دخلت"المدينة التعليمية"في قطر، التي تضم عدداً من الجامعات الأميركية، مرحلة جديدة الأسبوع الجاري، بعدما تقرر تخصيص وقف مالي بقيمة ثمانية بلايين دولار، لانشاء مركز طبي متخصّص يهتم بالرعاية الصحية والأبحاث الطبية، بالتعاون الفني والاداري من جامعة"كورنيل"الأميركية. ووصفت صحيفة"فايننشال تايمز"البريطانية المشروع بانه"واحد من أكثر المشاريع الطبية طموحاً في العالم". وسيُطلق على المركز الطبي المتخصّص، وهو الأول من نوعه في المنطقة، وفقاً لمسؤولين في"مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع"، اسم"المستشفى التعليمي التخصصي". وستطبّق فيه"أحدث المعايير الدولية"في مجالات العناية بالمرضى والتعليم والأبحاث الطبية والعلاجات السريرية. وسيختص أساساً بأمراض النساء والأطفال. 900 مليون دولار وتبلغ كلفة المستشفى 900 مليون دولار. ويُعتبر"الوقف"الذي خُصص لإنشاء المستشفى التخصّصي 8 بلايين دولار، الأكبر الذي يُخصص للرعاية الطبية والأبحاث الطبية في قطر. وقال المراقبون ان هذا يُعد"حدثاً مهماً في منطقة الخليج". وأشاروا إلى أن السعي لإنشاء مركز طبي متخصّص يعكس كذلك توجه القيادة القطرية، التي تعمل على أن تكون المدينة التعليمية"مصدر اشعاع علمي وتعليمي في منطقة الخليج والعالم العربي". وتوقّع مسؤولون في"مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع"تحدثوا إلى"الحياة"، أن يصبح المستشفى التخصّصي موضع اهتمام دول المنطقة، معتبرين انه سيؤدي إلى رفع مستوى الخدمات الطبية في قطر والمنطقة. من جهتها، عبرت رئيسة مجلس ادارة"مؤسسة قطر للتربية والعلوم"، الشيخة موزه المسند، زوجة أمير دولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عن سرورها"أن نصبح قادرين على توفير هذا المستوى الراقي من الرعاية الصحية للشعب القطري". وقالت ان"كبار الباحثين والعلماء في الطب الأكاديمي سيجتمعون تحت سقف المستشفى التخصصي، وأتوقع أن تؤدي جهود الأطباء والعلماء إلى ابتكار المعارف الحيوية الطبية ونشرها في العالم كله". وأوضح مسؤولو"مؤسسة قطر"ان المستشفى الذي سيضم 350 سريراً، سيُستخدم كمركز تعليمي وبحثي لطلاب كلية طب"وايل كورنيل"في قطر، وهي جامعة متفرعة من جامعة"وايل كورنيل"في نيويورك. وعُلم انه اوكلت لهذه الكلية مهمة تعليم العلاج السريري والأبحاث في المستشفى. وسيتيح ذلك فرص اكتساب الخبرة السريرية والبحثية في مختلف فروع التخصص المتوافرة في المستشفى التخصصي، الذي سيتمتع ب"مواصفات عالمية راقية"، ويكتمل خلال أربع سنوات. وأضاف المسؤولون انه ستُستخدم في المستشفى"أحدث وسائل التكنولوجيا الرقمية على مختلف المستويات". كما ستجري فيه"أبحاث اكلينيكية"، ويركّز على أمراض النساء. ويشمل ذلك العقم والسكري وأمراض الجهاز القلبي الوعائي وطب الأطفال وأمراض الأطفال المعدية. كما يجري الإعداد لاقامة برنامج أبحاث للجينوم البشري في قطر. ويُعتبر وجود كلية"وايل كورنيل"في قطر"عنصراً داعماً"للمشروع الجديد، حيث ستقدّم الكلية خبرة"قيادية"في مجال ادارة وتشكيل برنامج الأبحاث، الذي ذُكر انه سيُمول على أساس تنافسي. كما ستنضم"مؤسسة حمد الطبية"، وهي مؤسسة صحية وعلاجية متطورة في قطر، كشريك ثالث في المشروع الجديد، وتقدّم خدمات سريرية. وعُلم ان هذه المؤسسة الطبية الحكومية سترتبط قريباً أكاديمياً بكلية"وايل كورنيل". ويرى الدكتور فتحي سعود، عضو مجلس ادارة"مؤسسة قطر"، ان المستشفى التخصّصي التعليمي"سيلبي الحاجات المباشرة للمنطقة من الرعاية الصحية"، مشيراً إلى انه"مشروع ينتمي إلى قطاع سريع التطور". اما الدكتورة الشيخة غالية بنت محمد بن حمد آل ثاني، فقالت ان المستشفى التعليمي"يضمن ارتقاء دولة قطر إلى مستوى مركز معترف به في كل انحاء العالم"في ميادين طب الأطفال والولادة وأمراض النساء. وأضافت:"سيكون هذا نقطة جذب لأفضل الباحثين والأطباء في هذه المجالات، فتتحسن حياة كثيرين وتعم الفائدة الكبرى نظام الرعاية الصحي بشكل عام". وكانت"مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع"أُنشأت عام 1995، وهي منظمة خاصة غير ربحية وتجد دعماً كبيراً من أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ونجحت في استقطاب جامعات عالمية إلى"المدينة التعليمية"، التي استقطبت بدورها طلاباً من دول عدة، منها دول الخليج والدول العربية والاسلامية.