تدرك فرنسا حاملة اللقب عندما تواجه اليونان اليوم الجمعة في لشبونة في الدور ربع النهائي من بطولة أمم أوروبا 2004 أن الاستهانة بالخصم قد يكلف غالياً وقد دفعت منتخبات كثيرة ثمنه في هذه البطولة حتى الآن. ومنطقياً كان يتوجب على البرتغال الدولة المضيفة وإسبانيا المرشحة للمنافسة على اللقب الفوز بسهولة على اليونان، لكن الأولى خسرت أمامها 1-2 في المباراة الافتتاحية، في حين سقطت الثانية التي تضم أفضل نجوم الدوري المحلي وعلى رأسهم المهاجم راؤول غونزاليز في فخ التعادل الإيجابي 1-1 مع اليونان وكان ذلك سبباً كبيراً في خروجها من الدور الأول. ونجح المنتخب اليوناني بفضل حنكة مدربه الألماني أوتو ريهاغل الملقب ب"الملك أوتو" أن يشكل عقبة في مواجهة المنتخبات العريقة لأنه غالباً ما يزج بعدد كبير من اللاعبين في خط الوسط لمضايقة المنتخب المنافس وتصعيب مهمته في الوصول إلى المرمى، وقد نجحت خطته حتى الآن وقاد فريقه إلى بلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه في بطولة كبرى. كما أن المنتخب اليوناني يملك مهاجمين سريعين يجيدون شن الهجمات المرتدة وقد بدا ذلك واضحاً خصوصاً أمام البرتغال. وبغض النظر عن نتيجة اليونان ضد فرنسا فإن لاعبيها سيستقبلون استقبال الأبطال لدى عودتهم إلى أثينا، لكنهم يريدون أن يحققوا إنجازاً آخر يتمثل بإخراج فرنسا حاملة اللقب على الرغم أن المهمة تبدو صعبة لكنها ليست مستحيلة قياساً على ما حققوه حتى الآن في البطولة خصوصاً أن فرنسا لم تظهر بمستواها المعهود. ولا شك أن إعلان وزير الرياضة اليوناني يورغوس أورفانوس أول من أمس الأربعاء أنه خصص جائزة مقدارها مليون يورو مكافأة على تأهل المنتخب إلى ربع النهائي سيزيد من حماس اللاعبين وعطائهم داخل الملعب. وستضاف المكافأة إلى مكافأة مالية بقيمة 2.42 مليون يورو كان الاتحاد اليوناني وعد بتسليمها في حال التأهل إلى ربع النهائي. وحاول ريهاغل الصارم في تعامله مع لاعبيه أن يخفف الضغوط عنهم قبل المواجهة مع فرنسا وقال: "لقد حققنا الهدف الذي جئنا من أجله وهو بلوغ الدور ربع النهائي، وسنلعب الآن من أجل المتعة". ويحوم الشك حول مشاركة لاعب الوسط ستيليانوس جياناكوبولوس الذي يعاني من تقلص في ربلة الساق، لكن زميله جيورجيوس كاراغونيس سيعود إلى صفوف الفريق بعد غيابه في المباراة الأخيرة ضد روسيا بسبب الإيقاف. في المقابل قد يغيب عن صفوف فرنسا لاعب وسطها الفعال باتريك فييرا الذي غاب عن التدريبات لإصابته بتقلص عضلي جراء الإرهاق الشديد. والأمر الجيد أن هداف أرسنال الإنكليزي تييري هنري استعاد فعاليته أمام المرمى وسجل ثنائية في مرمى سويسرا علماً بأنه صام عن التسجيل دولياً منذ أن هز شباك ألمانيا في تشرين الثاني نوفمبر الماضي في مباراة انتهت بفوز منتخب بلاده بثلاثة أهداف نظيفة. واعترف سانتيني بأن على فريقه أن يلعب بطريقة أفضل إذا أراد إزاحة اليونان من طريقه وقال: "لا شك في أننا واجهنا بعض الصعوبات في الدور الأول ويجب أن نحسن أشياء كثيرة في أدائنا وأنا واثق من قدرتنا على القيام بذلك، يجب أن يكون تركيزنا عالياً جداً أمام اليونان التي لم ننتظر أن نواجهها في هذا الدور لكن ذلك لا يعني أن المباراة ستكون سهلة بل على العكس".