اتفقت مصر وإسرائيل خلال محادثات وزير الخارجية سلفان شالوم مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة امس، على تشكيل لجنة تعاون لمناقشة القضايا الامنية والسياسية، فيما اقترب الجانبان كثيراً من الاتفاق على "تحريك" معاهدة كامب ديفيد لتفادي "تعديلها" بما يسمح بنشر أكثر من مئة جندي على الحدود قرب رفح. واكد شالوم انه لم يسمع من مبارك انتقادات للتعديلات التي اقرتها الحكومة الاسرائيلية في شأن "خطة الفصل"، بل ابدى اهتماماً بتفاصيلها وبالجدول الزمني لتنفيذها. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر في حاشية شالوم ان مصر اعربت عن مخاوفها من تسلل عناصر من تنظيم "القاعدة" الى غزة بعد الانسحاب منه او سيطرة "حماس" عليه. وافادت اذاعة الجيش ان شالوم توقع استقبالا اكثر حفاوة في مصر من قبيل اعادة السفير المصري الى تل ابيب. استقبل الرئيس حسني مبارك وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم في القاهرة امس، بعد يوم واحد من موافقة الحكومة الاسرائيلية على خطة الانسحاب المرحلي من غزة. وعرض شالوم خلال اللقاء تفاصيل الخطة وردود الفعل على المبادرة المصرية الخاصة باستئناف المفاوضات وتدريب اجهزة الامن الفلسطينية. وكان شالوم اجرى محادثات مع المستشار السياسي للرئيس المصري اسامة الباز الذي شدد على أهمية "أن تكون صيغة تحقيق الامن والاستقرار في غزة مقبولة لمصر" لانها "الطرف الذي يتطوع لمصلحة السلام وليس للاساءة اليه" كما يدعي بعض المسؤولين الاسرائيليين. واضاف أن ذلك يجب ان يحظى ليس فقط بقبول اسرائيلي وفلسطيني بل ايضا "بحماسهما" للدور المصري على اعتبار انه "واجب ولازم وضروري، اذ يكفي أنها تتطوع لعمل شيء ليست مجبرة على فعله". واعرب الباز عن تطلعه لان تستمر اسرائيل في التحرك واتخاذ خطوات اضافية للسير في الاتجاه الصحيح على طريق تنفيذ "خريطة الطريق". وقال إن مصر واسرائيل اتفقتا على تشكيل لجنة للتعاون "لأن من المهم في هذه الفترة الحفاظ على الاتصال المستمر للبحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك... ولايجاد تفاهم بهدف انقاذ السلام". وعن وضع عرفات المستقبلي وسبل التعامل معه، رد شالوم بأن اسرائيل "تعلم أن مصر تتعامل مع الجانب الفلسطيني والسلطة وسيكون من المفيد نجاح الجهود المصرية". وعما إذا كانت مصر تلقت إجابات من اسرائيل على المبادرة المصرية، قال الباز: "إن هذه الامور تناقش حالياً... ونرجو أن تسير الامور في الاتجاه الصحيح لأن هذا متطلب اساسي لعملية السلام على المسار الفلسطيني". وبالنسبة الى استعداد مصر للموافقة على اجراء استفتاء على كل مرحلة من مراحل الانسحاب الاسرائيلي، قال الباز: "هناك إلتزامات اسرائيلية نصت عليها خريطة الطريق، وهي الوثيقة التي أقرها الجميع". واضاف ان اي خطوات اسرائيلية سيتم الحكم عليها من خلال تطابقها مع "خريطة الطريق". لا تعديل لاتفاف كمب ديفيد وقال الباز رداً على سؤال عما تردد عن اقتراح اسرائيل ادخال تعديلات على الملاحق الخاصة بمعاهدة السلام المصرية - الاسرائيلية: "إن احداً لم يطلب تعديل اتفاق السلام بل على العكس، فإن اي ترتيبات يمكن تنفيذها من دون أي تعديلات". من جانبه، قال شالوم: "إننا نتحدث منذ أشهر عن سبل اعطاء مصر امكان ايجاد قوات اضافية في رفح المصرية لوقف اعمال تهريب السلاح على الحدود عبر الانفاق، ونحن الآن قريبون جداً من تحقيق تفاهم مع مصر يسمح لها بنشر اكثر من مئة جندي على الجانب المصري من الحدود". وشدد على أهمية إيجاد صيغة تسمح للطرفين باجراء ذلك من دون الحاجة الى اي تعديل في معاهدة السلام. وعلق الباز قائلاً: "إن الفكرة ليست مجرد أن تقوم مصر بعمل معين لحساب اسرائيل على الحدود" او "زيادة عدد القوات المصرية هناك"، مضيفاً ان "مصر لا تريد تعديل الاتفاق"، كما ان "المسألة لا تتعلق بالتهريب" بل "بالحفاظ على الامن وعدم الإخلال به لأن كثيراً من المواد التي يحصل عليها الفلسطينيون وغيرهم لا تصل اليهم عن طريق الحدود المصرية". ورداً على سؤال عن استعداد اسرائيل للانسحاب من ممر فيلادلفي، اجاب شالوم: "لقد اتخذنا قراراً مهماً... لكننا ما زلنا ننظر في الطرق لانهاء الترتيبات في وقت قصير". الباز: لا مواقف خلافية مع عرفات ورداً على سؤال هل تلقت مصر اي رد ايجابي من الجانب الفلسطيني على المبادرة المصرية، قال الباز إن "رد الفعل الفلسطيني كان ايجابياً"، مشيراً إلى أن الفلسطينيين ليس لديهم أي تحفظ في هذا الشأن وإذا كانت هناك مسائل فنية فيمكن حلها ببساطة"، مؤكداً عدم وجود أي مواقف خلافية بين الرئيس عرفات وغيره في هذا الشأن. ورداً على سؤال هل مطلوب قوات دولية لحفظ السلام في غزة وتنفيذ الاتفاقات، قال شالوم: "إننا نعمل مع مصر بشكل متواصل لتحقيق الاستقرار والنظام في غزة خلال خطة الانسحاب وما بعدها وأعتقد أننا نحقق تقدماً كبيراً". وأضاف: "نحن سعداء للغاية بأن مصر قررت أن تلعب دوراً رئيسياً في هذه العملية، ولقد قلت أكثر من مرة العام الماضي إن مصر اتخذت قراراً استراتيجياً بأن تكون لها علاقات أفضل مع إسرائيل وأن تلعب دوراً محورياً في المنطقة". استقبال من دون "حفاوة" وافادت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان شالوم توقع استقبالاً اكثر حفاوة، "لكن مصر لم تخرج عن طورها لترحب بقرار الحكومة"، ما يؤكد تحفظها عن التعديلات التي أُدخلت على "خطة الفصل". واضافت ان الباز "لم يسهم في خلق اجواء ايجابية" برفضه اعادة السفير المصري الى تل ابيب وبتهجمه على مسؤولين اسرائيليين انتقدوا دور مصر. مصير الجاسوس عزام عزام ونفى شالوم الانباء عن احتمال افراج مصر عن الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام في اطار صفقة تطلق اسرائيل من خلالها عميد الاسرى اللبنانيين في سجونها سمير القنطار، وقال ان قضية عزام غير مرتبطة بأي صفقة وان اسرائيل تواصل جهودها لاطلاقه و"تفضل ان يبقى الامر في قنوات هادئة لا بد ان تثمر". وقال ديبلوماسيون ان مصر تربط بين الافراج عن عزام وخطوات اسرائيلية منها تحسين معاملة الفلسطينيين.