عكست حملة التحقيقات الواسعة التي نفذتها شرطة الاتحاد الأوروبي وأجهزتها الاستخباراتية وشملت أنحاء أوروبا، البعد الدولي لتفجيرات قطارات مدريد في 11 آذار مارس الماضي، وذلك من خلال اعتقال المغربي ربيع عثمان السيد أحمد الملقب ب"محمد المصري" المشتبه بتورطه المباشر في الاعتداءات في مدينة ميلانو الإيطالية أمس. واكتشفت الشرطة الإسبانية مطلع نيسان أبريل الماضي، علاقة أشخاص يعيشون في الخارج بتنظيم عمليات "قطارات الموت" بعدما عثرت على مستندات ووثائق مهمة تعاملت معها بحذر من أجل التعرف إلى هوية أكبر عدد ممكن من المتورطين وكشف اعتداءات أخرى محتملة. وجاءت اعتقالات أمس، تتويجاً لتنسيق مجموعة من المحققين الإسبان لسلسلة من التحريات الميدانية في إيطاليا تضمنت التنصّت على المكالمات الهاتفية واستندت إلى تحليلات سابقة للاتصالات التي أجراها أعضاء خلية مدريد مع زملائهم المقيمين خارج إسبانيا. وتحرك المحققون الإسبان والايطاليون تحت ضغط احتمال انكشاف تحرياتهم، واعتقلوا "محمد المصري"، قبل أن يصدر قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية خوان دل أولمو طلباً لاسترداده لمحاكمته في مدريد بتهم تشمل إلى تورطه بالتفجيرات والتي يرى المحققون أنه أحد أكبر مخططيها، تنفيذه أربع عمليات أخرى ألحقت أضراراً مادية والانتماء إلى تنظيم "القاعدة". وتستند التهم إلى نتائج التحقيقات التي أشارت إلى أن "محمد المصري" هو أحد زعماء خلية إرهابية مغربية ضمن الجماعة السلفية للقتال المتورطة أيضاً بتفجيرات الدار البيضاء 2003، والتي انضم إليها عدد من المعتقلين السوريين والمغاربة والذين شاركوا في التفجيرات. وكشفت التحقيقات أيضاً علاقته الوطيدة مع الانتحاري سرحان فخيت "التونسي" والمغربي الفار عامر عزيزي الذي تعتبره أجهزة الأمن أكبر مسؤول عسكري ل"القاعدة" في أوروبا. وكان "محمد المصري" مكث فترة غير قليلة في إسبانيا، وغادرها مطلع العام الحالي إلى فرنسا ومنها إلى إيطاليا حيث يرجح أنه تولى مهمة التنسيق بين مختلف الخلايا التي تنشط في دول الاتحاد الأوروبي. وأكدت التحريات زيارته المنزل الذي حضرت فيه حقائب المتفجرات في ضواحي مدريد. وشملت الاعتقالات في إيطاليا أيضاً فلسطيني يدعى يحيى بيومي ومغربي لم تكشف هويته امتلك المنزل الذي مكث "محمد المصري" فيه، والذي يحتمل عدم علمه بنشاطات مواطنه. توقيف متطرفين في بلجيكا وفي بلجيكا، اعتقل 15 من بينهم مغربي وأردني وفلسطيني ومصري في حملة استندت إلى تحقيقات شاركت شرطة إسبانيا وألمانيا وإيطالياوفرنسا والمعلومات المتوافرة لديها في شأن تحركات مجموعات متطرفة في اتجاه البرتغال التي تستضيف بدءاً من السبت المقبل بطولة كأس الأمم الاوروبية. في غضون ذلك، أشاد مسؤول السياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بأهمية التعاون الأمني بين دول الاتحاد الأوروبي "والذي يقطع الطريق نهائياً وقوع عمليات إرهابية". تجميد أموال الإرهاب وفي النمسا، أعلن جيمي غورولي وزير الخزانة الأميركي السابق في محاضرة ألقاها أن الولاياتالمتحدة جمدت في الأعوام الثلاثة الأخيرة 140 مليون دولار من الأموال المشبوهة بمساندة نشاطات الإرهاب، وجمدت حسابات نحو 368 فرداً وشركة ومنظمة منها 23 خيرية. واعترف غورولي بأن تنظيم "القاعدة" لا يزال يملك موارد مالية كافية لشن هجمات ممثاتلة ل11 أيلول سبتمبر 2001 والتي راوحت تكلفتها بحسب قوله بين 300 و500 ألف دولار. وفي الدنمارك، اعترف وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر بأن مواطناً يدعى سليمان حاج عبد الرحمن سجن سابقاً في أفغانستان وقاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا أبلغه تعرضه إلى معاملة سيئة في السجن.