك. باقة من حزنك وعبر عينيك أُطلّ على فراديس الحقول حيث تشتهي النفس مراقد الأحلام أجثو على عشبك البليل "أرنبة" ظمأى وآلهة للعناق أتفيأ حرارة شفتيك ظلّ رموشك أفيض عليك نهر روحي أعبِّئ كل مسامك بعرقي. ودمي لكنك يا صنعاء صموتة لا تجيدين "فن الغرام" ولا "عذب الكلام" لا تحركين سواكن روحك مرة تجاه البحر تسألين عن عروسه الولهى لؤلؤته المخنوقة في قلب صدفتها لعل عاشقها يأتي يطلقها الى رمل الشواطئ ترقص مرة. ومرة تنام *** ليتك يا صنعاء لا تكوني شحيحة فتهدين العاشقة شيئاً يدوم ليست عقود فضة لا حنّاء. ولا قصعات من العسل مُدّي كفّيك بالحب أنثريه ورداً على سواحل القلب امنحي قبلة لا تملك الأمهات رقتها اهدي نرجسك مرة قرنفلك ألف مرة دثّري صقيع الروح بريش فجرك البرتقالي ولا تتركي العين شاخصة شوقاً لأسرار النوافذ اكشفي حضورك الأنيق دُقّي أجراسك أطلقي حروفك تُغرّد يأتيك الذين تشققت قلوبهم من الجفاف يركض اليك الأطفال المنهوبة أحلامهم ويهدل الحمام لأعيادك الملونة *** صنعاء لا تسيجي حدائق قلبك هُزّي بجذع - الحب - أسقطي رُطباً تشهته كل الثمار. فتأبّى انزعي لجام الحياء وبوحي فالمجد لمن يحبون لا لمن يسبتون في ألحفة المساء الراكدين مثل بحيرة تطحلب العشب فيها تأسّن ماؤها فلا العصافير تؤمها. ولا عطاشى الظباء *** صنعاء أيتها اللاهبة بالضياء شقي أثواب صمتك أطلقي رياحك تعول في الصحارى توقظ الحجارة الغافية بين الرمال تشعل نايات الرعاة فتصدح بالغناء *** صنعاء أجيبي: لمن ستسقين في الفجر ماءك الزلال ان غادر العشاق ليلك البخيل؟ لمن ستشرعين - متحفك الطبيعي - إن غضب السائحون وسافر الأصدقاء؟ لمن ستفردين جدائلك ان هرمت أصابع الأمهات واعتصمت عن التلاوين والتطاريز؟ لمن ستكتبين الشعر ان صدئت عيون الحالمين وشاخت عواطف العاشقين؟ لمن ستعزفين ألحانك. إذا حجبت النسائم فلا أكُفّ تصفق ولا خصور النساء تميل؟ *** جميلة أنت يا صنعاء لا تخشي على العمر من الذبول فللقلب مساحة للحضور فلا تغلقي أبوابه، لأن القلب يموت ان لم تزأر الريح فيه تفلق سكونه إذا لم يصرخ الموج فيه ويعصف الجنون إذا لم يهدر الرعد يرشه بحبات المطر يموت القلب يا صنعاء إن تزنّر بالدروع ولم يثغ فيه سهم شارد ينزع عنه معاطف الشجر *** خذيني يا صنعاء احتفلي بقدومي اجتثي سنواتك الغاربات مزقي صور النساء توّجيني وحدي مليكة على عرش قلبك خذي رذاذ جسدي رشّيه على صدرك لينبت العشب ويزهر الريحان اعترفي الآن يا صنعاء لا تتركيني على شرفة الوهم قولي أحبك كما يجب أن يكون الحب ألبسيني فصول الأزهار والبحار أصير لك الأيكة المريحة. والمواسم الدافئة *** إيه صنعاء تعب القلب منك من ترحاله من أحلامه من حكاياه المورقات من السّهر تعب القلب من سمائك التي يتلعثم نجمها ويصمت فيها القمر. الأحد 30/5/2004