اعلنت غروزني التعبئة العامة لمواجهة اجتياح بري محتمل. وطلب الرئيس اصلان مسخادوف عقد لقاء عاجل مع الرئيس الروسي بوريس يلسن، فيما تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين الى الجمهوريات المجاورة للشيشان. واشترط يلتسن لاستقبال مسخادوف ان يدين الأخير "الارهاب الدولي". تركز القصف الجوي امس الاثنين على حي اكتيا برسكي في العاصمة الشيشانية حيث توجد اهم المنشآت الصناعية والنفطية ومصفاة غروزني التي كانت تعد الاكبر في جنوبروسيا وطاقتها السنوية 20 مليون طن. واضطر المسؤولون عن شركة "غروز نفط" الى وقف الاستخراج من آبار عدة تعرضت الى اصابات مباشرة بصواريخ اطلقتها طائرات "سوخوي". وأكد وزير الدفاع ايغور سيرغييف امس ان الغارات ستستمر "حتى ابادة آخر مجرم"، فيما ذكر مدير غرفة العمليات في الوزارة الجنرال يوري بالويفكسي ان موسكو "ستستخدم كل الوسائل باستثناء السلاح النووي". ولم يستبعد احتمال الاجتياح البري او القيام ب"عمليات خاصة". وذكر ان مجموعات من الكوماندوس "قد تقوم حالياً بتعقب القائدين الميدانيين باسايف او خطاب". وتوحي القيادات العسكرية الروسية بأنها تنوي فرض ما سماه قائد قوات الحدود قسطنطين توتسكي ب"الحجر الصحي" واقامة سور عازل حول الجمهورية الشيشانية وضربها جواً لتفادي الخسائر البشرية بين المهاجمين. وأبلغ "الحياة" خبير عسكري روسي ان الحديث عن الاجتياح البري قد يكون جزءاً من "حرب نفسية" مماثلة لما قامت به قوات حلف الاطلسي في كوسوفو، لكنه حذر من "اسقاط" مثل هذا الاحتمال. وطلب رئيس الوزراء السابق سيرغي سيباشين "عدم التسرع في بدء الاجتياح". ودعا الى مواصلة القصف الجوي على ان يكون هدفه "جر الطرف الآخر الى التفاوض من مواقع القوة". وحذر نظيره يفغيني بريماكوف من ان "العملية البرية يمكن ان تتحول حرباً واسعة". وفي اشارة ذات دلالة عميقة، نبه رئيس الوزراء السابق الى ان الراديكاليين الشيشانيين يقاتلون بسلاح روسي وطلب "عدم المبالغة" في الحديث عن دعم اجنبي لهم. وعقد مجلس الأمن الشيشاني اجتماعاً طارئاً امس، اعلن على اثره نائب رئيس الوزراء كازبك ماخاشيف ان الغارات ادت الى مقتل 420 شخصاً وجرح اكثر من الف. وأكد ان المجلس قرر اعلان التعبئة العامة "لمواجهة خطر الاجتياح البري" وعقد مؤتمر وطني طارئ لتحقيق "وحدة المجتمع في مواجهة العدوان". ومن جانبه، أشار الرئيس مسخادوف الى استعداده للحوار السياسي. وطلب عقد لقاء عاجل مع يلتسن "لكي ننقذ شعبينا من حرب جديدة". واتهم اطرافاً في موسكو ب"التورط في لعبة سياسية قذرة" هدفها الرئاسة الروسية. ولكي لا يترك شكاً في مقاصده، اشار الى ان البليونير المعروف بوريس بيريزوفسكي هو "رجل المصائب لروسيا والشيشان" وذكر ان اجهزة الأمن المحلية رصدت مكالماته مع شيشانيين معارضين لحكومة غروزني، واضاف ان بيريزوفسكي سلم شخصياً مليون دولار الى شامل باسايف. وبحث هذا العرض في لقاء عقد امس بين يلتسن ورئيس وزرائه فلاديمير بوتين الذي قال ان التحضير للقاء مسخادوف مع الرئيس الروسي "لم يتوقف لكنه سيعقد اذا كان سيثمر عن فائدة لروسيا". وشدد على ان يلتسن لن يوافق على مقابلة مسخادوف ما لم يعلن الاخير ادانته "الارهاب الدولي" ويرسل تعزية لذوي القتلى في انفجارات موسكو التي حمل الشيشانيين مسؤوليتها. والى جانب المضاعفات العسكرية والسياسية فان المواجهة الحالية قد تؤدي الى كارثة انسانية. فقد بلغ عدد اللاجئين الذين عبروا الحدود الشيشانية - الأنغوشية اكثر من 50 ألفاً، علماً ان عدد سكان جمهورية انغوشيتيا يبلغ زهاء 200 ألف. وتصطف طوابير طويلة من الراغبين في الهجرة على الحدود مع جورجيا التي اعلن رئيسها ادوارد شيفاردنادزه عن الاستعداد لاستقبال لاجئين بعد "فحص دقيق" هدفه منع تسلل "عناصر مشتبه بها".