اكد جيمس بافيت نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي اي"، لشؤون العمليات، ان الوكالة كان لديها "أقل من حفنة" مصادر في العراق قبل الحرب، ولم يكن بإمكانها التوصل الى كشف وجود برامج اسلحة "مشبوهة". وتابع في كلمة امام رابطة السياسة الخارجية "مثلما زعم بعض المنتقدين قبل الحرب، لم تكن لدينا مصادر عراقية كثيرة، ولا مصادر كافية حتماً". واستدرك بافيت الذي اعلن عزمه على الاستقالة بعد شهرين: "مع زرعنا أناسا في شمال العراق، كان لدينا اقل من حفنة" من المصادر. وذكر أن "سي آي اي" لم تكن قادرة على التوصل الى كشف "قلب برامج اسلحة صدام" حسين، ولكن خلال الاشهر التي سبقت الحرب اقتربت من الدوائر الداخلية السياسية والعسكرية، وجمعت معلومات وجدها الجيش الاميركي "حيوية" حين دخل العراق. وشدد بافيت على ان وجود "سي آي اي" في العراق بات اكبر وجود من نوعه منذ حرب فيتنام. وواجهت ادارة الرئيس جورج بوش واجهزة الاستخبارات الاميركية انتقادات شديدة بسبب ادعاءات بامتلاك العراق اسلحة دمار شامل قبل الحرب. وعلى رغم ان جورج تينيت مدير الوكالة المستقيل أكد لبوش وجود الاسلحة، وبالتالي وجود قضية ضد بغداد، لم يعثر بعد على اسلحة محظورة. ولفت بافيت الى ان الولاياتالمتحدة كانت تجد صعوبة في تجنيد جواسيس عراقيين قبل الحرب، لانهم كانوا يخشون ان ينكل بهم نظام صدام، كما كانوا غير واثقين بالوعود الاميركية باطاحته. واشار الى ان "سي آي اي" غير مسؤولة عن المعلومات المضللة التي وصلت الى البنتاغون، من منشقين عراقيين ولاجئين على صلة بجماعات في المنفى كانت تسعى الى اسقاط صدام. واستطرد بافيت: "هؤلاء الجواسيس ليسوا من جواسيسي". وزاد ان تهديد تنظيم "القاعدة" لم ينحسر على رغم مرور نحو ثلاث سنوات على اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001. وشدد على امتلاك التنظيم "خططاً واضحة لضرب الوطن مجدداً، ومدينة نيويورك لا تزال هدفاً رئيسياً". ولاحظ ان الجهود الاميركية ضد "القاعدة" احدثت "اضراراً لا تمحى" بالشبكة، لكنها افسدت الحرب الدولية على الارهاب وفجرت هجمات في انحاء العالم. وختم قائلاً: "علينا ان ندرك ان الحرب التي نخوضها هي حرب بلا نهاية".