ارتفع عالياً صوت الحديث عن قمة البرتغال وإنكلترا في ربع نهائي البطولة الأوروبية بعد التحول المفاجئ للمنتخبين من الهزيمة في المباراة الافتتاحية إلى تحقيق فوزين متتالين والتأهل إلى الدور النهائي. والبرتغال هي أول دولة في تاريخ أوروبا تجتاز الدور الأول باستمرار في كل البطولات التي شاركت فيها. ومدربها البرازيلي فيليب سكولاري سيكون أول مدرب أجنبي يحرز اللقب في البطولة الأوروبية التي ذهبت كل ألقابها السابقة من 1960 إلى مدربين وطنيين وسيكون سكولاري أيضاً أول مدرب في التاريخ يحرز كأس العالم ثم بطولة أوروبا مع دولتين مختلفتين. وفي لقاء الليلة ستكون المواجهة هي الثانية بين البرتغال وإنكلترا في البطولة بعدما فازت البرتغال 3-2 في إيندهوفن عام 2000، بعدما تقدم الإنكليز 2-صفر. نجاح ساحق حققه المدربون الأجانب في البطولة، والثلاثة الوحيدون في المسابقة تجاوزوا جميعاً الدور الأول، سكولاري مع البرتغال وإريكسون مع إنكلترا وريهاغل مع اليونان. حقق منتخب إنكلترا 9 انتصارات على نظيره البرتغالي في 20 مباراة جمعت بينهما منذ عام 1947 وكان اللقاء الأول ودياً وانتهى لمصلحة إنكلترا 10-صفر. عشرة أهداف هي الفارق حالياً بين الأسطورة البرتغالية يوسيبيو الذي سجل 41 هدفاً دولياً وبين فيغو ورصيده الحالي 31 هدفاً. ويتوقع مدرب منتخب إنكلترا لكرة القدم السويدي سفين جوران إريكسون أن تلعب البرتغال في مباراتهما بدور الثمانية في بطولة كأس الأمم الأوروبية بنفس الطريقة التي لعب بها المنتخب البرازيلي الذي أخرج إنكلترا من نهائيات كأس العالم 2002. وكان المنتخب البرازيلي أطاح بنظيره الإنكليزي من دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2002 عندما تغلب عليه 2-1 في شيزوكا باليابان بقيادة المدرب البرازيلي لويس فيليب سكولاري الذي يتولى تدريب منتخب البرتغال حالياً. ويلتقي إريكسون وسكولاري مجدداً اليوم في دور الثمانية بالبطولة الأوروبية على استاد دا لوش في لشبونة ويتوقع مدرب إنكلترا أن يكون أداء البرتغال البلد المضيف مماثلاً لأداء منتخبات أميركا الجنوبية الذي يعتمد على اللعب من لمسة واحدة. وقال إريكسون للصحفيين: "المنتخب البرتغالي مثل نظيره البرازيلي فيما يتعلق بأسلوب اللعب، إنه أفضل فريق في أوروبا من الناحية الفنية". وأضاف "يملك المنتخب البرتغالي لاعبين رائعين يمكنهم السيطرة على الكرة مثل فيغو وديكو وكريستيانو رونالدو ومانيشي وروي كوستا، أعتقد أنهم سيلعبون بطريقتهم المعتادة التي تعتمد على الاستحواذ على الكرة واللعب من لمسة واحدة". وتصدر المنتخب البرتغالي المجموعة الأولى بعد فوزه على إسبانيا بهدف مقابل لا شيء يوم الأحد الماضي بينما احتل المنتخب الإنكليزي المركز الثاني في المجموعة الثانية بعد فوزه على سويسرا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. من جهة أخرى احتفل المشجعون البرتغاليون الذين اصطفوا نحو يومين لشراء تذاكر مباراة دور الثمانية في بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم بعد أن رد مشجعوا إنكلترا خائبين في أعقاب تغيير في السياسة في اللحظة الأخيرة. فقد أعلن الاتحاد البرتغالي لكرة القدم أنه سيبيع تذكرة واحدة فقط لكل متقدم من أجل الحصول على تذاكر وأن على المتقدمين أن يكونوا برتغاليين. وأصيب كثير من المشجعين البريطانيين ممن اصطفوا وسجلوا أسماءهم في قائمة بخيبة أمل مريرة. وقال كريستوفر نوت البالغ من العمر 51 عاماً وهو تاجر من لندن: "استبدل اسمي باسم برتغالي... هذا ليس نظاماً عادلاً". ومتوفر لدى الاتحاد 500 تذكرة ويبيع الواحدة منها مقابل 42 يورو. وكان نوت يتشاجر مع أول شخص يقف في الصف وهو أنطونيو جويرا البالغ من العمر 31 عاماً من لشبونة الذي قال إنه عسكر في هذا المكان منذ 43 ساعة وأضاف وهو يشير إلى حقيبة النوم الخاصة به التي وضعها على الدرج "كنت أول شخص أتيت إلى هنا يوم الاثنين، نمت هنا ليلتين، بعض الإنكليز عرضوا علي ألفي يورو، ورفضت وسأرفض أي مبلغ". وبعد وقت قصير من الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي دخل جويرا وهو مهندس تكنولوجيا حيوية يقضي عطلة من الباب وبعد عدة دقائق خرج ملوحاً بتذكرته في الهواء وسط التهليل والتصفيق. وقال نوت إنه وقف في الصف صباح الثلاثاء ثم غادر وكثيرون آخرون بعد أن سجل اسمه في قائمة وعاد ليجد أن اسمه حذف من القائمة. وأحجم خواو باولو دينيز المتحدث باسم الاتحاد البرتغالي لكرة القدم عن التعليق على السبب في تغيير السياسة الخاصة بالتذاكر. وقال ريكاردو سي وهو ثالث برتغالي كان يقف في الصف لدى سؤاله ان كان هذا التغيير في السياسة عادلاً: "ألا تعتقد أن من الصواب أن يذهب الشعب البرتغالي إلى المباراة، واقترح أن يشتري نوت تذكرة من السوق السوداء". وذكرت قناة "إس.آي.سي" التلفزيونية أن البرتغاليين اشتروا 15 ألف تذكرة فيما اشترى الإنكليز 14 ألفاً. ويتسع ستاد لوز لخمسة وستين ألف متفرج.