"تحويل الفجوة الرقمية إلى فرصة رقمية: رسالة عمل على تحقيقها رواد الاتصالات وصانعو القرارات... سخّر هؤلاء إمكانات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لإنشاء قرية إلكترونية قوامها المعرفة وركيزتها التنمية البشرية. كما عملوا على إفساح المجال للشعوب العربية للإفادة من منافع ثورة الاتصالات، لبناء المجتمع المعرفي في الألفية الجديدة". بهذه الكلمات الزاهية، وصفت كاتيا الطيَّار، مؤسّسة مجموعة "عربكوم" ومجلة الاتصالات "هايتك" ورئيستهما، اهداف مؤتمر "عربكوم 2004 للاتصالات والمعلوماتية" التي استضافت بيروت دورته السابعة اخيراً. وككل الدورات السابقة، شدد المؤتمر، الذي شهد مشاركة عربية ودولية كثيفة على تنمية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الدول العربية. والحال انه عُقد تحت شعار "تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في خدمة التنمية والشراكة". والمعلوم ان التنمية والشراكة بين القطاعين العام والخاص، هما من الاهداف الثابتة على اجندة الشركات التي تعمل في قطاع التكنولوجيا الرقمية في الشرق الاوسط. وفي خطوة لافتة، تلقى المشاركون دعوة لحضور معرض "هايتك إكسبو 2005" في العراق من 18 حتى 20 كانون الثاني يناير 2005 المقبل. ويتضمن المعرض اكتشاف قطاع المعلوماتية والبث والبناء وخدمات البريد والإلكترونيات والمصارف والأمن. ثورة الوسائط المتعددة "ميلتي ميديا" شارك في المؤتمر، الذي استضافه فندق "موفنبيك"، نحو 540 شخصية عربية وأجنبية من القطاعين الرسمي والخاص. وحضره ممثلون عن جامعة الدول العربية والبنك الدولي ومنظمات اهلية غير حكومية في الولاياتالمتحدة الأميركية والعالم العربي، وأصحاب شركات عالمية واقليمية وعربية، كما حضر ممثلو شركات عالمية في خدمات الاتصالات المتطورة، مثل "بلجاكوم اورانج" و"فرنستلكوم" و"فودافون" و"تلكوم إيطاليا موبيلي" و"ديتيكون" وغيرها. وفي استعادة لتاريخ حديث، جرت الاشارة في المؤتمر الى توافق توصيات "عربكوم 2001" ضمن توجهات القادة والملوك العرب، حينها، في قمة عمان. وظهر ذلك في تبني الجمهورية التونسية الدعوة إلى إنشاء "المنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات". وفي خطوة لاحقة، توافقت الاممالمتحدة والجامعة العربية على احتضان تونس الجزء الثاني من "القمة العالمية حول مجتمع المعلومات"، وذلك في العام 2005. والمعلوم ان هذه القمة تركز جهودها على الحد من الفجوة الرقمية Digital Divide. وفي سياق مشابه، طالبت الطيّار الدول العربية بمواكبة "ثورة الوسائط الاعلامية المتعددة" اي "ملتيميديا" MultiMedia ووضع التشريعات لتحرير قطاع الاتصالات. وشددت على تثمين دور مشغلي قطاع الخلوي في إدخال خدمات الجيل الثالث في المنطقة العربية. وطالبت بتسريع عملية اعتماد الشبكات العريضة النطاق broadband في خطوط الانترنت عربياً، باعتبار انها توفر السرعة العالية في نقل البيانات والمعلومات والصور. وتوقعت ان تنتهي هذه العملية مع حلول العام 2007. تونس وأهداف الألفية للتنمية استعرض المؤتمر تجربة تطوير قطاع الاتصالات والمعلوماتية في تونس، التي سعت الى تسخير إمكاناتها للنهوض بأهداف التنمية الواردة في إعلان الألفية، وخصوصاً اجتثاث الفقر والجوع، وتعميم التعليم للجميع، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتعزيز وضع المرأة، والعمل على إقامة شراكات لإرساء الرخاء والسلم في العالم. وضعت تونس استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى دعم البنية الالكترونية التحتية، عبر تثبيت شبكة متكاملة من الطرق السيارة للمعلومات. الى جانب وضع الإطار القانوني الملائم وتوفير حلول تأمينية وطنية تضمن سلامة الشبكات واستمرارية الحركة التواصلية