احتفلت الدوحة أمس بتدشين "كلية طب وايل كورنيل"، الخطوة الأولى على طريق تحويل قطر "جامعة" منطقة الخليج، كما قال مسؤول قطري كبير. ووصف مسؤولون في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وجامعة كورنيل الأم في نيويورك الحدث، بأنه "مبادرة ديبلوماسية مهمة". واتخذ الافتتاح أبعاداً سياسية واجتماعية محلية أضيفت إلى البعد التعليمي والطبي، وكان لافتاً أن أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية التي تتبع لها الكلية، حضرا معاً حفلة التدشين، في خطوة هي الأولى من نوعها في البلاد تؤشر إلى مدى الانفتاح السياسي والاجتماعي. وكذلك حضر عدد من الوزراء وسانفورد وايل رئيس مجلس الاشراف على الكلية في قطر، والدكتور انطونيو غوتو عميد الشؤون الطبية وعميد كلية كورنيل في نيويورك، والدكتور دانيال الوترو عميد كلية طب كورنيل في قطر. وقالت الشيخة موزة: "اننا نقدم من خلال الكلية نموذجاً للتعاون ومثالاً للعولمة في إطارها السليم لعلاقة تتحقق من خلالها أهداف الشريكين". وخاطبت الشيخة الحضور بكلمة بالانكليزية شددت فيها على اهمية افتتاح الكلية وحرص قطر على الجمع بين "احدث التطورات التكنولوجية مع الحفاظ على قيمنا الاسلامية". ورأت ان "انشاء الكلية يشكل فرصة لتقديم الخدمة إلى مجتمعنا وتخريج اول دفعة من الاطباء القادرين على تحديات القرن المقبل". ونوهت بتاريخ جامعة "كورنيل" وسمعتها العالمية. وأوضح مسؤولون من الجانبين إن الكلية تضم في دفعتها الاولى 27 طالباً وطالبة بينهم 14 من القطريين و70 في المئة من باقي الطلاب من دول الخليج، وستمنح درجة جامعية صادرة عن جامعة كورنيل وهي "أول بيئة مختلطة للتعليم العالي في قطر" أي تضم طلاباً وطالبات. واعتبر وزير الصحة القطري الشيخ حجر أحمد حجر رداً على سؤال ل"الحياة" ان الكلية تمثل أفضل استثمار، مشيراً إلى ان معظم الأطباء العاملين في قطر من الخارج، وان نسبة القطريين بينهم نحو 30 في المئة. وأفادت الدكتورة شيخة المسند عضوة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية ان نفقات انشاء الكلية بلغت 750 مليون دولار. وسألتها "الحياة" هل يؤشر افتتاح الكلية إلى "الشراكة القطرية - الأميركية" في مجال جديد هو التعليم الجامعي، فأجابت "أن التعليم يمثل أفضل ديبلوماسية. إنها المرة الأولى التي تفتح فيها جامعة أميركية كلية لها في بلد آخر وتعطي الشهادة ذاتها التي تقدمها الجامعة الأم". وشددت على أن افتتاح الكلية "سيؤدي إلى تعاون ثقافي تعليمي بين قطر والمنطقة من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى"، ورأت في حديثها إلى "الحياة" ان هذا الصرح التعليمي الجديد "سيساعد في ايجاد تفاهم بين شعوب العالم، خصوصاً ان الجامعة تفتح أبوابها لجميع الذين تتوافر فيهم شروط القبول من دول أخرى ولا تعطي امتيازاً لأحد". وخلصت الدكتورة شيخة، وهي نائبة مدير جامعة قطر، أيضاً إلى القول: "اعتقد بأن التعليم والثقافة يشكلان وسيلة أفضل لتفاهم الشعوب، وأن كثيراً من التعصب يأتي من الجهل، والمعرفة تؤدي إلى المرونة في التفكير، وهذه أفضل ديبلوماسية". يذكر أن الدراسة في الكلية بدأت في السابع من أيلول سبتمبر الماضي، وتعمل الكلية حالياً في مقر موقت في موقع داخل المدينة التعليمية، ومن المقرر انجاز مبناها الخاص في 30 حزيران يونيو 2003 الذي يصادف بداية السنة الدراسة الثانية.