مثل الرئيس الأميركي جورج بوش أمس أمام المدعي العام باتريك فيتزجيرالد في القضية المتعلقة بقضية تسريب اسم عميلة وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي فاليري بلايم، والتي اتهم فيها كبار المسؤولين في البيت الأبيض، في وقت تتصاعد الانتقادات من داخل ال "سي آي اي" ضد الادارة وسلوكها في الحرب على الارهاب. ويعتبر الكشف عن هوية العميلة بلايم جريمة فيديرالية. اذ يتهم زوجها السفير السابق في النيجر جوزف ويلسون مساعدي نائب الرئيس ديك تشيني بالضلوع في التسريب، وهو يسمي تحديداً لويس ليبي الملقب ب "سكوتر" وجون هانا، اضافة الى كارل روف "الساعد الأيمن" للرئيس بوش. ويشير ويلسون في كتابه "سياسة الحقيقة" الى أن أعضاء من الادارة أرادوا الانتقام منه بعد إبطال حججهم بشأن محاولة صدام حسين شراء مادة اليورانيوم من النيجر. وجاءت شهادة بوش التي استغرقت 70 دقيقة "في اطار التعاون والتنسيق" بين الادارة والمحكمة الفيديرالية، كما أكد الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان.ولم تتضمن قسَماً دستورياً، ورافقه فيها محاميه جيم شارب. وتزامنت الشهادة مع هجوم شنّه مسؤول من "سي آي اي" على البيت الأبيض دان فيه بشدة أداء الادارات المتعاقبة في الحرب على الارهاب وأخطاءها الفادحة في الحرب على العراقوأفغانستان وتضييعها الفرص لضرب تنظيم "القاعدة" قبل اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. وكشف المسؤول في لجنة مكافحة الارهاب في كتابه "كبرياء الامبريالية"، وفي نسخة خاصة حصلت عليها "الحياة"، عن ارتباطات بين "القاعدة" و"حزب الله" وبين مخيمات تدريبية في البقاع والمخيمات الفلسطينية. كما يحمّل الكتاب، الموقع من "مجهول" ل "ضرورات مهنية"، مسؤولية مباشرة لادارتي الرئيس جورج بوش وبيل كلينتون بتجاهل الخطر والمساهمة في زيادة شعبية "القاعدة" و"خسارة الحرب على الارهاب اليوم". وأكد المؤلف، الذي عمل 22 عاماً في وكالة الاستخبارات، أن صدام حسين لم يشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة، مشيراً أن الحرب على العراق ضاعفت الخطر الارهابي وشكلت "هدية مجانية" لأسامة بن لادن. وتوقع المؤلف الذي تولى ملاحقة بن لادن بين عامي 1996 و1999، "انتقال الحرب الى الاراضي الأميركية" وعلى نطاق أوسع وأخطر من اعتداءات 11 أيلول. ووصف الحرب على العراق بأنها "خطأ استراتيجي" اذ "ساهمت في تنمية شعبية القاعدة في شمال العراق ولبنان" بعد نيسان أبريل 2003. واستند الى مصادر من الخارجية الاميركية و"سي آي اي" ليكشف وجود ارتباطات بين "القاعدة" و"حزب الله" ووجود قواعد تدريبية في البقاع والمخيمات الفلسطينية. واشار الى تزايد "انتصارات القاعدة" بين فترة 11 أيلول 2001 و2004 مقارنة بالفترة 1994- 2001 . واتهم المؤلف ادارة الرئيس السابق كلينتون "بالتلكؤ والجبن لعدم توجيه ضربة عسكرية بعد اعتداءات افريقيا الشرقية" كذلك بعد تفجير المدمر "كول" في ميناء عدن اليمني. وكشف عن وجود معلومات استخباراتية عن تحركات "القاعدة" منذ 1980. ويحمل الكاتب على "خطة" المدير السابق للوكالة جورج تينيت لضرب أفغانستان و"جهلها بالتركيبة القبلية والعشائرية الأفغانية". وقال أن "لا مفر اليوم من دولة اسلامية محافظة في كابول".