عبرها، فضلاً عن انتهاج سياسة متكاملة لنشر الثقافة الرقمية، تضمن فيها انخراطها بكفاية في منظومة الاقتصاد الرقمي. من جهة أخرى، أعلن الشيخ علي بن خليفة بن سلمان آل خليفة وزير المواصلات في مملكة البحرين، خلال المؤتمر، تحرير قطاع الاتصالات بالكامل في مطلع تموز يوليو الجاري. وبذلك تكون مملكة البحرين أول دولة عربية تحرر قطاع الاتصالات، على غرار الدول المتقدمة. والحال ان المملكة اصدرت القانون رقم 48 في العام 2002 لفتح باب المنافسة أمام قطاع الاتصالات، مما جذب استثمارات القطاع الخاص. وشجع الامر شركة اتصالات البحرين "بتلكو" على توظيف رأسمال ضخم لتطوير خدماتها من الناحية التكنولوجية. ومن ناحية ثانية، تعمل الحكومة على تقديم خدمة التعليم الإلكتروني وتحويل الكتب المدرسية إلى كتب إلكترونية وما الى ذلك. وكذلك وضعت خطة وطنية لتنفيذ مشروع "البطاقة الذكية المتعددة الاستعمالات"، كأن تستخدم في الدخول الى معلومات السجل الصحي الالكتروني، واتمام المعاملات المؤتمتة في دوائر الهجرة والجوازات، ورخص القيادة، والمحفظة المالية الإلكترونية، والسجل التعليمي، والمعاملات المصرفية وغيرها. معرض لشركات الاتصالات المتطورة تخلل "عربكوم" معرض قدمت فيه الشركات العالمية والعربية المتخصصة، مجموعة من الحلول والتطبيقات والأنظمة والمعدات الالكترونية، التي تعتبر من احدث ما انتج عالمياً في الاتصالات المتطورة. ولوحظ حضور خاص للاجهزة اللاسلكية المتخصصة في الاتصالات الفضائية. وتتجاوب هذه الاجهزة مع اهتمامات القطاعين العسكري والأمني. كما عرضت حلول الفوترة والخدمة المضافة للزبائن، والتطبيقات الترفيهية عبر الهاتف الخلوي، وأجهزة البلوتوث Bluetooth. ومن البديهي ان النوع الجديد من الشبكات الرقمية، الذي يعمل عبر الاتصال اللاسلكي مع الانترنت باستخدام تقنيات "واي فاي" Wi-Fi و"واي ماكس"، حاز حضوراً خاصاً، ونال حصته من المداولات بين الشركات والمستثمرين وممثلي الحكومات في العالم العربي. وتتميز شبكات "واي فاي" بامكان وصولها الى مناطق نائية لا تتوافر فيها البنى التقليدية من الاتصالات، مثل الهواتف العادية وبدالاتها، مما قد يُشكل حلاً تكنولوجياً لعزلة هذه المناطق عن المراكز الحضرية، ومما يعجل من مسار التنمية فيها. وتبقى الامكانات العملية لتحقيق هذه الحلول اللاسلكية "الساحرة" رهناً بأمور عدة، تبدأ بالاسعار ولا تنتهي بتوافر الارادة السياسية المناسبة. وعرض جناح شركة "إيريديوم"Iridium ، التي تنتج هواتف فضائية محمولة، نوعاً جديداً منها يتميز بصغر الحجم وخفة الوزن ومقاومة المياه والغبار والصدمات. والمعلوم ان بث الهواتف الفضائية يغطي المناطق النائية مثل البحار والطرق الجوية والمناطق القطبية. وقدمت شركة "ميداس" Midas تقنيات اتصال تتعلق بانشاء شبكات تتلاءم مع معطيات المجتمعات القروية، وبطريقة تضمن ربط هذه المجتمعات بالشبكات المحلية والاقليمية والدولية. وتعتبر الشركة هذه الحلول جزءاً اساسياً من اسهامها بسد "الفجوة الرقمية" بين الريف والمدينة. وعملت شركة "في تي سي"VTC على ابراز انموذجها في "البطاقة الذكية المتعددة الاستعمالات" Versatile Card Technology، والتي اشتُق منها اسم الشركة اصلاً. وعرضت شركة "جبرا" سماعة اتصال لاسلكية مع الهاتف الخلوي، ما يحرر المستخدم من اسر استخدام السماعة المتصلة سلكياً مع الهاتف النقال. وخرجت شركة "نيتبيا" netpia من دائرة قيود اللغة. واستطاعت أن تردم الهوة الرقمية، على صعيد اللغة على الاقل. فلم يعد ضرورياً أن تستخدم اللغة الإنكليزية لتبحث عن معلومات في الإنترنت. كل ما عليك فعله هو إدخال كلمة من لغتك الأم، اياً كانت، فتظهر أمامك المعلومات التي أردتها في لغتك. لمزيد من المعلومات، يمكن الرجوع الى موقع www.netpia.com