شهد العراق في اليوم الثاني لتسلم السلطة والغاء سلطة الاحتلال مزيداً من أعمال العنف فيما استنفرت في بغداد والمدن الاخرى قوات الشرطة والدفاع الوطني. وأفاد بيان عسكري اميركي ان ثلاثة عناصر من مشاة البحرية الاميركية مارينز قتلوا وجرح اثنان اخران أمس، بانفجار عبوة لدى مرور قافلتهم في بغداد. وأوضح البيان ان "ثلاثة عناصر من المارينز قتلوا وجرح اثنان اخران عندما استهدفت قافلتهم بانفجار عبوة ناسفة في شرق بغداد". وبمقتل الثلاثة يرتفع الى 632 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في هجمات منذ مطلع الحرب في اذار مارس 2003 وفق حصيلة وضعت استنادا الى ارقام وزارة الدفاع الاميركية. وفي لندن، اعلنت وزارة الخارجية البريطانية أمس، ان بريطانياً كان يعمل في شركة اميركية امنية قتل في 24 حزيران يونيو في الموصل بشمال العراق. وكان جوليان ديفيس 39 عاماً يعمل لحساب شركة "غلوبال ريسك ستراتيجيز" التي تستخدم ألف شخص في شمال العراق. وقتل 17 من البريطانيين منذ الاول من أيار مايو 2003. تعزيز وجود الشرطة وعززت الشرطة العراقية وجودها أمس في شوارع بغداد غداة نقل السلطة من الائتلاف الى حكومة عراقية موقتة. وانتشر رجال الشرطة بأعداد كبيرة عند مفترقات الطرق الرئيسية واقاموا حواجز عند مداخل المدينة الرئيسية حيث اوقفوا السيارات واستجوبوا السائقين وفتشوا بعضها. وعبر غالبية عناصر الشرطة ردا على اسئلة وكالة "فرانس برس" عن ارتياحهم للاضطلاع بدور اكبر في الحفاظ على الامن، لكنهم اعربوا عن خشيتهم من ازدياد عدد الهجمات التي تستهدفهم. وفي حي الكاظمية الذي تسكنه غالبية شيعية في شمال العاصمة نشر نصف عدد الشرطة تقريبا في الشارع بموجب اجراءات مطبقة منذ ثلاثة ايام وفق الضابط احمد محمود. وقال الضابط عند احد الحواجز "نريد السيطرة على الوضع الامني وتجنب وقوع اعتداءات ارهابية". وفي حي الشعلة اعرب عناصر من الشرطة عن خشيتهم من المخاطر الاضافية المترتبة على انتشارهم الواسع. مقتل مهاجمين وشرطي وأكد مسؤول في وزارة الداخلية العراقية مقتل اثنين من المهاجمين في هجوم استهدف مركز شرطة الاعظمية وسط العاصمة العراقيةبغداد. وقال العقيد عدنان عبدالرحمن مسؤول العلاقات في الوزارة "تعرض مركز شرطة الاعظمية الى هجوم مسلح من مجموعة يقدر عددها بأكثر من عشرين مسلحاً يحملون قاذفات "آر بي جي" ورشاشات. وتصدت عناصر الشرطة للهجوم الذي استمر نحو الساعة، وتدخلت قوات التحالف للإسناد". واوضح ان "الهجوم ادى الى مقتل اثنين من المهاجمين ولاذ الباقون بالفرار". واعلن المسؤول العراقي ايضا ان "مديرية شرطة المحمودية تعرضت لهجوم نفذه نحو اربعين مسلحاً يحملون الأسلحة الرشاشة وقاذفات آر بي جي". واضاف ان "رجال الشرطة في المديرية وعددهم نحو 25 شخصا ردوا على الهجوم واستمرت المواجهة حوالي نصف الساعة". وأوضح ان "تبادل اطلاق النار ادى الى مقتل احد رجال الشرطة وجرح ثانً واحتراق سيارتين مدنية واخرى عائدة للشرطة. ودوت في المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية صباح أمس، اربعة انفجارات ولم يعلن الناطق العسكري الاميركي ما اذا كان هذا الهجوم الذي يعتقد انه ناجم عن اطلاق قذائف هاون الحق خسائر. وتضم المنطقة القصر الجمهوري الذي قررت واشنطن اتخاذه مقرا مؤقتا لسفارتها في بغداد وكذلك مقر قيادة قوات الاحتلال وهي تتعرض لهجمات بقذائف الهاون بشكل شبه يومي. وفي تطور آخر، توقع أحمد الخفجي رئيس "قوات الدعم" وهي جهاز أمني مكلف حماية منشآت النفط أمس، استمرار الهجمات على البنية التحتية لصناعة النفط العراقية ما لم تتعاون الدول المجاورة لوقف تسلل الاجانب المسؤولين عن الهجمات. وقال الخفجي إن "التقدم في وقف الهجمات سيكون بطيئا. وانا أحض جيراننا على المساعدة في منع تسلل العدو. البلاد تحترق والشعب العراقي لن ينسى اولئك الذين يساعدوننا". وفي الرمادي، قال مصدر أمني أمس، ان ناقلة جنود أميركية دمرت في هجوم وقع صباحاً في وسط مدينة الرمادي. وأضاف مفوض الشرطة مثنى عبد العزيز أن دورية أميركية "حضرت لتسلم واجبها" فوق سطح مبنى يحوي مكتبة الرمادي في وسط المدينة لكنها تعرضت لهجوم بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية ما أسفر عن تدمير ناقلة أشخاص من نوع "هامر". وأضاف ان الجنود ردوا بإطلاق النار ما أسفر عن إحراق سيارة مدنية وإصابة سائقها. وقال شهود ان سائق شاحنة قتل في هجوم وقع أمس، في منطقة اللطيفية الواقعة إلى الجنوب من العاصمة العراقيةبغداد. وأضافوا ان مجموعة مسلحة أوقفت الشاحنة التي كانت تحمل منزلا متنقلا وأمطروها بوابل من الرصاص فقتل سائقها ثم أحرقواالسيارة والمنزل المتنقل. وأعرب الشهود عن اعتقادهم ان السائق يعمل مع القوات الاميركية. وفي كركوك، قال اللواء شاكر حكيم قائد قوات شرطة محافظة كركوك ان مدير مركز شرطة ازادي العقيد احمد محمد اصيب أمس، بجروح طفيفة في محاولة لاغتياله قتل فيها سائقه وجرح اثنان من حراسه الشخصيين. وقال حكيم ان "عبوة ناسفة انفجرت امام منزل مدير مركز الشرطة عند مغادرته منزله متوجها الى مكان عمله". والعقيد احمد محمد عضو في الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني.