بعد السماح للمستثمرين العرب والأجانب بامتلاك كامل المشروع السياحي أرضاً وبناء، سارع عدد من المستثمرين إلى إقامة مشاريع سياحية تعد الأولى من نوعها في سورية ستوفر بنية تحتية أساسية من مطاعم وفنادق تحتاجها البلاد. وتسعى سورية منذ سنوات إلى زيادة الاستثمارات السياحية عن طريق قوانين داعمة تقدم إعفاءات وتسهيلات وشروط تعاقد مرنة ونافذة، وقوانين لدخول الرساميل بالقطع الأجنبي وخروجها. ومن المشاريع السياحية المهمة التي تُشاد حالياً مشروع "قرية النخيل" الذي تملكه وتنفذه "مجموعة بن لادن السعودية" في منطقة يعفور الى الغرب من دمشق على مساحة قدرها 43 الف متر مربع وسيكون الأول من نوعه في سورية وهو عبارة عن مجمع سكني متكامل بخدماته وتجهيزاته. ويضم المشروع الذي تبلغ كلفته نحو 800 مليون ليرة سورية 16 مليون دولار أميركي 33 فيلا بنماذج مختلفة مساحة كل منها 500 متر مربع، وفندقاً يضم 30 جناحاً كبيراً وصغيراً إضافة إلى خدمات متكاملة من ملاعب ومسابح وحدائق وسوق تجارية. واعتبر وزير السياحة السوري الدكتور سعدالله اغة القلعة "قرية النخيل" أسلوباً جديداً في الاستثمار السياحي في سورية لأن السائح سيجد فيها مختلف الفعاليات والأنشطة، خصوصاً السياح العرب الذين يأتون على شكل عائلي. ودعا المستثمرين العرب الراغبين في الاستثمار في البنى التحتية الفندقية في سورية بمختلف أشكالها الى أن يتوقفوا عند هذا النموذج الجديد، لافتاً إلى ان الوزارة مستعدة لتقديم كافة التسهيلات التي يحتاجونها وبسرعة كبيرة. وقال المدير العام ل"مجموعة بن لادن" في سورية عمر شورى ل"الحياة": "المشروع هو الأول من نوعه في سورية، ويستهدف السياح الخليجيين في الدرجة الأولى إضافة إلى الطبقة الوسطى في البلاد والوافدين السوريين من دول الاغتراب"، مؤكداً ان أسعار القرية التي سيتم افتتاحها بداية العام المقبل "ستكون منافسة جداً بحيث تستقطب أكبر عدد ممكن من السياح". كما تقوم المجموعة بإنشاء مشروع "منتجع آفاميا السياحي" على الساحل السوري في مدينة اللاذقية بكلفة تصل إلى أكثر من 40 مليون دولار أميركي سيدخل الخدمة بداية العام 2006، وهو عبارة عن فندق أُقيم على جزيرة صغيرة يربطها جسر مع الشاطئ الذي بُنيت عليه شاليهات وفلل صغيرة. ويتألف المشروع، الذي زارته "الحياة" ضمن جولة نظمتها وزارة السياحة أخيراً، من 191 غرفة وجناحاً و46 شاليهاً منها 23 يتألف كل منها من ثلاث غرف نوم و13 من غرفتي نوم وخمسة من أربع غرف نوم إضافة إلى المطاعم والمسابح والملاعب وبعض الفعاليات التجارية. وقال شورى: "ان الهدف من إقامة المجمع هو خدمة مدينة اللاذقية سياحياً، كما يستهدف السياحة الداخلية خصوصاً أبناء الطبقة الوسطى". وأضاف: "المشروع مشترك بين مجموعة بن لادن السعودية بنسبة 80 في المئة وبلدية محافظة اللاذقية التي تملك الباقي، وهو سيوفر نحو 400 فرصة عمل". وتعمل السلطات السورية حالياً للإسراع في إنجاز المشاريع السياحية المرخصة وأغلبها من فئة أربع وخمس نجوم، وتشجيع الاستثمارات في مجال إشادة فنادق نجمتين وثلاث نجوم بعد الزيادة الكبيرة في عدد السياح الوافدين إلى البلاد والذين وصل عددهم خلال الأشهر الخمسة الأولى إلى نحو 900 ألف سائح.