شكّل إعلان طلاق البليونيرة الإنكليزية جميمة غولدسميث ونجم الكريكيت والسياسي الباكستاني عمران خان، حدثاً لا يقل أهمية عن إعلان زواجهما قبل تسع سنوات. لاسيما أن هذا الثنائي مثل في عيون الكثيرين، رمزاً للسعادة الزوجيّة التي لم تتحقق بين صديقتها الراحلة الليدي ديانا والجراح الباكستاني الشهير حسنت خان. ناشطة اشتراكية اعتنقت الإسلام قبل زواجها. ويذكّر إعلان طلاقها بعمود كتبته جميمة في صحيفة "تيليغراف" اللندنية عام 1995، قالت فيه إن "اعتناق الإسلام لم يكن قراراً متسرعاً لساذجة في ال21 من العمر"، مؤكدة أن خيارها جاء نتيجة "إدراك للكون ولحقيقة أزلية هي الإسلام". وجميمة من مواليد لندن عام 1974، فتاة ذكية وخيالة ممتازة، توقع الكثيرون لهذه الحسناء أن تتحول بطلة فروسية، إلا أنها فضلت على ذلك الالتحاق بجامعة بريستول لدراسة اللغة الإنكليزية. وجميمة ابنة البليونيرالسير جيمس غولدسميث والليدي آنابيل فان تمبست ستيوارت اللذين تزوجا بعد عامين من ولادتها. التقت نجم الكريكيت خريج اكسفورد البالغ من العمر حينها 42 عاماً، وهي على مقاعد الدراسة. كان ذلك عام 1995. وكان الزفاف في أيار مايو من العام نفسه، في مراسم استغرقت دقيقتين بلغة الأوردو في باريس، تبعها زواج مدني في دائرة القيد في ريتشموند. وأبرز ما ميّز حفلة الاستقبال التي تلت الزفاف، الدعوة التي وجّهتها العروس إلى ضيوفها، طالبة منهم تقديم التبرعات لمستشفى شوكت خانوم جدة العريس لعلاج السرطان في لاهور. وغادر الثنائي بعد ذلك مباشرة إلى باكستان حيث كان عمران يستعد لخوض غمار السياسة ورئاسة حزب "حركة العدالة". من لاهور إلى بيشاور فإسلام آباد، أتقنت لغة الأوردو وبرز نضجها السياسي مع بلوغها سن السابعة والعشرين. شاركت في حملات زوجها الانتخابية وفي حملات القضاء على الأمية، لتبدأ باستخدام كلمات أكثر تعبيراً عن آرائها الإصلاحية والتقدمية. وراحت تطالب بحق المرأة الباكستانية في التصويت ومشاركة الرجل المعترك السياسي، فاتهمت بمحاولة "تهريب" الآثار، مما جعلها تفرض على نفسها منفى اختيارياً في لندن لعام كامل، ولم تعد حتى أسقطت حكومة نواز شريف التهم عنها. نشاطات انسانيّة نشاطاتها الانسانية جعلتها تسلب بعض الضوء من الأميرة الراحلة ديانا. أما آراؤها في القضية الفلسطينية، فقد جعلت والدها المحامي لأكثر من ثلاثين عاماً يتهمها بعدم تفهمها "ما يعني أن تكوني من أسرة غولدسميث". ورثت عن والدها براعته في التجارة، وطرحت منتجات كاتشاب في الأسواق قبل أن تفتتح دارها الخاصة لتصميم الأزياء، ذهب ريعها لمستشفى شوكت خانوم. غير أن المصاعب الاقتصادية جعلتها تقفل الدار عام 2001. حازت عام 2001 جائزة "بيبول" لأكثر النساء أناقة، وعينت في الفترة عينها سفيرة لدى اليونيسيف للنيات الحسنة، فعرفها الكثير من مخيمات اللاجئين لا سيما في أفغانستانوباكستان وبنغلادش. قررت أخيراً استكمال دراستها في لندن، لتطاردها ووالد طفليها سليمان وقاسم الإشاعات طوال اشهر، حتى صحت التوقعات قبل أيام قليلة بصدور بيان عن حزب "حركة العدالة" الذي يتزعمه خان، قال إن الانفصال تم باتفاق الطرفين وانه "أمر محزن جداً لكلينا". وشرح خان ان اسباب الطلاق هي التزامه بالتواجد في باكستان حيث مستقبله السياسي بينما وجدت زوجته التي تنتمي الى الطبقات الانكليزية الراقية صعوبة في التأقلم مع الحياة في بلاد زوجها.