أكدت مصادر كردية ل"الحياة" ان الجهاز الأمني التابع ل"الحزب الديموقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني تمكن ليل أول من أمس من ضبط سيارة مفخخة كان سائقها بصدد تفجيرها في مدينة اربيل بالتزامن مع تفجيرات مدينة الموصل تبعد نحو 90 كيلومتراً. وأشارت الى ان الحزب "الديموقراطي" وبعد تحقيقات سريعة مع سائق السيارة، اعتقل مجموعة من العناصر كانت تنسق معه. وشهدت اربيل ومدن الشمال العراقي عموماً اجراءات امنية واسعة استباقاً لأي محاولة تفجير في الفترة التي تسبق آخر حزيران يونيو الجاري، موعد تسلم العراقيين السلطة. وأكدت مصادر الحزبين الكرديين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي أن لدى جهازيهما الأمنيين معلومات أكيدة تؤكد ان جهات إسلامية متطرفة بصدد التحضير لأعمال عسكرية واسعة في شمال العراق، تحديداً في مدينة الموصل. وأكدت هذه المصادر ان امتلاكها هذه المعلومات يعود الى ما قبل تفجيرات الموصل أول من أمس، وأنها كانت أبلغت الأميركيين والشرطة العراقية أن جماعات "انصار الاسلام" و"الجهاد" تعدّ لأعمال عسكرية واسعة في مدينة الموصل. ورأت المصادر ان عدم قدرة الأميركيين على التعامل مع هذه المعلومات يعود الى طبيعة التمركز الاميركي في المدينة. إذ يصعب على جيش غريب ان يتمكن من مطابقة معلومات ميدانية على تحركات مجموعات يجهل طبيعة علاقتها بالسكان وبالمنطقة التي تنتشر فيها. أما الشرطة فيعوزها في الموصل الكثير من الانسجام والتنسيق كي تتمكن من السيطرة على مدينة تعتبر تاريخياً احد معاقل الاسلاميين العراقيين، سواء العرب منهم أو الأكراد. ويبدو ان هاجس تسلل الجماعات "المتطرفة" من مدينتي الموصل وكركوك الى المدن الكردية في شمال العراق، يطغى الآن على هموم السلطات الكردية، إذ أقام الحزبان الكرديان عشرات من الحواجز على مداخل السليمانية وأربيل. واخضِع العابرون الى صنوف من التفتيش والتدقيق. وأشارت مصادر الحزبين الى ضبط عدد من الإسلاميين المتشددين اثناء توجههم من مدينة الموصل الى السليمانية وأربيل، ولفتت إلى ان سر نجاح الأجهزة الأمنية الكردية في منع وصول السيارات المفخخة الى مناطقها، يعود في شكل اساسي الى التعاون الذي يبديه السكان الأكراد معها. وقال مسؤول في السليمانية ان مخاوف السكان من عمليات التفجير تحولت الى قناة رئيسية لمنع هذه الأعمال. وباشرت الأحزاب الكردية اجراءات أخرى لمنع تسلل السيارات المفخخة، فالحواجز على الطرق قد تكون غير كافية في مناطق واسعة ومتداخلة. وفي هذا الصدد علمت "الحياة" ان حزب بارزاني باشر حفر خنادق ونفق حول مدينة أربيل من جهة الغرب والجنوب حيث مدينتا الموصل وكركوك، كما كثفت الأجهزة الأمنية الكردية عملها في هاتين المدينتين للحصول على المعلومات قبل تحرك هذه المجموعات الى المدن الكردية. ويبدو ان الاحزاب الكردية استفادت من معلومات قدمها إليها عدد من معتقلي "أنصار الاسلام"، تؤكد تحول مدينة الموصل الى نقطة انطلاق لعدد من العمليات العسكرية لجماعة "أنصار الاسلام". وهذه المدينة صارت مركزاً لعدد من "أمراء" هذه الجماعة، الأكراد أو العرب. وأشارت المصادر إلى ان القوات الأميركية اعتقلت أخيراً أحد "الأمراء" الأساسيين ل"أنصار الاسلام" في الموصل، واسمه آسيو هوليري من مدينة اربيل وتلاحق اليوم "أميراً" آخر يمت بصلة قرابة للملا كريكار مؤسس "أنصار الإسلام".