للمرة الأولى في تاريخ التعليم العالي في الولاياتالمتحدة، وفي تاريخ جامعة "كورنل" الممتد 136 سنة، أعلن أمس توسع دولي للتعليم الأميركي العالي يعد سابقة من خلال تأسيس فرع طبي لهذه الجامعة في قطر. واعتبر وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر المشروع المشترك "شراكة خبرات وقيم" تشكل "مبادرة ديبلوماسية مهمة في الشرق الأوسط". رئيس الجامعة هنتر راولنغز رأى ان المشروع "يصنع التاريخ في ديبلوماسية التعليم بأرقى درجاتها"، فيما أكدت الشيخة موزة المسند عقيلة أمير قطر رئيسة "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع"، ان هدف المشروع هو "تدريب أجيال جديدة من القادة وذوي مهنة الشفاء"، في اطار مؤسساتي يستند الى "قاعدة الاستدامة". معروف ان هناك شراكات بين جامعات أميركية وجامعات في انحاء العالم، كذلك بين جامعات ومؤسسات عبر الحدود، لكن ما يميز المشروع الجديد ان جامعة "وابل كورنل الطبية" ستنشئ جامعة مشابهة في الدوحة، ستخرّج للمرة الأولى أطباء يحملون شهادات كتلك التي تخرّج بها الأطباء من الجامعة في نيويورك. وبما أن هذه الجامعة ترتبط بشراكة مؤسساتية مع "مستشفى نيويورك"، التي تعد من أهم المستشفيات ومراكز البحوث الطبية في العالم، فإن المشروع يماثل انشاء فرع للجامعة في قطر، ذي ميزة فريدة في المشاريع المشتركة، الطبية والتعليمية. وستتيح الجامعة في قطر أول بيئة للتعليم العالي للنساء والرجال معاً، سيطبق عليها كل المطالب والمستلزمات التي تطبق على طلاب الطب في أميركا. كلفة المشروع، بحسب الدراسات الأولية، 750 مليون دولار للسنين العشر الأولى، في ما يسمى كلفة ادارة الجامعة فقط، وستتولى "جامعة كورنل" اختيار الأكاديميين والموظفين، وينطلق البرنامج بعد سنتين على أمل أن تبدأ تدريس أول برنامج طبي عام 2004 لتُمنح أول شهادة تخرج عام 2008. والمشروع جزء من حملة طموحة تتولاها "مؤسسة قطر للتربية والتعليم وتنمية المجتمع" التي انشأها عام 1995 أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والتي تطور رئيستها الشيخة موزة جانب المدارس والجامعات فيها. وبسبب دورها الرئيسي في هذه الحملة، لفتت جامعة كورنل الى أن عقيلة أمير قطر "تكرّس جهودها من أجل تحقيق نقلة نوعية في التعليم" لجهة الكفاءة والمساواة وعدم التمييز بين الشاب والشابة في طلب العلم بكل أوجه التخصص، لا سيما الطب. الدكتور دانيال الونسو الذي سيرأس فرع قطر لجامعة كورنل، اعتبر المشروع "رؤية والتزاماً"، سيكون له "بعد توسعي في تأمين الفرص في الشرق الأوسط" كله. أما جيمس بيكر فرآه "أساساً قوياً لتحسين الفهم والتفاهم، وحتى السلام بين الدول"، لانطلاقه من قاعدة "تقاسم الخبرة والقيم في مجال التعليم". في قطر مستشفيات ومراكز طبية متقدمة، لكن هذه هي المرة الأولى التي تقام فيها جامعة طبية، وتتعاقد مع جامعة أميركية لانشاء مراكز تدريب وبحوث طبية تعنى بأمراض تتفشى مثل الأمراض الجينية أو السكري.